تصعيد صهيوني شامل يستبيح السيادة اللبنانية ويخرق اتفاق وقف النار بلا رادع
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
18 ديسمبر 2025مـ – 27 جماد الثاني 1447هـ
تشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا صهيونيًا خطيرًا يتجاوز حدود الاتفاق القائم، حيث يسعى كيان الاحتلال إلى فرض معادلة “الاستباحة”، محولاً آلية المراقبة الدولية المفترضة للإشراف على وقف إطلاق النار إلى أداة لتقييد المقاومة الإسلامية، من جانب واحد، مع استمرار الاستباحة اليومية للأرض والسيادة اللبنانية، التي لم تعد تقتصر على جنوب نهر الليطاني، بل امتدت لتطال العمق اللبناني.
وفي تفاصيل المشهد الميداني، منذ صباح اليوم الخميس، نفّذ جيش الاحتلال سلسلة غارات وصفت بالأعنف، شملت قصفًا من مسيرة استهدف منزلاً في بلدة” رامية” الحدودية، وغارات مكثفة على مرتفعات السلسلة الغربية من “الهرمل” شمالي شرق البلاد.
بالإضافة إلى استهداف مرتفعات “الجبور والريحان والقطراني ومجرى نهر الليطاني في الجنوب”، وصولاً إلى استهداف سيارة في بلدة “الطيبة” أسفرت عن إصابة أربعة مواطنين، بينهم عمال في شركة الكهرباء، واحتراق آليتين تابعتين للشركة وفقًا لبيانات وزارة الصحة والمصادر المحلية.
ويأتي هذا العدوان تحت غطاء ادعاءات “إسرائيلية” مكررة باستهداف مخازن أسلحة ومعسكرات تدريب تابعة لحزب الله، وهي الذرائع ذاتها التي تروجها الماكينة الإعلامية للاحتلال للحديث عن معسكرات في شمال لبنان بزعم “إعادة التأهيل العسكري”، في وقت تستمر فيه عمليات الاغتيال الممنهجة التي حصدت أرواح أكثر من 340 شخصًا خلال عام وشهر بذريعة الانتماء للحزب.
وعلى الأرض، تُظهر المعطيات أن الاحتلال الإسرائيلي نفّذ قرابة ألف غارة جوية وأكثر من 1200 تجاوز للحدود، تضمنت مداهمات في قرى الخطين الأول والثاني بعمق يصل إلى خمسة كيلومترات، بالتوازي مع احتلال خمس نقاط عسكرية استراتيجية مطلة على الجنوب اللبناني، ممتدة من القطاع الشرقي مرورًا بالأوسط وصولاً إلى الغربي، مع رفض صهيوني قاطع للانسحاب منها.
ولا يتوقف الانتهاك عند العمليات البرية، بل يمتد لخرق السيادة اللبنانية عبر تحليق مستمر للطيران الحربي والمسير، في مؤشر على “رغبة إسرائيلية” بالذهاب نحو “خطوات تصعيدية” جديدة قد تتطور إلى أيام قتالية تحت ذريعة نزع سلاح حزب الله، وسط حملة اتهامات سياسية وعسكرية للجيش اللبناني بعدم القدرة أو الرغبة السياسية في تنفيذ هذه المهمة.
سياسيًا؛ تتجه الأنظار نحو اللقاء المرتقب بين المجرم نتنياهو وترامب نهاية الشهر الجاري، في ظل توافق واضح بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي حيال الملف اللبناني، وفي المقابل، يتزامن هذا التصعيد مع حراك دبلوماسي وعسكري لبناني، حيث التقى قائد الجيش اللبناني نظيره الفرنسي في باريس الذي أكد دعم بلاده لوحدة لبنان واستقراره.
وتكتسب هذه التطورات أهمية مضاعفة كونها تسبق بـ 24 ساعة الاجتماع الثاني لآلية المراقبة (الميكانيزم)، حيث من المقرر أن يثير الوفد اللبناني مسألة “الاستهدافات الإسرائيلية المستمرة”، مطالبًا الدول الضامنة بالضغط للجم الاعتداءات، خاصة وأن الجيش اللبناني ملتزم بالمهام الموكلة إليه وفق الاتفاقات المعلنة.
