الصباح: الاقتحامات رسالة تهويدية أميركية–صهيونية متطابقة

2

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
18 ديسمبر 2025مـ – 27 جماد الثاني 1447هـ

أكد الكاتب والباحث السياسي الأستاذ عدنان الصباح إن الاقتحامات التي ينفذها قادة العدو الصهيوني للمقدسات في القدس تحمل طابعا دينيا مدروسا، وترتبط بشكل مباشر بالمشروع التهويدي، مؤكدا أن مشاركة السفير الأميركي في هذه المشاهد تكشف التطابق الكامل بين مواقف الولايات المتحدة ومواقف كيان الاحتلال.

وأوضح الصباح في مداخلة على قناة المسيرة، أن الرسالة الأساسية من هذه الزيارة تتمثل في أن المشروع الصهيوني يحظى بمباركة أميركية كاملة، وأن أي اعتراضات أميركية يجري تسويقها إعلاميا تظل محدودة وشكلية ولا تمس جوهر المشروع، الذي يقوم على تثبيت القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وأشار إلى أن المجرم نتنياهو تعمّد التوجه إلى باحة البراق دون دخول المسجد الأقصى أو باحاته، في محاولة للحفاظ على غطاء ديني مخادع، معتبرا أن وجود السفير الأميركي إلى جانبه يهدف إلى إرسال رسائل طمأنة لبعض الحلفاء بأن المسجد الأقصى غير مستهدف في هذه المرحلة، وهي رسالة وصفها بالسخيفة والخطيرة في آن واحد.

وأضاف أن الأخطر من هذه الرسائل هو الإعلان العملي عن الاتفاق الكامل بين واشنطن والعدو الصهيوني، حيث يظهر السفير الأميركي إلى جانب رئيس حكومة العصابة عند بوابات المسجد الأقصى، في وقت يواصل فيه العدو جرائمه في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط موافقة ودعم أميركيين واضحين من إدارة ترامب.

ورأى أن المجرم نتنياهو، من على أطراف المسجد الأقصى، يوجه إهانة سياسية لكل من رحّب بخطة ترامب، ولكل من صدّق مزاعم منع ضم الضفة الغربية، ولكل من لا يزال يروّج لمسار الدولة الفلسطينية، مشددا على أن الرسالة المعلنة اليوم هي أن المشروع القائم مشروع تهويدي استيطاني خالص، وأن الولايات المتحدة تتطابق مواقفها بالكامل مع حكومة العدو.

وبيّن أن ما يجري يتجاوز القدس، في ظل استمرار المهلكة في قطاع غزة، وتنفيذ سطو سياسي وجغرافي منظم في الضفة الغربية يهدف إلى تحويلها إلى جزء من دولة الاحتلال، وإلغاء أي أفق سياسي أو إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

ولفت إلى أن كل من يرفض هذه الوقائع، أو يرفض جرائم الولايات المتحدة في غزة، أو يرفض تحويل الضفة إلى ما يسمى “يهودا والسامرة”، يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة قبل أي طرف آخر، داعيا إلى التوقف عن ترويج أوهام الخلاف الأميركي–الصهيوني، مؤكدا أنه لم يصدر أي موقف عملي يدل على غضب أو احتجاج أميركي على سياسات القاتل نتنياهو أو جرائم العدو.