عقب إعلان مصرعه.. غزة تُعلّن تبرؤها ورفضها للتعاون مع العدوّ مبتهجةً بطيّ صفحة سوداء
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
4 ديسمبر 2025مـ – 13 جماد الثاني 1447هـ
شهد قطاع غزة ابتهاجًا فلسطينيًّا عارمًا، تخلله توزيع للحلوى في بعض المناطق، عقب تداول أنباء عن مصرع العميل الخائن “ياسر أبو شباب”، قائد ميليشيا ما يسمى “القوات الشعبية” المتعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي شرقي رفح.
حدثٌ وصف بأنّه تأكّيدٌ جديد على أنّ “لا مستقبل لكل عميلٍ خائن وسط الشعب الفلسطيني”؛ إذ أصدرت “قبيلة الترابين” في قطاع غزة، والتي ينحدر منها الصريع “ياسر أبو شباب”، اليوم الخميس، بيانًا حاسمًا أكّدت فيه تبرؤها من أفعاله، مشيرةً إلى أنّ مقتله يمثل “نهاية صفحة سوداء لا تعبّر عن تاريخ القبيلة ولا عن مواقفها الثابتة”.
وأعلنت “قبيلة الترابين” رفضها القاطع لأيّة محاولة لاستغلال اسم القبيلة في تشكيل ميليشيات أو مجموعات تعمل لصالح العدوّ أو تخدم مشاريعه، ودعت “أبناء القبائل كافة إلى التمسك بوحدة الصف، ورفض كل من يحاول العبث بالنسيج الوطني والاجتماعي”، مشدّدةً على أنّ أبناءها وقفوا دائمًا مع شعبهم وقضيتهم العادلة، ولم يكونوا يومًا غطاءً لأيّ من تجار الفتن أو المتعاونين مع العدوّ.
ويرى مراقبون أنّ مصرع “أبو شباب” خبر جيد يؤكّد قاعدة تاريخية، تعتبر هذا المصير تأكّيدًا لكل العملاء والمرتزقة الذين يتعاونون مع الاحتلال بأنّ ليس لهم مستقبل وسط شعبنا الفلسطيني العظيم، مشيرين إلى أنّ المقاومة الفلسطينية تاريخيًّا لفظت كل هؤلاء، وأنّ هذا الحدث يوجه رسالة حاسمة لكل من يحاولون تشكيل فرق وميليشيات متعاونة كبديلٍ للمقاومة.
وعن القيمة الصهيونية التي يمثلها “أبو شباب”، وصف كيان العدوّ مصرعه بـ “الحدث السيئ لـ (إسرائيل)”؛ ما يعكس الأهمية التي كان الكيان الصهيوني يُعول على “أبو شباب” وغيره من الميليشيات لتكون سلطة أمر واقع بديلة عن حركة حماس في غزة.
وتهدف هذه الميليشيات إلى المساعدة في إبقاء السيطرة على القطاع وتنفيذ المخططات الصهيونية، ومنها على وجه الخصوص ترحيل وتهجير المواطنين عبر الضغط واستخدام وسائل مختلفة.
ويلفت مراقبون إلى أنّ موت هذا العميل يشكّل خسارة كبيرة واستراتيجية للكيان الصهيوني لأنّه يهز صورة الحماية الإسرائيلية ويفشل أحد أهم رهاناتها لإيجاد “اليوم التالي” في غزة، والأكثر إحراجًا لحكومة المجرم نتنياهو أنّ “أبو شباب” قُتل ضربًا وليس بالرصاص، ومات قبل أنّ يصل إلى مستشفى “سوروكا” الصهيوني في “بئر السبع” المحتلة، بحسب الإعلام العبري.
وما بين تضارب الروايات العبرية ودور المقاومة، أفاد تقرير بثته قناة 14 العبرية؛ بأنّ اغتيال أبو شباب تمكنت منه المقاومة، إذ يعتبر أحد أبرز العملاء الذين حظوا بحماية (إسرائيل)، وكان “مقره يقع في أكثر نقطة عمقًا تحت السيطرة الإسرائيلية”، وخلف “الخط الأصفر” في رفح.
وأكّدت قنوات عبرية مثل قناة “كان” في البداية أنّ “أبو شباب” قُتل على يد حماس، وسرعان ما سارع الإعلام العبري إلى تبني رواية مصدر أمني، كما نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنّ “أبو شباب قُتل في صراع عشائري داخلي، وليس على يد المقاومين”.
وتؤكّد تقارير ميدانية أنّ نجاح المقاومة في اغتيال أبرز عملائها داخل العمق تحت السيطرة الصهيونية، بعد أيامٍ قليلة من نشر ميليشيا أبو شباب مقاطع تظهر اعتقال وتعذيب مقاومين، “سيشعل الرعب في قلوب الميليشيات الأخرى” ويهز صورة الحماية الصهيونية لها.
