الخبر وما وراء الخبر

احتفالات الخونة والعملاء بذكرى الاستقلال.. شعارات تخالف الواقع

15

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
4 ديسمبر 2025مـ – 13 جماد الثاني 1447هـ

يتكرر الضجيج نفسه كل عام من قبل الخونة وعملاء الاحتلال الإماراتي السعودي في المحافظات اليمنية المحتلة جنوب وجنوب شرقي اليمن.

وتأتي المواقف والسياسات والتحركات والعمل والولاءات لدى تلك الأطراف، من الساحل إلى مأرب وتعز وعدن وغيرها، في الاتجاه المعاكس تماماً لمبادئ وأهداف ثورتي الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر، بل وحتى السادس والعشرين من سبتمبر، إذ إن جوهر الثورة نضالٌ ضد المستعمر الأجنبي، لا شعارات ولا مهرجانات ولا كلمات مفرغة من المضمون، وعندما تُختزل الثورة في احتفالات شكلية، فإنها تتحول إلى مناسبة تفضح من يتشدق باسمها، وتلعن من يحييها في الإعلام بينما يقبع في أحضان المستعمر الذي طرده الثوار الأبطال.

وخلال الشهر الماضي، وصل وزير ما يسمى بشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية إلى عدن، في زيارة تُعدّ الأولى من نوعها منذ سبع سنوات، ليتم استقباله بحفاوة لافتة وفرحٍ مبالغ فيه من قبل مختلف فصائل الارتزاق، والمفارقة أنّ هذه الاحتفالات جاءت من الجهات نفسها التي كانت قبل يومين فقط تُحيي ذكرى الثلاثين من نوفمبر، ذكرى الاستقلال ودحر الاحتلال البريطاني من جنوب الوطن، فيما تعاملت قبل أيام قليلة مع زيارة الوزير البريطاني بمنطق مختلف تماماً عن الشعارات التي ترفعها في مناسبات أكتوبر ونوفمبر.

وظهر في المقطع الإعلامي الصادر عن إحدى وسائل إعلام المرتزقة في الساحل، وصف زيارة وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني إلى عدن بأنها “تطور مهم” بعد سنوات مما أسموه “الغموض” في الموقف البريطاني تجاه اليمن، ولم يترددوا في الإشادة ببريطانيا بوصفها “حاملة القلم” في مجلس الأمن بشأن الملف اليمني، في تعبير يكشف قبولاً علنياً بالوصاية الأجنبية، بل وارتياحاً صريحاً لما يصفونه بالدعم البريطاني لحكومة المرتزقة.

ويعري هذا التناقض الفاضح بين الخطاب الاحتفالي بشعارات الاستقلال، وبين الارتماء العملي في أحضان القوى الاستعمارية ذاتها، حقيقة تلك الفصائل التي تتشدق بتاريخ الثوار، بينما تصطف اليوم مع المستعمر القديم ـــ الجديد، وتعمل وفق أجندته وتحت رايته.

ويقدّم موقف مرتزقة الساحل نموذجاً واضحاً لفصائل الارتهان التي تتغنى في الماضي بثورتي أكتوبر ونوفمبر وبطرد بريطانيا الاستعمارية، فيما تتمنّى اليوم عودة البريطاني طالما ذلك قد يفتح لهم باب العودة إلى السلطة، ويضعهم في مواجهة الشعب اليمني الثائر والرافض للمشروع الأمريكي والصهيوني، وكذلك البريطاني، في اليمن وفي عموم المنطقة العربية والإسلامية.

وفي المقطع الإعلامي السابق، يظهر الحديث عن “الدور البريطاني” في تطوير ما يسمونه “خفر السواحل اليمنية” لحماية الملاحة الدولية، والمقصود الحقيقي هو تأهيل وتدريب المرتزقة لمواجهة عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر ضد العدو الإسرائيلي، ضمن معركة الإسناد لغزة والشعب الفلسطيني، حيث جاء البريطاني ليحمي الملاحة الصهيونية، ويوظّف المرتزقة كأداة لتنفيذ المهام البحرية للمصالح البريطانية والأمريكية والصهيونية، بينما يحتفي هؤلاء بعودته كأنه منقذ لهم وراعٍ رسمي لتحركاتهم.

وفي قصر معاشيق، حيث يقيم المرتزق رشاد العليمي بين حين وآخر، كان استقبال الوزير البريطاني أشبه باستقبال الفاتحين، وتحدّثوا إليه كـ”معلم وموجّه ووليّ أمر”، وأشادوا بتدخلات بريطانيا في الشؤون اليمنية، وناشدوه بممارسة المزيد من الوصاية تحت عنوان “حماية الملاحة” و”مواجهة الانقلابيين”، أي الثوار الأحرار في شمال الوطن الذين ساندوا غزة، وواجهوا العدو الصهيوني، وفرضوا عليه حصاراً وحظراً بحرياً غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي–الإسرائيلي، ضمن معركة الإسناد لغزة التي كانت تتعرض لإبادة صهيونية وسط تفرّج وخذلان عربي لا نظير له، وهذا المشهد يختصر حقيقة الارتزاق: شعارات استقلال تُرفع في المناسبات، وولاءات استعمارية تُمارس على الأرض.

في المقطع السابق، وخلال استقبال وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية الشهر الماضي في عدن، بثّت القناة الرسمية التابعة للمرتزق رشاد العليمي خبراً جاء فيه أنّ العليمي قد وضع الوزير البريطاني أمام ما سماها “مستجدات الداخل اليمني” و“الإصلاحات الاقتصادية” التي تنفذها حكومة الفنادق، ثم مضى العليمي ليكيل المديح للدعم البريطاني، متحدثاً عن “الاهتمام الإنساني” لبريطانيا، وعن دورها في تأهيل ما يسمونه بخفر السواحل التابعة للمرتزقة.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أشاد العليمي صراحة بكون بريطانيا “حاملة القلم” الخاص بالملف اليمني في مجلس الأمن، أي الوصي المباشر على اليمن في المجلس، بحيث لا يمر أي مقترح أو مشروع قرار أو اجتماع يختص بالشأن اليمني إلا عبر البوابة البريطانية، وهو ما يعني التعامل مع اليمن كقاصر، لا بد له – في نظرهم – من كفيل يدير شؤونه ويتصرف عنه.

هذا النموذج من الأنظمة والحكام، الذين يتعاملون مع مواقف أوطانهم وتاريخ شعوبهم ومستقبل بلدانهم بالكذب والنفاق والتزييف، هو من أبرز أسباب نكبات الشعوب التي تُبتلى بقيادات كهذه، فالعليمي، الذي فرضته السعودية والإمارات رئيساً للمرتزقة، جرى اختياره ليكون أداة تنفذ أجندات دول العدوان والاحتلال، وتخدم مصالحها كأداة طيّعة ورخيصة بلا قرار ولا سيادة.

ومن هنا، يصبح حديث قيادة الارتزاق عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وعن نوفمبر المجيد، مجرد لغوٍ لا وزن له، فكلما تحدث أحدهم عن الثورة اليمنية، كانت الثورة نفسها تلعنه وتتبرأ منه، لأنها تعرف أنه امتداد لسلسلة طويلة من الخيانة، وأنه يقف في صف أعداء الثوار، لا في صف الثوار، سواء في شمال الوطن أو جنوبه، وفي كل محطات النضال اليمني من سبتمبر وأكتوبر إلى نوفمبر.

بعد الفشل الأمريكي والفشل الصهيوني في مواجهة اليمن وقراره بإسناد غزة، تولّت بريطانيا الدور التالي، مستفيدة من خبرتها الاستعمارية الطويلة، لتهندس مواجهة هذا القرار اليمني، لكن عبر أدواتها المحلية من المرتزقة، فكان الأسلوب المعتمد تدريبهم وتمويلهم، وتزويدهم بالأسلحة ووسائل النقل البحرية، ليقوموا نيابة عن أمريكا والعدو الإسرائيلي بتنفيذ المهام التي تعجز القوى الأجنبية عن القيام بها مباشرة.

ومن المهم العودة قليلاً لتسليط الضوء على تاريخ الخائن رشاد العليمي في هذا الإطار، باعتباره عنصرًا ارتبط بالأمريكيين منذ زمن طويل، فقد كان العليمي، في أيام عمله كوزير في صنعاء خلال فترات النظام السابق، مخبرًا وجاسوسًا للأمريكيين، وهو الأمر الذي اعترف به صراحةً الخائن عفاش وأعلنه على الملأ أمام الجميع، ما يوضح جذور ارتباطه بالخارج وتمويله ودعمه من قبل القوى الأجنبية.

هذا المعين من قبل السعودية رئيساً للمرتزقة، وصفه الخائن عفاش، بـ“عميل الإحداثيات”، مؤكداً أنه يعرفه جيداً، وكذلك بقية المرتزقة الذين لجأوا إلى حضن العدوان السعودي–الأمريكي، قائلاً إنهم “خبزة وعجينة”، أي أشخاص مرتهنون وسهل التحكم بهم، ومع ذلك، نراه اليوم، العليمي، يتقدم الصفوف لإلقاء الخطب والكلمات عن ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني، وعن ذكرى الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر، وكأن التاريخ أصبح مجرد شعارات تُستغل إعلامياً.

وليس العليمي وحده من يؤدي هذا الدور، بل يشارك معه بقية فصائل الارتزاق من الساحل إلى عدن ومأرب، وكل تلك الأدوات التي تستعملها بريطانيا وأمريكا حالياً لإعادة فرض نفوذها على بعض مناطق اليمن، مستخدمة المرتزقة كواجهة لإضفاء شرعية مزيفة على وجودها وأجندتها في البلاد.

أما على مستوى الخطابات والكلمات، فالجميع يتزاحمون، وكل واحد يريد أن يظهر أمام الشعب وكأنه أكثر المحتفلين بثورة الرابع عشر من أكتوبر إخلاصاً وولاءً، غير أن السؤال الجوهري هو: أين يقف هؤلاء في هذه المرحلة الحاسمة؟.

هل يقفون مع الشعب وإرادته في التحرر والاستقلال؟ أم مع المستعمر القديم الجديد، الذي عاد بأدوات جديدة وشعارات مختلفة لكن بهدف واحد: السيطرة؟ هل يمتلك هؤلاء قرارهم فعلاً؟ هل يمثلون أنفسهم؟ أم أنهم مجرد أدوات بيد المموّل والراعي الذي يرسم لهم السياسات ويحدد لهم ما يقولون وما يفعلون؟

والجميع يعلم، بلا استثناء، أن هؤلاء أتباعٌ للراعي والمموّل، سواء كان سعودياً أو إماراتياً، وأن خلف السعودية والإمارات يقف المستعمر القديم الجديد: الأمريكي أو البريطاني أو حتى العدو الإسرائيلي بشكل مباشر، هؤلاء ليسوا أصحاب قرار ولا أصحاب قضية، بل مجرد وكلاء ينفذون التوجيهات التي تُلقى إليهم من الخارج.

ولذلك يصبح السؤال: هل يستطيع الزبيدي أو العليمي أو حزب الإصلاح أو مرتزقة الساحل أن يتحركوا خارج الخط السعودي–الإماراتي، أو خارج الإملاءات الأمريكية–البريطانية–الإسرائيلية؟

الجواب لا يحتاج إلى شرح، فهو واضح كوضوح الشمس: لا يستطيعون، هم أدوات لا أكثر، يتحركون حيث يُؤمرون، وينطقون بما يُطلب منهم، ولا علاقة لهم بثورة أو استقلال أو إرادة شعب.

إلى هذا المستوى، صارت الحقائق مكشوفة على الملأ، على ألسنة الأعداء اليهود والصهاينة، وعلى ألسنة قادة المرتزقة أنفسهم، في زمن كشف الحقائق، من يظن أو يتعامل مع الخدمات التي يقدمها هؤلاء للأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين على أنها أمر عادي، متجاهلاً أن ما يقومون به هو أعلى درجات العمالة والخيانة والارتزاق، فهو إما بلا مبادئ ولا أخلاق، أو مستفيد هدفه المال المدنس، بلا دين ولا وطن ولا ثورة، الثورة والثوار يلعنون هذه الأشكال، وكل من يتعاون معها أو يعمل لصالحها.

لو عاد الشهيد راجح لبوزة أو قحطان الشعبي أو علي عنتر، أو شهداء ثورة أكتوبر، لكان موقفهم اليوم واضحاً: لن يكونوا في خندق الخونة العليمي أو عيدروس أو طارق أو صعتر، بل سيكونون في الاتجاه المقابل، في ميدان السبعين بصنعاء، حيث الحرية والكرامة، فلو كان هؤلاء الشهداء في موقف المرتزقة اليوم، لما قامت الثورة أصلاً، ولما حاربوا المستعمر البريطاني أو دافعوا عن شعبهم وثورتهم، ولما صمد الشرفاء في المحافظات الجنوبية ضد الاحتلال.

في تلك الفترة، كان البريطانيون يطلقون على ثوار الرابع عشر من أكتوبر تهمًا مثل “الفراعين”، لأنهم كانوا مدعومين من عبد الناصر وحركته القومية، بينما اليوم يطلقون على الثوار تهمة التبعية لإيران، لكن الحقيقة التاريخية واضحة، حينها لم تكن إيران هي الذريعة للمحتل، فقد كانت تحت حكم الشاه التابع لأمريكا وبريطانيا، وكان المد الحقيقي هو المد القومي العربي الذي واجه الصهاينة والأمريكيين بقيادة عبد الناصر، فقرر الصهاينة والأمريكيون مواجهة هذا المد القومي عبر العملاء والخونة، أجداد خونة اليوم، بدعم وتمويل سعودي، كما يحدث اليوم بالضبط. التاريخ نفسه يتكرر، والأسماء والأشكال تتغير، لكن السعودية وأدواتها من المرتزقة لم تتغير، وهي مستمرة في لعب الدور نفسه ضد الشعب والثورة اليمنية.

هذا المناضل قاسم لبوزة، أحد أحفاد الثوار الأبطال في الرابع عشر من أكتوبر، يتواجد اليوم في صنعاء بموقف شامخ، منحاز إلى وطنه وبلده ضد المستعمر القديم الجديد، لأن الحقيقة واضحة: بريطانيا هي بريطانيا، وأمريكا أسوأ من بريطانيا، ومعهما في هذه المرحلة العدو الإسرائيلي.

وأشار المناضل قاسم لبوزة إلى ما كان يطلقه المستعمر وأدواته على الثوار في تلك الفترة: كانوا يُصنّفونهم إرهابيين، مثلما يحدث اليوم، ويُتهمون بالولاء لأعداء الدولة، أو التبعية لدول داعمة للثورة، كما كانوا يُطلقون على ثوار أكتوبر تهمة “الفراعين”، أي المؤيدين لعبد الناصر والمدعومين من مصر، الذين كانوا يسهمون بدعم ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني، هذا التاريخ يوضح حجم الخيانة لدى العملاء، وارتفاع قيمة الموقف الوطني لدى الأحرار الذين يختارون الحق والكرامة فوق المال والسلطة والواجهة الإعلامية.

وبالتالي، لا يمكن لأي إنسان عاقل، حر، صادق في انتمائه للدين والوطن والرجولة والإنسانية، أن يقبل أن يتحول إلى أداة بيد أعداء الله والوطن والعروبة والإسلام، حتى لو عُرضت عليه أملاك الأرض كلها أو مناصب السلطة أو الوجاهة الإعلامية، فمَن يبيع نفسه وكرامته يكون موقفه منتهياً، ولم يعد للمال أو المناصب أو الظهور أي قيمة أمام كرامة الإنسان وحرية واستقلال إرادته وهويته، فالإنسان بقيمته وكرامته وحرية موقفه هو الذي يُحدد شخصيته، وما دونه من مال أو نفوذ لا يعوّض هذه القيم الأساسية.

بعد أولئك الأبطال العماليق الذين قادوا ثورة أكتوبر وسبتمبر ونوفمبر، يظهر اليوم من يتحدث باسم تلك الثورات من بين صفوف المرتزقة، وهم في أحضان البريطاني والأمريكي والصهيوني والسعودي، مجسّدين صورة واضحة للارتزاق والخيانة، ويحوّلون شعارات الاستقلال والتحرر إلى وسائل لتغطية ولائهم للمستعمر القديم–الجديد وأدواته في المنطقة واليمن.

هذاالعليمي يعترف بنفسه، وبكل جرأة، أنه كان يسلم الأمريكيين ملفات كاملة ضد أبناء بلده وشعبه، حيث أشار إلى أنه سلّم بيده عشرين ملفاً في قضية واحدة صعبة، تحتوي على مئات الوثائق والمعلومات والأسرار، ناهيك عن ملفات ووثائق أخرى سُلّمت للأمريكيين عبر هذا الخائن.

وبناءً على هذه الحقيقة، كان اختيار العليمي ليكون رئيساً باسم المرتزقة أمراً مقصوداً ومدروساً، وليس صدفة، فالأمريكيون يعرفونه جيداً كعميل وخائن، ولهذا جعلوه أداةً ودميةً لتبرير احتلال اليمن والعدوان على شعبه وتدمير مقدراته.

ورغم ذلك، يظهر العليمي في الإعلام يلقي الخطابات عن الأحرار والثوار في ذكرى ثورات الرابع عشر من أكتوبر، والثلاثين من نوفمبر، والسادس والعشرين من سبتمبر، ويتحدث عن المناضلين والشهداء، لكن واقع ممارساته يكشف حقيقته: مخبر وجاسوس للأمريكيين منذ زمن بعيد، كما أكد الخائن عفاش، وليس فقط منذ بداية العدوان السعودي–الأمريكي عام 2015.

العليمي كان منذ فترة طويلة أحد العناصر التابعة للأمريكيين داخل اليمن، مفروضاً على النظام السابق، وموصولاً بالسفارة الأمريكية، محمياً بها، أمريكا كانت وما تزال المرجع الأعلى والأقوى، ورشاد العليمي واحد من رجالها الموثوقين في اليمن، من الجواسيس والمخبرين الذين ينفذون أجندتها بكل وفاء وإخلاص.

هكذا، إذا لم يَخْتَر الناسُ من يمثلهم حقاً، من يشرفهم ويعبر عن هويتهم ودينهم ومواقفهم، من ينتمي بصدق إلى هذا البلد وترابه وشعبه، فإنهم سيجدون أنفسهم، تحت الإكراه، مُسَلَّمين لمن تختاره أمريكا وبريطانيا والعدو الإسرائيلي، ليحكمهم بالقوة، وليعبث بمستقبل بلدهم وأجيالهم، وليمزق إرادتهم ويمحو استقلالهم.

من لا يكون مع الأحرار ومع أبناء وطنه ودينه، سيجد نفسه تلقائياً أداةً بيد المستعمرين؛ عند الأمريكي، عند البريطاني، عند الصهيوني، أما الشعب اليمني العظيم، فهو ماضٍ في طريق الانتصار بإذن الله، ثابت على الحق، واثق بعدالة قضيته، ومن يراهن على أمريكا وبريطانيا والعدو الإسرائيلي ليعود إلى السلطة أو ليحصل على مكاسب زائفة، سيكتشف قريباً أن مصيره السقوط، وأن نهايته محتومة، وإن غداً لناظره قريب.