الاستباحة الصهيونية للسيادة اللبنانية تمتد إلى عمق بيروت وسخط شعبي ورسمي واسع
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
23 نوفمبر 2025مـ –2 جماد الثاني 1447هـ
شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم الأحد، تصعيدًا خطيرًا بعد استهداف غارة جوية صهيونية شقة سكنية في حارة حريك؛ ما أسفر عن سقوط ضحايا وأثار حالة من الغضب على المستويين الشعبي والسياسي في لبنان.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في حصيلةٍ أولية عن ارتقاء 5 شهداء وأكثر من 28 جريحًا جراء الغارة التي استهدفت شارع “العريض” في “حارة حريك” بالضاحية الجنوبية، ولا تزال عمليات الإسعاف والإنقاذ مستمرة في النقطة المستهدفة.
ولفتت مصادر محلية إلى أنّ فرق الإسعاف والدفاع المدني لا تزال تعمل على إجلاء الجرحى، كون الاستهداف ألحق أضرارًا كبيرة في المبنى ومحيطه، وجاء هذا الاستهداف في الضاحية بعد استشهاد مواطن لبناني في غارة صهيونية سابقة على جنوب لبنان.
وأثار الاستهداف الصهيوني في عمق العاصمة بيروت غضبًا واسعًا، ووُصف بأنّه تصعيد “خارج السياق المتعارف عليه في الأشهر الأخيرة”؛ إذ ندّد الرئيس اللبناني “جوزيف عون” بالهجوم، معتبرًا أنّ استهداف العدوّ الإسرائيلي “الضاحية الجنوبية دليل آخر على أنّه لا يأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاته”، وجدّد الدعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته والتدخل بقوة لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه.
وسجلت المنطقة المستهدفة حركة غضبٍ شعبي جراء التصعيد الذي يأتي بعد سلسلة تهديدات صهيونية متواصلة وعمليات اغتيال سابقة في الجنوب والبقاع، وحتى اللحظة، غير أنّ عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب علي عمار، أكّد من موقع الاستهداف أنّ “الغارات العدوانية الصهيونية تضرب كل لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار”، مشدّدًا على أنّ أيّ اعتداء هو “تجاوز للخط الأحمر”.
وأشار عمار إلى أنّ المقاومة تتعامل “بأعلى درجات الحكمة والصبر وستحدد الوقت المناسب لمواجهة هذا العدوّ”، مؤكّدًا أنّ المعركة “شاملة وتوقيت الرد مختلف عن توقيت العدوّ”.
وفي سياقٍ متصل، أظهر الموقف الأمريكي تبريرًا ضمنيًا “للضربات الإسرائيلية واستمرارًا في التنسيق الاستخباراتي”، وتدرك واشنطن تعقيد الملف اللبناني، ولكنها تُصرح بأنّ للكيان الصهيوني الحق في استهداف من تصفهم بـ “الإرهابيين” أينما كانوا؛ ما يبرر أيّ نوع من هذه الاستهدافات.
وأفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي نقلًا عن مسؤول أمريكي بأنّ واشنطن علمت بالغارات فور تنفيذها، ولم تكن تعلم بها مسبقًا، على الرغم من أنّ المراسل الحربي الصهيوني “أمير بوخبوط” أكّد لموقع “والا” العبري، أنّ “مصدر في شعبة عمليات الاستخبارات في الجيش تحدث عن مسار الهجوم في بيروت؛ وأنّه تم تنسيقه مع الولايات المتحدة”، كما أنّ مسؤولًا أمريكيًا آخر كان قد صرح قبل أيام؛ بأنّ العدوّ الإسرائيلي ربما يخطط “لتصعيد وضربات موجعة لأشخاص داخل حزب الله”، حد تعبيره.
وتطالب واشنطن بـ نزع سلاح حزب الله، وهو ما يكرره الرئيس الأمريكي ترامب، رغم الإدراك بأنّ ذلك قد يؤدي إلى حرب داخل لبنان؛ إذ تؤكّد مصادر أمريكية على وجود تنسيق وتعاون استخباراتي مستمر بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
ويُمثل الاستهداف في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت تصعيدًا له “تبعات أكثر خطورة” على اللبنانيين، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي، ويزيد من حدّة الاستباحة الصهيونية في المنطقة، التي تشهد أساسًا حالة من التصعيد العسكري الصهيوني المتزايد وبدعمٍ أمريكي وصمت أممي.
