اليمن يرسّخ معادلة الردع ويؤكد جاهزيته لمعركة ضد أي عدوان محتمل
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
7 نوفمبر 2025مـ –16 جماد الاول 1447هـ
أكدت القيادة اليمنية أن البلاد خرجت من الجولة السابقة من المواجهة أكثر قوة وثباتاً، مشيرةً إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تحولاً نوعياً في معادلة الردع والمواجهة مع كيان العدو الصهيوني وأدواته في المنطقة، في ظل تراكم القدرات العسكرية والخبرة الميدانية والجاهزية الشعبية.
وأوضح المحلل السياسي محمد منصور في تصريح خاص للمسيرة نت أن اليمن أصبح اليوم يمتلك بنية عسكرية متكاملة، قادرة على مواجهة أي عدوان، بعد سنوات من الصمود والتحدي في وجه العدوان السعودي الأمريكي البريطاني.
وأشار إلى أن التطور النوعي في الصناعات العسكرية اليمنية، من صواريخ دقيقة المدى وطائرات مسيّرة متقدمة وتجهيزات دفاعية حديثة، جعل من اليمن رقماً صعباً في معادلة الردع الإقليمي، مؤكداً أن ما راكمته القوات المسلحة من خبرات ميدانية خلال المواجهات السابقة يُعدّ أحد أهم عوامل القوة في المرحلة المقبلة.
ولفت منصور إلى أن التحالفات العسكرية التي يسعى العدو السعودي لعقدها، وصفقات السلاح التي يلهث وراءها، لن تغيّر من ميزان القوى الحقيقي في الميدان، لأن المعركة المقبلة – إن فُرضت – لن تُقاس بكمّ الأسلحة ولا بتطورها التقني، بل بقدرة اليمن على توظيف خبراته الميدانية واستعداد شعبه للمواجهة، وهو ما أثبتته التجربة خلال أكثر من تسع سنوات من العدوان.
وفي السياق نفسه، شدد البرلماني التونسي زهير مخلوف، على أن التصريحات اليمنية الأخيرة تعبّر عن قراءة دقيقة للواقع الميداني والإقليمي، مؤكداً أن اليمن اليوم يقف على أرض صلبة بفضل صموده وقدرته على التكيّف مع التحديات. وأضاف أن العدوان الأمريكي الصهيوني فشل في كسر إرادة اليمنيين رغم الحرب الاقتصادية والحصار الخانق، وأن الشعب اليمني أثبت أنه الرقم الأصعب في معادلات المنطقة، رافضاً كل أشكال الابتزاز والهيمنة.
وأوضح مخلوف أن التحرك الأمريكي الصهيوني في المنطقة يسعى لاحتواء محور المقاومة، وفصل الساحات عن بعضها، إلا أن اليمن نجح في قلب المعادلة عبر دعمه المستمر للمقاومة الفلسطينية في غزة، مؤكداً أن هذا الدعم كشف زيف الرواية الغربية حول “التهدئة” وفضح المشاريع التطبيعية التي تُطبخ في عواصم العدوان. وأشار النائب مخلوف إلى أن اليمن لم يعد معنياً فقط بالدفاع عن حدوده، بل أصبح جزءاً من معركة الأمة ضد الهيمنة والاستعمار، حاملاً لواء الموقف المقاوم في وجه العدو الصهيوني وأدواته.
وبيّن أن تجربة اليمن خلال العدوان كشفت هشاشة المنظومة العسكرية والسياسية للعدو السعودي والإمريكي، موضحاً أن أي مواجهة جديدة ستضع اليمن في موقع المبادرة، لا الدفاع، بفضل خبرته المتراكمة وتماسك جبهته الداخلية.
ويشير إلى أن ما بين تصريحات منصور ومخلوف تتجلى رؤية يمنية واضحة المعالم، تقوم على مبدأ الردع الاستراتيجي وبناء القوة الذاتية، في مواجهة محاولات العدوان الأمريكي الصهيوني لفرض معادلات جديدة على المنطقة. كما تؤكد القيادة اليمنية أن أي جولة مقبلة لن تكون تكراراً للسابق، بل معركة فاصلة تُعيد رسم موازين القوى، مستندة إلى تراكم الخبرات العسكرية والتأهب الشعبي الشامل.
وجدد التأكيد على أن اليمن، بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بات اليوم في موقعٍ متقدّم ضمن محور المقاومة، مستنداً إلى توازنٍ رادعٍ وخبرةٍ ميدانيةٍ عميقةٍ جعلته رقماً صعباً في معادلات المنطقة. ومع تراكم القدرات وتماسك الجبهة الداخلية، يثبت اليمن أنه لا يتحدث بلغة التهديد، بل بلغة الاستعداد، وأن أي عدوانٍ جديد سيُواجَه بردٍّ حاسمٍ يغيّر ملامح الصراع ويكرّس اليمن قوةً إقليميةً فاعلة في مواجهة المشروع الصهيوني وأدواته.
