الخبر وما وراء الخبر

القرضي: الوعي والإدارة الرشيدة مفتاح النهضة الزراعية في اليمن

5

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

28 أكتوبر 2025مـ 6 جماد الاول 1447هـ

أكد مدير دائرة الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة والري، المهندس حفظ الله القرضي، أن الإدارة الاقتصادية الحديثة للمزارع تمثل الركيزة الأساسية لتحويل النشاط الزراعي من عمل موسمي محدود إلى مشروع إنتاجي منظم وقادر على المنافسة وتحقيق الأمن الغذائي الوطني.

وفي حديثه لقناة المسيرة، أوضح القرضي أن تطبيق أنظمة الري بالتنقيط يسهم في رفع كفاءة استخدام المياه وتقليل الهدر بنسبة كبيرة مقارنة بطرق الري التقليدية، مشيراً إلى أن المياه تمثل نحو 35% من إجمالي تكاليف الإنتاج الزراعي، ما يستدعي إدارتها بعقلانية واعتماد التقنيات الحديثة التي تضمن استدامتها.

وأضاف أن السجل المزرعي يعد أداة مهمة لكل مزارع لتوثيق التكاليف والإيرادات ومتابعة الأداء خلال المواسم الزراعية، بما يمكنه من اتخاذ قرارات دقيقة لتحسين الإنتاج والجودة والعائد الاقتصادي، موضحاً أهمية تحويل المخلفات النباتية والحيوانية إلى سماد عضوي (كومبوست)، مؤكداً أن هذا التوجه ينسجم مع مفهوم الزراعة النظيفة والآمنة، ويسهم في خفض تكاليف الأسمدة المستوردة والحفاظ على خصوبة التربة وجودة المنتج المحلي.

وأشار إلى أن العودة إلى الموروث الزراعي اليمني الأصيل تمثل خياراً استراتيجياً، لكونه أثبت عبر التاريخ تفوق المنتجات الزراعية اليمنية في الجودة والمذاق، داعياً إلى إحياء أساليب الزراعة العضوية والمكافحة الحيوية والابتعاد عن الاستخدام العشوائي للمبيدات الكيميائية.

وشدد القرضي على أهمية تنويع المحاصيل لتقليل المخاطر الاقتصادية التي قد تنشأ نتيجة انخفاض الأسعار أو تقلبات السوق، موضحاً أن التنوع المحصولي يمنح المزارع استقراراً في الدخل ويحافظ على توازن الميزانية المزرعية، داعياً المزارعين الصغار إلى تعزيز العمل التعاوني وتشكيل جمعيات زراعية تمكّنهم من تطوير الإنتاج والوصول إلى الأسواق بشكل منظم، مؤكداً أن تحقيق التنمية الزراعية لن يكون ممكناً دون تفعيل روح التعاون والإنتاج الجماعي.

ووفقاً للقرضي، فإن التحدي الحقيقي ليس في ضعف الإمكانات، بل في غياب الوعي والإدارة الرشيدة للموارد، مشدداً على ضرورة نشر ثقافة الزراعة المستدامة والاقتصاد الزراعي الحديث كطريق نحو نهضة زراعية يمنية تحقق الاكتفاء الذاتي وتعزز الصمود الوطني.