الخبر وما وراء الخبر

الدفاع المدني: تعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رغم العدوان والحصار

8

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

28 أكتوبر 2025مـ 6 جماد الاول 1447هـ

أكد العقيد محمد أحمد النجري، القائم بأعمال مدير عام مواجهة الكوارث في مصلحة الدفاع المدني، أن المصلحة تمكنت – رغم ظروف العدوان والحصار – من رفع مستوى الجاهزية والاستعداد لمواجهة مختلف أنواع الكوارث والطوارئ، بفضل الرعاية الكريمة من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، واهتمام المجلس السياسي الأعلى ووزارة الداخلية.
وقال العقيد النجري في تصريح لـ”المسيرة”: الدفاع المدني اليوم أصبح مؤسسة وطنية متكاملة تتعامل مع مختلف أنواع الكوارث الطبيعية والصناعية والحربية، ولم يعد عملها مقتصراً على الإطفاء فقط كما كان في السابق، بل أصبحت تعمل وفق خطط واستراتيجيات متطورة حددها القانون واللوائح المنظمة”، مضيفاً: “المصلحة وضعت خطة وطنية لبناء قدرات دفاع مدني قوي وفاعل، شملت شراء 20 عربة إطفاء حديثة وافتتاح فروع جديدة في عدد من المحافظات منها تعز، الجوف، حجة، صنعاء، بالإضافة إلى تعزيز الفروع في أمانة العاصمة.

وأشار النجري إلى أن هذه الخطوات تأتي ضمن مساعي المصلحة لتوسيع نطاق التغطية الميدانية وتحسين سرعة الاستجابة، مؤكداً أن العمل يجري في ظروف صعبة نتيجة العدوان والحصار الذي يحد من الإمكانيات المادية والتقنية، إلا أن المصلحة استطاعت تجاوز الكثير من الصعوبات بفضل الإرادة والعزيمة الوطنية.

وأوضح أن محافظة تعز كانت من المحافظات التي عانت خلال السنوات الماضية من نقص حاد في المعدات، غير أن المصلحة زودت المحافظة بعربات إطفاء جديدة ومعدات حديثة، إلى جانب تدريب وتأهيل الكوادر بما يمكّنها من تنفيذ مهامها في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف.

وأضاف: “لا يمكن لعربة إطفاء أن تخرج دون أن تكون مجهزة بالكامل بالمياه والمعدات، والعربات الحديثة التي تم توفيرها تتسع لأكثر من عشرة آلاف لتر من المياه وتعمل بكفاءة عالية في الميدان”، لافتاً إلى أن المصلحة نجحت في خفض نسبة الحرائق بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة، بفضل تطبيق معايير الأمن والسلامة في المنشآت التجارية والصناعية والسكنية، من خلال التنسيق مع مكاتب الأشغال والجهات ذات العلاقة.

وأوضح أن المصلحة لا تمنح تراخيص لأي منشأة إلا بعد التأكد من توفر مخارج الطوارئ، وأنظمة الإنذار والإطفاء، وخطوط السلامة، مؤكداً أن هذا الإجراء ساهم في تقليص الخسائر المادية والبشرية.

وأكد العقيد النجري أن مصلحة الدفاع المدني تولي جانب التوعية المجتمعية والتدريب المستمر أهمية بالغة، حيث تم خلال الفترة الماضية تدريب أكثر من 20 ألف متطوع من مختلف فئات المجتمع، بينهم كوادر من الشرطة المجتمعية والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة، ليكونوا رديفاً ومسانداً للدفاع المدني في تنفيذ المهام الإنسانية، مردفاً بالقول: “كما قامت المصلحة بطباعة وتوزيع 15 ألف نسخة من دليل الأمن والسلامة على المدارس والمنشآت الصحية والتجارية، بهدف نشر ثقافة الوقاية وتعزيز الوعي بخطورة الإهمال في إجراءات السلامة.”

وبحسب النجري، فإن إنشاء غرفة العمليات المشتركة التي تضم ممثلين عن المرور، الأمن، الصحة، والهلال الأحمر ساهم في رفع مستوى التنسيق والتكامل بين الجهات المعنية، وضمان سرعة الاستجابة للحوادث في مختلف المناطق.

وأضاف أن الدفاع المدني واجه في السابق صعوبات في الوصول إلى بعض الأسواق والأحياء بسبب ضيق الطرق، إلا أن التعاون مع مكاتب الأشغال والسلطات المحلية أسهم في وضع معالجات مستمرة لهذه الإشكالات ضمن الخطط المستقبلية.

وخلص إلى أن الكوادر البشرية المؤهلة تمثل أساس نجاح عمل الدفاع المدني، موضحاً أن المركز التدريبي التابع للمصلحة ينفذ دورات تدريبية متواصلة في مجالات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف الأولي، إضافة إلى تدريب فرق من القطاعين العام والخاص.