وقفات طلابية ومناورات عسكرية.. ذمار ترفع صوتها من قاعات العلم وتعز تعزز الرسالة من ميدان التدريب
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
6 أكتوبر 2025مـ 14 ربيع الثاني 1447هـ
في مشهد يعكس روح الاستنفار الشامل التي تعيشها اليمن في مواجهة قوى الطغيان، تتواصل في مختلف المحافظات الفعاليات والأنشطة التعبوية بكل أشكالها، تأكيداً على الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية وتعزيز مستوى الجاهزية، في إطار الاصطفاف الشعبي والرسمي الفريد.
من محافظة ذمار، احتشد المئات من الأكاديميين والإداريين والطلبة في ساحات جامعة ذمار، مردّدين شعارات العزّة والكرامة، ومؤكدين أن نصرة الشعب الفلسطيني التزام إيماني وواجب إنساني يعبّر عن هوية الشعب اليمني ونصرته للحق منذ الأزل.
وخلال وقفتين حاشدتين نظمتهما كليتا العلوم الإدارية والآداب، عبّر المشاركون عن تضامنهم الثابت مع أبناء غزة الذين يواجهون حرب إبادة وحصارًا خانقًا، مشيرين إلى أن استمرار جرائم العدو الصهيوني يكشف حجم الانحطاط الأخلاقي لدى المجتمع الدولي، ويضع المنظمات الأممية والإنسانية أمام اختبار أخير.
ورفع المحتشدون لافتات تعبّر عن الوفاء للمقاومة الفلسطينية، وتندّد بالصمت المريب إزاء جرائم القتل والتجويع، مطالبين بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط أو قيود.
واستنكروا الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة على قوافل وأساطيل كسر الحصار، مؤكدين أن تلك الجرائم لن تثني الأحرار عن واجبهم في دعم غزة.
وأكدت كلمات الوقفتين أن جامعة ذمار كانت وستبقى منارة للوعي والتنوير وميدانًا للثبات والمواقف المبدئية، وأنها ستواصل تنظيم الفعاليات الأسبوعية والوقفات التضامنية، إحياءً للقضية الفلسطينية وترسيخًا لثقافة المقاومة في أوساط الشباب والطلبة.
كما جدّد المشاركون العهد لله وللقيادة الثورية والسياسية بمواصلة طريق الجهاد وتصعيد كل أنشطة المقاومة، ورفض كل أشكال التطبيع والتخاذل، مشيدين بالعمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني وتساند الشعب الفلسطيني عمليًا في معركته المصيرية.
وفي بيان ختامي للوقفتين، أكد المحتشدون أن استمرار العدوان على غزة يمثّل جريمة إبادة جماعية، وأن المواقف الحرة للشعوب باتت السند الأقوى لمحور المقاومة، داعين جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى التحرّك الجاد وكسر جدار الصمت والانحياز لكرامة الأمة وحقوقها المشروعة.
وفي محافظة تعز، تجلّى الاستنفار الميداني بصورة عملية من خلال تنفيذ مسير عسكري ومناورة ميدانية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية شرعب الرونة، ضمن برنامج تدريبي يهدف إلى رفع مستوى الجاهزية القتالية واللياقة البدنية وتعزيز روح الانضباط لدى المجاهدين.
وشارك في المناورة مئات المقاتلين من مختلف عزل المديرية، حيث نفذوا تمارين ميدانية تحاكي واقع المعركة، شملت عمليات اقتحام وتأمين مواقع افتراضية للعدو، وتدريبات على التكتيكات القتالية والدعم والإسناد.
وأظهرت العروض مستوى عاليًا من الاحترافية والالتزام، عاكسًا روح الفداء والتأهب لمواجهة التحديات وحماية السيادة الوطنية.
وأكد المشاركون أنهم على أتم الجهوزية لخوض كل الخيارات التي يطلقها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ومواجهة كل التحديات التي تفرضها المرحلة، سواء في إطار الدفاع عن الوطن أو نصرة المستضعفين والمظلومين في فلسطين.
واعتبروا أن الواجب الديني والوطني يقتضي الحضور الدائم في كل ساحات المواجهة ضد قوى العدوان والاستكبار.
وتأتي هذه الأنشطة في إطار مسار تعبوي شامل تشهده مختلف المحافظات اليمنية، حيث تتكامل الجهود بين الميدان والجامعات والمؤسسات والقبائل وكل فئات المجتمع، في مشهد يعبّر عن وعي جمعي وإرادة صلبة، تؤكد أن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان اليمنيين، وأن المعركة واحدة والمصير مشترك.
وهكذا تتجلى معاني الثبات والإيمان في الجامعات والميدان، حيث تمتزج الهتافات بحركة الصفوف، وتلتقي المواقف بالمناورات، في لوحة يمنية خالدة تُجدّد العهد بأن غزة ليست وحدها، وأن اليمن سيبقى حاضرًا في معركة الوعي والميدان حتى تحقيق الفتح الموعود والنصر المؤزر.