الخبر وما وراء الخبر

ناشط سياسي: اليمن قلب موازين القوة وأربك المنظومة العسكرية الأمريكية

0

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

30 يونيو 2025مـ 5 محرم 1447هـ

أكّد الناشط والباحث السياسي زكريا الشرعبي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه اليوم تحديات عسكرية غير مسبوقة، خصوصًا في البحر الأحمر، الذي بات ساحة اختبار حقيقية لقدراتها، في واحدة من أعقد المناطق البحرية منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي تحليله لتطورات المعارك، أشار الشرعبي إلى أن واشنطن اصطدمت بواقع جديد لم تعهده من قبل، يتمثل في صواريخ فرط صوتية تصل سرعتها إلى خمسة ماخ، وهو ما أدهش قادة عسكريين أمريكيين، مثل نائب قائد القيادة المركزية، براد كوبر، الذي اعترف بأن مثل هذه الظواهر لم تُشاهد منذ عقود، موضحًا في حديثه لقناة “المسيرة” أن هذا التحول في طبيعة التهديدات كشف قصورًا حقيقيًّا في منظومات الدفاع الأمريكية، خصوصًا أسلحة الطاقة الحديثة التي لم تثبت فعاليتها حتى الآن، رغم الضخ الإعلامي والمالي الهائل حولها.

وأشار إلى أن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي سارع إلى استغلال هذه التهديدات لزيادة نفوذه، عبر طرح مشاريع تطوير وتحديث مقابل ميزانيات دفاعية ضخمة، رغم فشل العديد من أنظمة التسليح في الميدان، مؤكدًا أن تحول الفشل إلى فرصة ربحية هو سمة المجمع الصناعي الأمريكي، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على توجهات السياسة الدفاعية الأمريكية” حدّ قوله.

ولفت إلى أن الأسلحة الأمريكية التي كانت تُروّج سابقًا كرموز للتفوق العسكري، مثل طائرة “إم كيو-9” والطائرة الشبحية “إف-35″، فقدت جزءًا كبيرًا من صورتها الردعية، مشيرًا إلى أن اليمن تمكن من كشف طائرة إف-35 بالرادارات بل وكاد يسقط أخرى، ما يشكّل سابقة في تاريخ هذه الطائرة.

ووفقًا للشرعبي فإن المعركة في اليمن أصبحت نقطة مفصلية، حيثُ أثبتت القوات اليمنية قدرتها على الإبداع الميداني والتكتيكي، وتفوقت في بعض الجوانب على جيوش كبرى. “اليمن اليوم لا يخوض معركة تقليدية، بل يخوض معركة وعي وتكنولوجيا وتكتيك مبتكر”، يضيف.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة باتت مضطرة الآن لإعادة تقييم إنفاقها الدفاعي، بعد أن أدركت محدودية فاعلية حاملات الطائرات في المواجهات الحديثة، وسط صعود واضح لصواريخ باليستية دقيقة ومنخفضة الكلفة.

وتابع: “رغم أن واشنطن أعلنت استثمارًا إضافيًّا بقيمة 6.5 مليار دولار في الذخائر والصواريخ الفرط صوتية، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال متأخرة مقارنة بروسيا والصين، اللتين تتفوقان تكنولوجيًّا في هذا المضمار”.

وخلص إلى أن فشل بعض البرامج الأمريكية، مثل إف-35، دفع واشنطن للتوجه نحو تطوير طائرات الجيل السادس، مثل إف-47، في محاولة لتجاوز الخلل، إلا أن الشكوك باتت تلاحق الصفقات الأمريكية حتى من قبل حلفائها.