مناورات قتالية وتعبئة شعبية تكلّلها وقفات نصرة وغضب.. الإعداد والاستعداد جاريان
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
14 أكتوبر 2025مـ 22 ربيع الثاني 1447هـ
تتواصل الفعاليات التعبوية والعسكرية اليوم في عدد من المحافظات بمشهدٍ متكامل يجمع بين البراعة التكتيكية والالتزام الشعبي، من تطبيقات قتالية ومناورات لخريجي دورات طوفان الأقصى، إلى مسيرات راجلة ووقفات قبلية مسلحة.
أنشطة شعبية شكّلت لوحة تؤكد جاهزية المؤسسة العسكرية وتلاحم المجتمع مع خيار المقاومة ونصرة القضية الفلسطينية، وتعزيز الجاهزية والإعداد تحسّبًا لأي خيار.
المناورات والتطبيقات القتالية.. التفاف حول الجهوزية:
من صنعاء، افتتح منتسبو التعبئة العامة في مديريات جحانة والطويلة ومربعات بني مطر وسنحان برامج تدريبية ومناورات ميدانية متزامنة، اشتملت على تحركات مشاة تطبيقية، وسلاسل أهداف مفترضة، وتمارين على استخدام السلاح الخفيف والمتوسط.
ونُفذت تطبيقات قتالية في عزل مسور وبلاد نهد ووادي مرحب، وعلى مواقع في حصن المخير شمات، عكست مهارات اكتسبها الخريجون من دورات “طوفان الأقصى” وقدرةً على الانتقال السريع من الجاهزية التدريبية إلى الاستعداد العملياتي.
لم تكن المناورات عرضًا شكليًا فحسب، بل رسالة تكتيكية تضمنت التدريب على ضرب أهداف محددة، والتنسيق بين وحدات المشاة والتعبئة، واستعراض قدرة الردع المحلية التي، كما قال المشاركون، “تجسد استعدادنا لمواجهة أي طارئ والحفاظ على أمن الجبهة الداخلية”.
كما جسدت المناورات مزيجًا بين الخبرة الحربية والارتباط المعنوي بالقضايا الدينية والوطنية والقومية.
أنشطة متعددة وتعبئة مستمرة:
إلى جانب التدريبات، شهدت ساحات عدد من المحافظات مسيرات ووقفات مسلحة وخطابات تؤكد التفويض المطلق للقيادة الثورية، وتجدد التفاف المجتمع حول المقاتلين.
في تعز، شهدت مديريات متعددة وقفات قبلية حاشدة نصرةً لفلسطين ورفضًا لإعدام الأسير عيسى العفيري، وأدانت التظاهرات جرائم مليشيات حزب الإصلاح، مطالبةً بتحرك جادّ لملاحقة المتورطين وحماية ملف الأسرى من التعقيد.
وفي المحويت، حملت المسيرات الراجلة شعارات النصر والتصميم، ورفع المشاركون الأعلام اليمنية والفلسطينية، مؤكدين أن “مسيرة الإسناد مستمرة”، وأن ما حققته عملية طوفان الأقصى شكّل نقطة تحوّل في وعي المعركة.
ووجّهوا الخطاب للمقاتلين، متضمّنًا تكريمًا لروح الفداء والتحذير من التهاون، موضحين أن المقاتل ليس مجرد عنصر قتالي، بل “حامل مشعل”، وأن الجاهزية ليست مؤتمرًا بل فعلٌ مستمر يجب أن يُثبت في الميدان.
وبهذه الأنشطة والزخم التعبوي يؤكد رجال التعبئة العامة قدرتهم على إنتاج كوادر قتالية جاهزة، ومناورات تعكس مستوى التنظيم والقدرة على استهداف نقاط مفترضة للعدو.
كما أن الوقفات القبلية والغضب الشعبي يعبّران عن رفض القهر وعدم التسامح مع جرائم الاعتقال والإعدام، والمطالبة بالتحرك القضائي والسياسي، فيما يتجلّى الربط بين ذكرى 14 أكتوبر وذكرى طوفان الأقصى، حيث تُستدعى ذاكرة النضال التاريخي لربط الماضي بالحاضر وبناء شرعية الاستمرار في المقاومة.
وتأتي هذه الفعاليات والأنشطة امتدادًا لتراكمٍ من التجارب والتضحيات؛ مناوراتٌ صنعت لغة تحذير واعتبار في آنٍ واحد، ووقفاتٌ شعبية نصبت شاهدةً على أن الجبهة الداخلية ليست ساحة احتفاء فحسب، بل قوة رادعة تُستثمر دفاعًا عن القضايا العادلة.
وبعد الرسائل الرئاسية والثورية الداعية إلى مواصلة البناء واليقظة، فإن المشهد اليوم يحمل مفهومًا مزدوجًا مفاده أن التدريب للمعركة، والتعبئة لروحها، يسيران في مسارٍ متصاعد، ما يؤكد أن الاستعداد ليس مجرد خططٍ على الورق، بل ممارسة جماعية تقوم على وجدان الشعب وتطلعاته.