أينما ولّى العدو إجرامه ثمّ وجه اليمن.. استنفار عسكريٍ رادع واستنكار محلي واسع
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
10 سبتمبر 2025مـ 18 ربيع الأول 1447هـ
تقرير || نوح جلّاس
مع كل الأحداث والمستجدات ذات الصلة بمجريات غزة وارتباطاتها، تحتل اليمن الصدارة على سلّم المواقف وردود الفعل العربية والإسلامية والدولية بشكلٍ عام، في إطار مواجهة العدو الصهيوني ورعاته.
ومع الجريمة الصهيونية الجديدة المتمثلة في محاولة اغتيال وفد حركة حماس المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، توالت البيانات والمواقف الدولية من كل حدبٍ وصوب، لكنها لم تتجاوز الإدانة والشجب دون الدعوة للنفير أو التحذير من عواقب الجمود وغياب لغة الردع، فيما كان معظمها مركزاً على الاستهداف لدولة قطر دون الالتفات إلى حماس أو غزة أو حتى الجاني الصهيوني المجرم.
ومقابل ذلك، كان اليمن على موعدٍ مع كتابة صفحة جديدة في سجله المشرّف، على مسار المواجهة والمقارعة للعدو الصهيوني ورعاته الأمريكيين.
بدأت الردود الفعل اليمنية من رأس هرم الدولة، بتصريحات للرئيس مهدي المشاط جدّد فيها توضيح البوصلة والطريق الذي يجب أن يسلكه نظراؤه من زعماء ورؤساء وملوك وأمراء في المنطقة العربية والإسلامية، مؤكداً أن خيار المواجهة والرد والردع الفاعل هو الحل، وما سواه مضيعة للوقت، سيما وأن العدو قد قصف طاولة المفاوضات، وأغلق باب الدبلوماسية، وفتح كل الأبواب أمام حرب الإبادة الجماعية.
بدورها، حضرت حكومة التغيير والبناء التي تعرّضت لاغتيال صهيوني جبان قبل قرابة أسبوعين، وأصدرت بياناً كان الأقوى من بين كل المواقف الدولية، مؤكدة أنها ستظل تقارع العدو حتى إسقاطه، داعية الحكومات العربية والإسلامية إلى إدراك الخطر قبل فوات الأوان، والالتحاق بركب المقاومة، كونه الخيار الوحيد لنيل السلام وتفادي عواقب المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة.
المواقف اليمنية توسعت إلى الوسط العلمائي ببيان لرابطة علماء اليمن، التي أهاب بكافة المسلمين، أنظمة وشعوبًا ونخبًا، توحيد الكلمة ووحدة الصف لمواجهة العدو على كل الأصعدة، ناصحة الدول الخليجية على وجه الخصوص بأخذ الدرس والعبرة، ومراجعة الحسابات، والعودة إلى الحضن العربي والصف الإسلامي المقاوم للكيان الصهيوني والمناهض للتواجد الأمريكي في المنطقة والخليج، وترك الاحتماء بالقواعد الأمريكية التي كشفت الجريمة الصهيونية في قطر أن وظيفتها الأولى حماية كيان العدو.
الأحزاب السياسية والنخب والمسؤولون والمؤسسات السيادية كالبرلمان والشورى، خرجت جميعها ببيانات صريحة المقصد ومحددة الهدف، فكانت غزة هي القبلة، والجهاد ضد العدوين الصهيوني والأمريكي هو الشعيرة المحورية للخلاص من جحيم مؤامراتهما، والفوز بنعيم النصر الموعود.
وبالتزامن مع هذا الحراك، كان الفعل العسكري الرادع والنوعي حاضرًا وبقوة، فبعد استهداف وفد حماس بدقائق، أصدر العدو الصهيوني عويلًا عن تعرّض عدة مناطق في منطقة أم الرشراش الاستراتيجية لهجمات يمنية، أفسدت عليه أجواء الغرور والعربدة، وأظهرت للجميع ممن يرونه فزاعة لا تقاوم، بأنه صغير للغاية، سيما وأن الحديث عن الهجمات اليمنية جاء معبرًا عن هذه الحقيقة، حيث ذكر إعلام العدو أن مسيّرات يمنية اخترقت الأجواء دون معرفة أية تفاصيل، مع الإدلاء بحجم الذعر والقلق والرعب من تكرار ضربة رامون النوعية، فخيّم التوجس على الصهاينة، واكتفوا بترقّب الانفجارات وتعالي دخانها “المبين”.
وفي المساء، عاودت القوات المسلحة اليمنية الضربة، بعملية أسرع من الصوت، طالت أهدافًا في مدينة القدس المحتلة، وراكمت معها ردود الفعل اليمنية الرادعة والفاعلة عمليًا وفعليًا.
متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أطل بعدها بدقائق، ليسرد الرواية كاملةً عن حيثيات العويل الصهيوني عصرًا (ساعة الاغتيال الفاشل لوفد حماس)، وتفاصيل الزيارة الصاروخية مساءً، والتي أظهرت مؤشرات ردع نوعي خلال الفترات المقبلة، تضاعف على العدو فاتورة إجرامه.
وفي بيانه، بيّن العميد سريع أن القوات المسلحة استهدفت مساء الثلاثاء عدة أهداف حساسة للعدو الصهيوني في القدس المحتلة بصاروخ فرط صوتي متعدد الرؤوس حقّق أهدافه، في حين حمل البيان في الجزئية الخاصة بالصاروخ الانشطاري رسالة نوعية تشير إلى أن الرؤوس المتعددة ليست مخصصة لقصف هدف بعينه، وإنما لكل رأس هدف تم تحديده بعناية وقدرة فائقة، وذلك من خلال التأكيد بأن الصاروخ استهدف عدة أهداف هامة.
أبعاد هذه العملية ونتائجها تشير إلى أن بنك الأهداف لدى القوات المسلحة اليمنية في عمق فلسطين المحتلة سيتم تغطيته في وقت قياسي، نظراً لدخول تقنية الرؤوس المتعددة بشكل منتظم يستند إلى مخزون كافٍ وعجلة تطوير وإنتاج مستمرة، ما يجعل كل عملية إطلاق عملية مركبة تضرب عدة أهداف بصاروخ واحد.
أما عن الصراخ الصهيوني في العصر، فقد أوضح العميد سريع أن سلاح الجو نفّذ ثلاث عمليات بثلاث طائرات مسيرة على مطار رامون وهدفين حيويين للعدو في منطقة أم الرشراش، مؤكداً أن جميع العمليات حققت أهدافها.
الزخم اليمني الجوي تواصل لليوم الثالث على التوالي، ليؤكد للعدو أن المرحلة القادمة ستكون عبارة عن زخات متعددة من المُسيرات، فيما الصاروخ الفرط صوتي قد صار زخاتٍ بحد ذاته.
وأمام هذه المعطيات، يدرك العدو أن اليمن لا يهدأ، ويعاقب على كل جريمة ومن كشوف حسابات متعددة، فالرسائل والبيانات وردود الفعل العملية صارت ترافق كل عربدة صهيوأمريكية، بغض النظر عن موقعها. وهنا تجسيد لما أكده القائد بأن بلادنا وشعبنا وقواتنا ستواكب الإجرام الصهيوني بردع متصاعد وفق القدرات المتاحة والمتصاعدة.
إذن، اليمن يؤكد أنه حيثما وجّه الصهيوني غطرسته، يوجه الموقف اليمني المضاد، الذي يحرج المتخاذلين أكثر، ويثير عنفوان الأحرار، ويرفع حرارة الردع أحرّ وأحرّ على من تجرأ واستكبر.