الخبر وما وراء الخبر

العميد راشد: استراتيجية اليمن البحرية تستنزف العدوّ

12

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
16 يوليو 2025مـ – 21 محرم 1447هـ

أبان خبير استراتيجي الآثارَ المهمة والمآلات المترتبة على العمليات اليمنية في البحار ضد سفن العدو الصهيوني وحماة والمتعاملين معه.

وأوضح الخبير العسكري الاستراتيجي، العميد عزيز راشد، وفي حديث لقناة “المسيرة” اليوم الأربعاء، أن “الردع البحري اليمني شكّل تحوّلًا استراتيجيًّا أعاد القيمة الحقيقية للأُمَّـة العربية، وفرض معادلةً جديدة عنوانُها أن أيَّ تحَرّك للأهداف العسكرية أَو المدنية المعادية ضمن نطاق الاستهداف اليمني، أصبح مرصودًا وقابلًا للتعامل العسكري المباشر.

وشدّد راشد على أن “القوة البحرية اليمنية باتت تملك قدرات متطورة تشمل الرصد، والإبحار، والتصويب، والتدمير” لافتًا إلى أن “ما كانت تخشاه الولايات المتحدة منذ العام 2010 تحقّق اليوم، حَيثُ امتلك محورُ المقاومة صواريخ متطورة مضادة للسفن؛ ما رفع من كلفة المواجهة على الطرف الأمريكي بشكل غير مسبوق”.

وأشَارَ إلى أن “البحرية الأمريكية تواجهُ واقعًا مقلقًا، بعد مشاركتِها في التصدي لهجمات صاروخية إيرانية ضد كيان العدوّ الصهيوني، مستخدمةً صواريخ اعتراض متقدمة، وهو ما وصفه موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي بأنه “فخ استنزاف حقيقي في البحر الأحمر”.

وأوضح الخبير اليمني أن هذا الاستنزاف “ناجم عن اعتماد البحرية الأمريكية على صواريخ باهظة الثمن في مواجهة طائرات مسيّرة زهيدة التكلفة”، مُشيرًا إلى أن “البحرية الأمريكية أطلقت منذ أُكتوبر 2023 كمياتٍ كبيرةً من الذخائر الدفاعية في البحر الأحمر والخليج والبحر المتوسط، وهو ما تجاوز توقعاتِ القيادة البحرية والصناعات الدفاعية الأمريكية، ودفعها للعمل على توسيع الإنتاج وتعزيز الأداء وتحسين الكفاءة وخفض الكلفة”.

واعتبر أن “التفوق اليمني في إدارة معركة منخفضة التكلفة وذات تأثير استراتيجي كبير، كشف عن اختلال كبير في معادلة الردع الغربية، وأربك حسابات كيان العدوّ الصهيوني وداعميه الغربيين”.

تطويرُ أسلحة تخترقُ دفاعات العدو:

وفي سياق متصل، علّق العميد راشد على البيان العسكري الأخير للقوات المسلحة اليمنية، والذي أعلنت فيه عن تنفيذ عملية مزدوجة بطائرات مسيّرة استهدفت هدفين حيويين في النقب وأم الرشراش داخل الأراضي المحتلّة. ولفت إلى أن العملية “تحمل دلالات إنسانية بالغة؛ كونها جاءت ردًّا على المجازر المرتكَبة بحق الشعب الفلسطيني، في ظل صمت دولي مخزٍ”.

وأشَارَ إلى أن “نجاحَ العملية في اختراق الدفاعات الجوية الأمريكية والصهيونية يؤكّـد تطور منظومة الطائرات اليمنية المسيّرة من حَيثُ الدقة والقدرة على تجاوز المنظومات الدفاعية المتقدمة؛ ما يمثل نقلة نوعية في مستوى الردع”.

محطة تحول فارقة:

وفي رده على التقارير الإعلامية العبرية، والتي أكّـدت الإغلاق الكامل لميناء أم الرشراش، اعتبر راشد أن هذا يمثل “نقطة تحول حاسمة في المعركة البحرية”.

وَأَضَـافَ أن “اعتراف الإعلام الصهيوني، بما في ذلك موقع “واللا” والقناة الرابعة عشرة، يعكس حجمَ التأثير العسكري اليمني، ويؤكّـد فشلَ المنظومات الدفاعية للعدو في تأمين منشآته الحيوية”.

كما أشار إلى أن هذه التطورات “تعبّر عن حالة إفلاس عسكري لدى كيان العدوّ الصهيوني، حَيثُ بات غيرَ قادر على حماية موانئه الاقتصادية، مع بقاء الموظفين دون إنتاج وغياب الإمدَادات؛ ما يؤدي إلى استنزاف اقتصادي حاد في خزينته”.

وأكّـد راشد أن “القوات المسلحة اليمنية تسير بخطى مدروسة نحو إغلاق تدريجي للموانئ الحيوية الصهيونية، بدءًا من أم الرشراش، وُصُـولًا إلى حيفا، ضمن معادلة تؤثر على زمن المعركة، وهو ما لا يستطيع الكيان تحمّله على المدى الطويل؛ نظرًا لاعتماده على الحروب الخاطفة وعدم امتلاكه النفس الطويل”.

وخلص راشد إلى القول: إن “القوات اليمنية فرضت نفسها كلاعب رئيسي في معادلات البحر الأحمر، واستطاعت أن تعيدَ الأمن القومي العربي إلى الواجهة، بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية والصهيونية”، مشدّدًا على أن هذه المرحلة “تمثل تطورًا استراتيجيًّا كَبيرًا في موازين الردع الإقليمي”.