الخبر وما وراء الخبر

إغراق السفينة “ماجيك سيز”.. إحكام الحصار البحري على كيان العدو

9

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
7 يوليو 2025مـ – 12 محرم 1447هـ

عادت إلى الواجهة عمليات استهداف السفن التابعة للعدو الإسرائيلي أَو المتجهة إلى موانئ العدوّ بعد هدوء استمر لعدة أشهر.

ومنذ إعلان اليمن فرضَ الحظر البحري على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر قبل أشهر، التزمت الشركاتُ بالقرار، غير أن حادثةَ الأمسِ جاءت بعد قيام السفينة “ماجيك سيز” بتجاهل التحذيرات، ومحاولة كسر القرار اليمني، ولهذا كانت القرار اليمني سريعًا بعدم التساهل والقيام بإغراق السفينة.

وتؤكّـد العمليةُ تحوُّلَ اليمن من قوة إسناد إلى فاعل استراتيجي مباشر في مشهد الصراع الإقليمي، بل إن اليمن أحد الفاعلين القادرين على صياغة قواعد الاشتباك ورسم الجغرافيا العسكرية في البحر الأحمر والمنطقة برمّتها.

وفي ظل الصمت الدولي المتواطئ، وردود الفعل المرتبكة من قبل كيان العدوّ، جاءت مواقفُ وتحليلاتُ عدد من الخبراء العسكريين لتسبر أغوار هذه العملية، وتكشف أبعادها التقنية والرمزية والسياسية، ليس فقط تجاه كيان العدوّ الصهيوني، بل تجاه كُـلّ الأطراف الدولية والإقليمية المنخرطة في دعمه.

وتعليقًا على هذه الحادثة، يؤكّـد العميد والخبير العسكري اللبناني العميد عمر معربوني أن هذا الاستهداف “جاء بعد تحضيرات عسكرية واستخباراتية يمنية دقيقة، أثبتت أن القواتِ المسلحة اليمنية تمتلك مخزونًا استراتيجيًّا متقدمًا، وإرادَة سياسية ثابتة في دعم القضية الفلسطينية”.

وأوضح أن العمليةَ ليست مُجَـرّد رد فعل على العدوان، بل “نمطية استراتيجية جديدة” في الحرب البحرية، مؤكّـدًا أن “كَيانَ العدوّ تفاجأ بقدرة اليمن على تحديد مسار وهدف سفينة مدنية عابرة، واستهدافها بدقة عالية، رغم منظومات الحماية الإقليمية المكثّـفة التي تشمل قواعدَ أمريكيةً في البحر الأحمر والأردن ومصر”.

وأضاف: “اليمن اليوم يدرّس العالم مفهومًا جديدًا في الحرب البحرية، هذا ليس مُجَـرّد تكتيك، بل عقيدة بحرية يمنية مغايرة جعلت حاملات الطائرات الأمريكية تفرّ من المنطقة”، مشدّدًا على أن اليمن بات يمسك بورقة باب المندب ومضيق هرمز، ويضع شروطَه كفاعل إقليمي لا يمكن تجاوزه.

من جهته يشير الخبير العسكري العميد عبد الغني الزبيدي، إلى أن “العملية البحرية الأخيرة جاءت بعد فترة من التحذيرات الصريحة من قبل صنعاء، وقد تجاوزت السفينة المستهدفة التحذيرات اليمنية عمدًا، في محاولة لجس نبض الجاهزية اليمنية”.

وأكّـد الزبيدي في حديثه لقناة “المسيرة” أن الرد اليمني الحاسم، دون استهداف طاقم السفينة، يعكس “أخلاقيةَ الرد” و”دقة التقدير السياسي والعسكري”، مُشيرًا إلى أن “الرسالة وصلت: أي مغامرة بحرية تجاه كيان العدوّ الصهيوني ستُواجَه بردٍّ مباشر ومدروس”.

الزبيدي أوضح كذلك أن “العمليات الأخيرة، خُصُوصًا فجر اليوم التي أعقبت العدوان الصهيوني على الحديدة، تعبّر عن معادلة ردع جديدة؛ إذ أصبح اليمن قادرًا على رسم ملامح الاستراتيجية العسكرية في المنطقة، بما يتجاوز إطار الإسناد إلى صياغة المعركة الإقليمية”.

أما الدكتور نزار نزال، الخبير في شؤون كيان العدوّ الصهيوني، فيؤكّـد أن “كيان العدوّ يعيش حالة من الشلل الاقتصادي والعسكري؛ بسَببِ عمليات القوات المسلحة اليمنية”، مُشيرًا إلى أن “استهداف ميناء أم الرشراش (إيلات) أَدَّى إلى شلّه بالكامل، وسط عجز إعلامي وسياسي صهيوني عن التعامل مع الموقف”.

ولفت نزال إلى أن المؤسّسة العسكرية الصهيونية “تواجهُ أزمة ثقة داخلية متفاقمة، في ظل عدم قدرتها على صد صواريخ اليمن الفائقة السرعة والطائرات المسيّرة”، قائلًا: “هذا الصداع مزمن.. والدواء غير متوفّر”.

وأشَارَ إلى أن كيان العدوّ “كان يفاخر بتفكيك محور المقاومة عبر عزل غزة وتحييد جبهات مثل لبنان وسوريا، لكنه تفاجأ ببروز الجبهة اليمنية كمركز ثقل استراتيجي، ينقل راية المقاومة من بيروت إلى صنعاء”.

وأكّـد نزال أن “اليمن غيّر المعادلاتِ داخل العقل العسكري والسياسي الصهيوني، وهو اليوم طرف أَسَاسي في تحريك المحادثات الدولية، بما في ذلك الضغوط التي دفعت بتأجيل محاكمة نتنياهو واستدعاء مجلس الأمن المصغَّر ثلاث مرات أسبوعيًّا”.