الخبر وما وراء الخبر

من قلب اليمن إلى عمق الكيان.. 11 رسالة بلغة النار

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
7 يوليو 2025مـ – 12 محرم 1447هـ

في تحولٍ استراتيجيٍّ على مسرح المواجهة لقوى الغطرسة في المنطقة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تصدّي دفاعاتها الجوية لمحاولة عدوان صهيوني مباشر كاد أن يستهدف عدة مدن يمنية.

على إثرها ردّ الجيش اليمني بعمليةٍ نوعيةٍ واسعة ومزدوجة طالت أهم المواقع الاستراتيجية داخل الأراضي المحتلّة، واضعةً الكيان الإسرائيلي أمام حقيقة لم يعهدها من قبل، سماء اليمن لم تعُد مستباحة، والرد اليمني بات مرعبًا وغير متوقَّع.

حاول العدوّ الصهيوني شنَّ غارات على مدن يمنية، لكن الدفاعات الجوية المحلية الصنع تصدّت بكل اقتدار للهجوم، وأجبرت التشكيلات القتالية المعادية على مغادرة الأجواء دون أن تنفّذ غارة واحدة.

هذا التطور النوعي يُمثّل نقلة فارقة في القدرات اليمنية الدفاعية، ليس فقط من حَيثُ الجاهزية والرصد، بل أَيْـضًا في امتلاك أدوات ردع محلية تتحدى الطيران الإسرائيلي نفسه، الذي طالما تغنّى بتفوقه الجوي في المنطقة.

لم تكتفِ اليمن بصدّ العدوان، بل بادر بردٍّ صاروخي وجويّ مشتركٍ ونوعيٍّ، اعتُبر من أضخم العمليات اليمنية المباشرة منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”؛ فقد استخدمت القوات المسلحة 11 وسيلة هجومية.

وفي قراءةٍ للدلالات العسكرية والاستراتيجية، نجد أنها المرة الأولى التي يُعلن رسميًّا عن مواجهةٍ مباشرة بين الطيران الحربي الإسرائيلي والدفاعات اليمنية؛ إذ لم تعد الطائرات الإسرائيلية تشنّ غاراتها بحرية كما تفعل في سوريا ولبنان؛ اليمن الآن يمتلك منظومة ردع حقيقية، رغم الحصار والتآمر الدولي.

استخدام صواريخ فرط صوتية متنوعة يعني أن اليمن بات يمتلك مخزونًا مناسبًا من تكنولوجيا تتجاوز سرعة الصوت بأضعاف كثيرة، وهو ما يصعب على أية منظومةٍ اعتراض التعامل معها، وهذه الصواريخ لا تشكّل فقط تهديدًا تقليديًّا؛ بل تغييرًا في قواعد الحرب.

العمليات لم تستهدف مواقعَ هامشية؛ بل مطارات وموانئ ومنشآت طاقة، وهذا يعني أن الكيان بات عاجزًا عن تأمين شرايينه الحيوية من العمليات القادمة من اليمن، دون أن يمتلك قدرة ردّ مباشرة، وهو ما يزيد الضغط الداخلي عليه.

إذن اليمنُ دائمًا يتحَرّك تارةً كفاعلٍ مستقل، وأُخرى كجزءٍ من جبهةٍ إقليمية موحّدة، يضع نصب عينيه هدفًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا ودينيًّا، وهو رفع العدوان والحصار عن غزة، وتحقيق الردع مع العدوّ الإسرائيلي.

رسائل البيان وصلت، لكل طرفٍ، مدويةً؛ فإلى العدوّ الصهيوني: إن استهدفتم صنعاءَ، فـ (يافا وأسدود وعسقلان) ستدفع الثمن، وكل استهداف يمني بات له ثمنٌ في قلب فلسطين المحتلّة.

إلى حلفاء الكيان الصهيوني: السكوت عن العدوان على اليمن يعني قبولًا بردود لا تتوقف عند البحر الأحمر فقط؛ بل تصل إلى شرايين الاقتصاد الإقليمي والدولي، ولا تجبرونا على توثيق ذلك صوتًا وصورةً.

وإلى فلسطين وكل الشعوب الحرة: هنا في اليمن من يشارككم هَمَّ فلسطين، ويقاتلُ مِن أجلِكم، حَيثُ سكت الآخرون، ولن يتراجعَ عن نصرة المستضعفين أينما كانوا في العالم.

عملياتٌ جاءت لتؤرّخ لحظة تحوُّل في مواجهة الصهيونية، ولحظة انكسار غرورها على صخرة الإرادَة اليمنية الصُّلبة، التي تتقنُ الدفاع وتعرف كيف ومتى تهاجم وتضرب وتؤلم.

اليمن -بقيادته المؤمنة وجيشه المجاهد وشعبه الصامد- يُثبِتُ اليوم أنه ليس مُجَـرّد داعم لفلسطين؛ بل فاعلٌ مركزي في معركة تحريرها؛ فليعلمِ العدوُّ “أن العدوانَ على اليمن سيكلّفه الكثير.. ولن يزيدَ اليمنيين إلا صمودًا وثباتًا”.