هزيمة: الاعتراف الصهيوني بـ”إقليم أرض الصومال” جزءٌ من هجمة واسعة تستهدف اليمن والمنطقة العربية

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

31 ديسمبر 2025مـ –11 رجب 1447هـ

رأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة أن الاعتراف الصهيوني بما يسمى إقليم “أرض الصومال” لا يمكن فصله عن مجمل التحركات الأمريكية – الإسرائيلية الجارية في المنطقة، مؤكدًا أن ما يحدث هو جزء من هجمة استراتيجية واسعة تستهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط، والسيطرة على الممرات المائية الحيوية، وفي مقدمتها مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وأكد هزيمة في مداخلة على قناة المسيرة أن ما يجري اليوم لا يُقرأ كحدث منفصل أو خطوة معزولة، بل يأتي في سياق صراع المشاريع، حيث بدأت الولايات المتحدة، بحسب توصيفه، بلعب أوراقها الأخيرة في المنطقة، في محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي والاستخباراتي، بما يخدم المشروع الأمريكي الصهيوني، ويتيح فتح ثغرات لإضعاف الجبهة المناهضة له.

وأوضح أن مؤامرة ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد” باتت مشروعًا عمليًا يتمدد كـ”بقعة زيت”، ولن يبقى محصورًا داخل فلسطين ومحيطها، لأن جوهره يقوم على توسع الكيان الصهيوني ضمن ما يعرف بمشروع “إسرائيل الكبرى”.

ولفت إلى أن هذا المشروع يستهدف السيطرة على جنوب البحر الأحمر ومنفذه الجنوبي، معتبرًا أن مضيق باب المندب يشكل أحد المفاتيح الاستراتيجية الأهم في هذا السياق.

وأشار هزيمة إلى أن هذا التوجه ليس جديدًا في الفكر الصهيوني، مستشهدًا بخطابات ومواقف تاريخية لقادة العدو، وصولًا إلى ما أعلنه رئيس حكومة العدو المجرم بنيامين نتنياهو في أيلول 2024، عندما رفع خارطة ما تسمى “إسرائيل الكبرى” التي تمتد إلى عمق الجزيرة العربية، وتضم سيناء ولبنان والضفة الغربية وأجزاء من الأردن، في تعبير واضح عن الطموحات التوسعية للكيان.

وبيّن أن المشروع الأمريكي الصهيوني يقوم على فرض السيطرة على الممرات المائية لتأمين تدفق النفط والتحكم بالثروات، معتبرًا أن قناة السويس وباب المندب يشكلان ركيزتين أساسيتين في هذه الاستراتيجية، مضيفًا أن السيطرة على باب المندب تعني عمليًا الإمساك بمفاتيح التجارة العالمية، ومنح الكيان نفوذًا إقليميًا ودوليًا واسعًا.

ونوّه هزيمة إلى أن الولايات المتحدة لم تُخفِ نواياها في هذا المسار، سواء من خلال دعم الكيان الصهيوني أو عبر مشاريع التقسيم التي تطال دول المنطقة، بما فيها الدول الحليفة لواشنطن، والتي استُنفدت أدوارها، ليبدأ الانتقال إلى مرحلة تفكيك الكيانات القائمة وإعادة تركيبها بما يخدم المصالح الأمريكية الصهيونية.

وأكد أن ما يجري في القرن الأفريقي واليمن مترابط بشكل عضوي، ويأتي ضمن محاولة السيطرة على جنوب البحر الأحمر، مشددًا على أن استهداف اليمن في هذا السياق نابع من إدراك العدو أن اليمن يشكل قوة عقائدية وعسكرية معادية تمامًا للمشروع الصهيوني، وقد أثبت قدرته على المواجهة مع الولايات المتحدة وأوروبا وأدواتهما الإقليمية.

وختم هزيمة مداخلته بالتأكيد على أن الاعتراف الصهيوني بإقليم أرض الصومال يندرج ضمن مسار طويل وممنهج، هدفه تطويق المنطقة، والتحكم بالممرات البحرية، وفرض واقع جيوسياسي جديد بالقوة، في إطار مشروع الهيمنة الشاملة الذي يسعى إليه الأمريكي والعدو الصهيوني انطلاقًا من ثروات وموقع الشرق الأوسط الاستراتيجي