“أبو عبيدة”.. القائد الذي علّمنا أن الكلمة طلقة وأن اللثام هيبة والجهاد عقيدة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
30 ديسمبر 2025مـ – 10 رجب 1447هـ
من عتمة اللثام بزغ نورُ الحقيقة، ومن ثبات العقيدة صدح صوتٌ زلزل عروش المستكبرين.
اليوم، تنعى الأمة، وينعى محور الجهاد والمقاومة، صوتاً تحول من ناطقٍ عسكري إلى “بياناً وتبياناً”، وأيقونةً رسخت في وجدان ملياري مسلم معنى العزة والانتصار.
الشهيد القائد حذيفة سمير الكحلوت (أبو عبيدة)، الذي ارتقى إلى جوار ربه، تاركاً خلفه إرثاً من النور والنار، يقض مضاجع الصهاينة ويضيء درب السائرين نحو القدس.
منذ إطلالته الأولى عام 2004، أخرس “أبو عبيدة” ماكينة العدو الإعلامية، وهوت أمام كلماته كل الروايات الكاذبة، فإلى جانب كونه قائداً عسكرياً فقد كان مربياً إيمانياً، وصاحب بصيرة نافذة، جمع بين الحجة والبرهان وبين الميدان والقرآن، خلف لثامه، توحدت قلوب الأحرار، وصار صوته رفيق “طوفان الأقصى” منذ الطلقة الأولى، وتوأماً لنداءات القائد العام “أبو خالد الضيف”.
بصوتٍ مزج بين العقيدة والسياسة، استنهض “أبو عبيدة” قوى الأمة الحية وشبابها الثائر في الضفة والقدس وأراضي الـ48 والمنافي، كانت دعواته للاستنفار وإشعال الأرض لهيباً تحت أقدام الغزاة، وهو من جعل من معركة القدس والأقصى شرفاً يتسابق إليه الأحرار في كل الساحات.
لقد كان للشهيد “أبو عبيدة” مكانة خاصة لليمن وأهله؛ فهو من أطلق لقب “إخوان الصدق” على أنصار الله، مشيداً بموقف الشعب اليمني الثابت والجهادي في إسناد غزة، رددها مراراً ليبارك عمليات القوات المسلحة اليمنية وتدشين مراحل التصعيد، وكأن نبرات صوته كانت تعانق صرخات الحرية في ميادين السبعين، ليرسم مع اليمنيين لوحة التلاحم المصيري في مواجهة “التحالفات العوراء” والعدوان الصهيو أمريكي.
رغم ارتقائه شهيداً، إلا أن “أبو عبيدة” لم يغب؛ فصوته لا يزال يتردد في الآفاق، نبراته تقض مضاجع العدو في كل زقاق بـغزة وفي كل ساحة مواجهة، لقد صار صوته نشيداً للأجيال، ومنهجاً لمسيرة التطهير الشامل التي لن تتوقف حتى ترفرف رايات النصر فوق قبة الصخرة.
رحم الله “أبو عبيدة”، القائد الذي علّمنا أن الكلمة طلقة، وأن اللثام هيبة، وأن الجهاد عقيدة. نودعه بمدادٍ من دم وعزمٍ من حديد، معاهدين روحه الطاهرة أن يظل “إخوان الصدق” على العهد، سائرين في ركب “الطوفان” حتى استعادة كل شبر من فلسطين المحتلة.
“وإنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد”
