رويوران: إيران أعادت بناء قدراتها وأفشلت أهداف الحرب الغربية والتهديدات ضدها مجرد حرب نفسية

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
29 ديسمبر 2025مـ – 9 رجب 1447هـ

أكد الكاتب والباحث في الشؤون السياسية الدكتور حسين رويوران أن التهويل الإعلامي المتصاعد بشأن احتمال اندلاع عدوان جديد على إيران يندرج في إطار الحرب النفسية، منوّهًا إلى أن طهران أعادت بناء قدراتها العسكرية والردعية بشكل غير مسبوق، وأفشلت الأهداف الغربية والصهيونية التي سعت خلال العامين الماضيين إلى إسقاط النظام أو تفكيك الدولة الإيرانية.

وقال رويوران في مداخلة خاصة على قناة المسيرة إن الحديث عن غياب التهديد الحقيقي غير دقيق، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني نظام منفلت ارتكب جرائم جسيمة خلال السنتين الماضيتين، ما يفرض على أي دولة تحترم نفسها أن تكون في أعلى درجات الجاهزية، مؤكداً أن إيران مستعدة لأي سيناريو محتمل، غير أن هذه الجاهزية لا تعني حتمية الحرب.

وبيّن أن إيران اليوم في وضع مختلف كلياً عمّا كانت عليه في الجولات السابقة، لافتاً إلى أن القوة الصاروخية الإيرانية خضعت لإعادة تنظيم وتطوير شاملين، سواء على مستوى التصنيع أو الانتشار أو آليات الإطلاق، حيث جرى توزيع مراكز التصنيع على محافظات متعددة، ونقل منصات الإطلاق من غرب البلاد إلى عمقها الاستراتيجي، في أكثر من سبعٍ وعشرين محافظة، وهو ما ظهر جلياً خلال المناورات الصاروخية الأخيرة.

وأشار إلى أن هذا الانتشار العميق جعل استهداف القدرات الصاروخية الإيرانية مهمة شبه مستحيلة، نظراً لتموضعها على أعماق تتجاوز ألف كيلومتر داخل الأراضي الإيرانية، ما يمنح طهران القدرة على توجيه ضربات أكبر وأكثر دقة في حال أي مواجهة، مضيفاً أن إيران عززت هذه القدرات بإمكانات عسكرية جديدة حصلت عليها من روسيا والصين، دون الكشف عن طبيعتها.

وتطرق رويوران إلى التهديدات الإسرائيلية المتكررة وما يُتداول عن ضوء أخضر أمريكي، معتبراً أن هذه الطروحات لم تعد سوى تكهنات، خاصة أن الولايات المتحدة شاركت فعلياً وبقوة في المواجهة السابقة، إلى جانب دول في حلف الناتو كألمانيا وبريطانيا وفرنسا، التي قدمت دعماً جوياً مباشراً للكيان الصهيوني، سواء عبر التزود بالوقود أو اعتراض المسيّرات الإيرانية.

وأكد أن أهداف الغرب منذ البداية كانت واضحة، وفي مقدمتها إسقاط النظام الإيراني، وتجزئة إيران، وتأليب الشارع الإيراني ضد قيادته، إلا أن أياً من هذه الأهداف لم يتحقق، ما يعكس فشلاً عسكرياً واستراتيجياً ذريعاً للكيان الصهيوني والولايات المتحدة في تلك المواجهة، معتبراً أن هذا الفشل يجعل من المستبعد الذهاب إلى مغامرة عسكرية جديدة.

وأضاف أن التهويل الحالي يهدف بالدرجة الأولى إلى ممارسة ضغط نفسي وإعلامي على الداخل الإيراني، بعد أن اختبر الطرف الآخر قدرات إيران العسكرية، مشدداً على أن طهران دولة مصنّعة للسلاح، ولا تعتمد على الاستيراد المشروط، بل تنتج ما تحتاجه وفق متطلبات أي مواجهة محتملة.

ولفت إلى أن إيران طورت صواريخ بعيدة المدى تُطلق من عمقها الجغرافي، بالتوازي مع إعادة تموضع الصناعات العسكرية ونقاط الإطلاق، ما زاد من تعقيد أي محاولة لاستهدافها، لافتاً إلى أن روسيا والصين توصلتا إلى قناعة بأن استهداف إيران يشكل استهدافاً مباشراً لأمنهما، نظراً للموقع الجيوسياسي الحساس لإيران وتأثير أي خلل فيها على القوقاز وآسيا الوسطى وغرب الصين.

وكشف رويوران أن إيران أعلنت عن تصنيع معدات عسكرية متقدمة في مجالات الحرب الإلكترونية، إضافة إلى صواريخ البلازما والصواريخ الكهرومغناطيسية، معتبراً أن هذه القدرات قد تشكل عنصر المفاجأة في أي مواجهة مقبلة.

وفي الشق الاقتصادي، أكد أن إيران راكمت خبرة طويلة في مواجهة العقوبات، مشيراً إلى أن سلاح الحصار الاقتصادي فشل في تحقيق أهدافه رغم مرور أكثر من سبع سنوات على فرض ما سُمّي بالعقوبات القصوى في عهد ترامب، التي كان يُروَّج لها باعتبارها كفيلة بإخضاع إيران خلال أشهر.

واعتبر أن الولايات المتحدة اليوم في مأزق استراتيجي، بعد فشل الحرب الاقتصادية والعسكرية معاً، ولم يعد أمامها سوى الاعتراف بواقع إيران كدولة مستقلة تمتلك قرارها السيادي، مشدداً على أن ما تقوم به طهران هو دفاع مشروع عن نفسها في وجه التهديدات المستمرة.

وختم رويوران حديثه للمسيرة، بالتأكيد على أن إيران أثبتت قدرتها على الصمود والمواجهة، وأن أي تصعيد جديد لن يكون بلا كلفة على من يفكر في الإقدام عليه، في ظل توازن ردع بات أكثر تعقيداً وحساسية على مستوى الإقليم.