أبي رعد: العدو الإسرائيلي يراهن على انقسام اليمن تمهيداً لإحكام قبضته على السواحل الجنوبية وباب المندب
ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||
25 ديسمبر 2025مـ –5 رجب 1447هـ
أكد الخبير العسكري، العميد علي أبي رعد، أن العدو الإسرائيلي ينظر بقلق بالغ إلى أي سيناريو يمكن أن يمنحه شريكًا جديدًا في اليمن، مشيرًا إلى ما يروّجه العدو حول إمكانية تمكّن ما يسمى بالمجلس الانتقالي من فرض سيطرته في جنوب اليمن أو تأسيس دولة خاص به، فإن ذلك سيخدم مصالح العدو في المنطقة.
وأوضح أبي رعد في حديثة للمسيرة، أن العدو الإسرائيلي يتحسّب عمليًا من استمرار اليمن في تنفيذ عمليات الرماية والقصف التي استهدفت عمق الكيان المؤقت، والتي أدّت إلى إغلاق مرفئ إيلات “أم الرشراش”، فضلًا عن تعطيل مطار بن غوريون، مؤكدًا أن هذه العمليات شكّلت ضربة استراتيجية أربكت العدو على المستويين الاقتصادي والعسكري.
وأشار إلى أن العدو يدرك جيدًا فشله، رغم الغارات الوحشية التي شنّها على اليمن، في التأثير على القرار اليمني الداعم والمساند لغزة، والدفاع عن فلسطين المحتلة، ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، لافتًا إلى أن هذا الفشل تجلّى في عجز العدو عن القضاء حتى على جزء محدود من القدرات العسكرية اليمنية.
وأكد أن القدرات اليمنية أظهرت تطورًا نوعيًا غير مسبوق، سواء في مجال الصواريخ الباليستية، أو الصواريخ الفرط صوتية، أو الطائرات المسيّرة، التي ألحقت بالعدو الإسرائيلي خسائر وأضرارًا مؤلمة، وكشفت هشاشته أمام معادلة الردع اليمنية.
ولفت الخبير العسكري إلى أن للعدو الإسرائيلي دورًا مباشرًا فيما يجري جنوب اليمن، مشيرًا إلى وجود إسرائيلي واضح في مسار الأحداث، لا سيما مع التصريحات الصادرة عن قيادات فيما يسمى المجلس الانتقالي، ومنها حديث عمرو البيض عن مشاورات مع أطراف محلية ودولية لإطلاق ما سماها حملة منسّقة ضد أنصار الله.
وبيّن أن رفع أعلام ما يسمى بدولة الجنوب على المباني والمقرّات، إلى جانب طبيعة التحركات العسكرية، يكشف عن نمط وتسليح مطابق لما هو مستخدم لدى قوات الدعم السريع في السودان، سواء من حيث الآليات أو المسيّرات أو نوعية الأسلحة، ما يدلّ على أن الجهة المموِّلة والداعمة لوجستيًا هي نفسها، والمتمثلة بدولة الإمارات.
وشدد أبي رعد على أن العدو الإسرائيلي له مصلحة كبيرة ومباشرة في تقسيم اليمن، لأنه يريد السيطرة على السواحل الجنوبية لليمن، لكي يُغلق مضيق باب المندب، لافتًا إلى وجود قواعد ورادارات عسكرية في أرض الصومال، إضافة إلى مطار عسكري، فضلًا عن الدور الإثيوبي الساعي للوصول إلى البحر.
وأكد على أن هذا العبث الذي تحاول الإمارات صناعته في اليمن على غرار السودان، يقف وراءه العدو الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تفتيت الدول وإشعال صراعات داخلية، موضحًا أن العدو اليوم يحسب بدقة ردّة الفعل اليمنية، ويحاول إدخال اليمن في حالة شبه حرب أهلية، عبر فتح جبهة داخلية، اعتقادًا منه أن ذلك قد يصرف الشعب اليمني وقواته المسلحة عن العمل الأساسي على سواحل البحر الأحمر، ودورهم الأساسي في استهداف مصالح العدو.
