طالب الحسني: تصريحات العدو الإسرائيلي عن اليمن تكشف قلقًا متصاعدًا وتوظيفًا سياسيًا داخليًا
ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||
25 ديسمبر 2025مـ –5 رجب 1447هـ
أكد الكاتب والمحلل السياسي، طالب الحسني، أن التصريحات المتكررة الصادرة عن العدو الصهيوني يمكن قراءتها ضمن مسارين رئيسيين؛ يتمثل الأول في القلق المستمر والمتنامي لكيان العدو الإسرائيلي من اليمن، بعدما اختبر صموده وثباته، وإصراره، وعملياته العسكرية الموجعة له، إلى جانب ما كشفته المواجهة من فشل واضح لدى كيان العدو الإسرائيلي طوال الفترة الماضية، وما واجهه من تعقيدات وعجز أمام اليمن.
وفي حديثة للمسيرة، أشار الحسني إلى أن المسار الثاني يرتبط بمحاولات المجرم نتنياهو وأحزاب اليمين المتطرف تسويق سردية مزيفة تقوم على الادعاء بأن ما جرى خلال العامين الماضيين يمثل “انتصارًا كبيرًا” للعدو الإسرائيلي، وأن نتائج الحرب تفرض تداعيات جديدة على الشرق الأوسط، في مقدمتها استمرار التدخلات الإسرائيلية في المنطقة.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي يسعى لربط اليمن جغرافيًا وسياسيًا بالتحولات الإقليمية في المنطقة، حيث يبدأ حديثه أحيانًا من الجولان، رغم سيطرته على الجولان وجبل الشيخ وتوسعه في المنطقة العازلة وما بعدها، مستفيدًا مما يعتبره تحولات في الساحة السورية، فيما ينتقل في أحيان أخرى للحديث عن القرن الإفريقي ودوله.
ولفت الحسني إلى أن الإعلام العبري ومراكز دراسات العدو الإسرائيلي تناولت خلال الأسابيع الماضية مزاعم عن تواصل مع منطقة “صوماليلاند” المنفصلة عن الدولة المركزية في الصومال، والترويج لإمكانية إقامة علاقات مستقبلية،ما دفع الحكومة الصومالية إلى الخروج ونفيها رسميًا بأنه لا يجود أي تواصل مع كيان العدو الصهيوني، إلى جانب حديث متكرر عن إثيوبيا وإريتريا ومنطقة البحر الأحمر.
وأكد أن هذه التصريحات تأتي في سياق بحث العدو الإسرائيلي عن ساحات ومناطق تخدم مشروعه، ومحاولة ربط العمليات اليمنية بما يصفه بـ“التهديد الإقليمي”، ضمن حملة دعائية تهدف إلى تضخيم ما يسمى “الخطر اليمني” وربطه بأمن المنطقة.
وبين الحسني أن هذه الدعاية تخدم المجرم نتنياهو داخليًا، خاصة مع اقترابه من الانتخابات، حيث يواصل كيان العدو الإسرائيلي وأحزاب اليمين الترويج لوجود متغيرات إقليمية يزعمون مراقبتها باستمرار، إلا أن هذه التصريحات لا تخرج في جوهرها عن حالة القلق والهواجس المتزايدة من اليمن، وعن الخشية الدائمة من مواجهة قد تبدأ في أي زمان ومكان.
