كاتب ومحلل سياسي: العالم يشهد تحولات جذرية نحو نظام دولي متعدد الأقطاب
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
24 ديسمبر 2025مـ – 4 رجب 1447هـ
رأى الباحث والمحلل السياسي رضوان القاسم، أن الخلاف المتصاعد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يعد مرتبطًا بشخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقط، وإنما يعكس تحولات أعمق تشير إلى نهاية حقبة سياسية واستراتيجية امتدت منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضح قاسم في مداخلة على قناة المسيرة، أن إدارة ترامب تنظر إلى الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بوصفه خيارًا ضروريًا، خاصة في ما يتعلق بأعباء الميزانية العسكرية والتكاليف المالية التي تتحملها الخزينة الأمريكية، إضافة إلى توجهات اقتصادية تتناقض بصورة جوهرية مع السياسات الأوروبية.
وأشار إلى أن الخلافات تعمقت بشكل أكبر مع تباين المواقف حيال الملف الأوكراني، ما أدى إلى اتساع فجوة الانقسام داخل التحالف الغربي الذي كان قائمًا، مؤكدًا أن هذه التباينات لم تعد قابلة للاحتواء كما في السابق.
وبيّن أن العالم يشهد تحولات جذرية نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، لم تعد فيه الولايات المتحدة قادرة على فرض سيطرتها كما في العقود الماضية، كما أن أوروبا لم تعد تمتلك القدرة على فرض حضورها الدولي بذات الزخم، ما يدفع الطرفين إلى إعادة التموضع وفق مصالح متناقضة.
وأضاف أن المصالح الاقتصادية تشكل محورًا رئيسيًا لهذا الافتراق، حيث تسعى الولايات المتحدة، وفق رؤية ترامب، إلى إخضاع الاقتصاد العالمي لإرادتها، في حين يتمسك الاتحاد الأوروبي بنموذج اقتصادي مستقل يتعارض مع هذه التوجهات.
وأكد أن ما يجري اليوم يمثل انتقال الخلافات من إطارها الداخلي وغير المعلن إلى العلن، خاصة في ملفين أساسيين، هما الملف الأوكراني والملف الاقتصادي، مشيرًا إلى أن هذه التطورات تدفع نحو انفصال تدريجي بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، في ظل واقع دولي جديد يتشكل خارج منطق الهيمنة الأحادية.
وأعتبر أن المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من التباعد بين طرفي الغرب التقليدي، مع تصاعد الصراعات الاقتصادية والسياسية التي تعكس طبيعة النظام الدولي الآخذ في التشكل.
