فنزويلا في مواجهة التصعيد الأمريكي.. تحذيرات من سيناريوهات الحروب الشاملة واصطفاف وطني لحماية السيادة

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
17 ديسمبر 2025مـ – 26 جماد الثاني 1447هـ

تتصدر فنزويلا المشهد السياسي والعسكري الدولي بمواجهة حاسمة ضد ما أسمته “الحصار العسكري الأمريكي” المستمر منذ 25 أسبوعًا؛ إذ تتقاطع التصريحات الرسمية للرئيس ونائبته مع استنفارٍ شعبي وعسكري للقوات المسلحة الفنزويلية لرفض تهديدات ترامب بفرض حصار بحري ومصادرة ناقلات النفط.

وفيما تحذر كراكاس من سعي واشنطن لجر المنطقة نحو “فيتنام جديدة” أو تكرار نماذج ليبيا وأفغانستان، يبرز الدعم الصيني والكوبي كركيزةٍ دولية ترفض سياسة “التنمر الأحادية” وتؤكّد حق فنزويلا في حماية ثرواتها وسيادتها الوطنية.

في تفاصيل المشهد؛ قال الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو”، خلال فعالية في العاصمة كراكاس، اليوم الأربعاء: إن بلاده “تتعرض منذ 25 أسبوعًا لحصار عسكري أمريكي”، محذّرًا من أن فنزويلا “لا تريد فيتنام جديدة”، منتقدًا الحراك العسكري الأمريكي في منطقة الكاريبي ومصادرة ناقلة نفط تابعة لبلاده.

وأضاف “مادورو” أن أمريكا تريد عبر طرح ذرائع مختلفة دفع فنزويلا إلى “سيناريو شبيه بما جرى في ليبيا وأفغانستان والعراق”، مشدّدًا على أنه “لا نريد فيتنام جديدة، فنزويلا تشتكي من هذا الحصار العسكري منذ 25 أسبوعًا، وتناضل وتتغلب عليهم، نحن تحت هجوم متعدد الأبعاد، لكن الشعب الفنزويلي أظهر مدى قوته وصلابته”.

من جهتها، أكّدت نائبة الرئيس الفنزويلي “ديلسي رودريغيز” أن “عمليات تصدير النفط الخام الفنزويلي ومشتقاته مستمرة، رغم محاولة الحصار غير القانونية وغير المشروعة”، مشدّدةً على أن فنزويلا ستعمل على فرض احترام حقوقها في مجال التجارة الحرة وحرية الملاحة، وفقًا للقانون الدولي وحقها في التنمية والسيادة.

وقالت “رودريغيز”: إن بلادها “تدين تهديدات ترامب”، مؤكّدة أن فنزويلا ستدافع عن حقوقها في التجارة والملاحة والسيادة والاستقلال الوطني، مشيرةً إلى أن التهديدات الجديدة تكشف مجدّدًا عن “النية الحقيقية لترامب في سرقة ثروات بلدنا”.

في السياق، أعلن الجيش الفنزويلي، اليوم الأربعاء، أن تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب “لا تخيفه” بعد أن أمر بفرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو المغادرة منها.

وقال وزير الدفاع “فلاديمير بادرينو لوبيز”، خلال فعالية حضرها كبار القادة الذين تعهدوا بالولاء للرئيس “نيكولاس مادورو”: “نقول للحكومة الأمريكية ورئيسها إننا لا نخاف تهديداتهم الفظة والمتغطرسة”، مضيفًا أن “لا مساومة على كرامة هذا الوطن ولا رضوخ لأي كان”.

وشدّد “بادرينو لوبيز” على الرفض بشكّلٍ قاطع لتصريحات ترامب يوم أمس، مؤكّدًا أن “قواتنا المسلحة ستحمي بكل الوسائل النظام القائم وأراضي البلاد وحقوقها وسيادتها”، مشيرًا إلى أن “الهدف الحقيقي لواشنطن هو تغيير النظام والاستيلاء على نفط البلاد ومواردها الطبيعية”.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الصيني، “وانغ يي”، في مكالمة مع نظيره الفنزويلي، عن دعم بلاده لجهود فنزويلا لحماية سيادتها الوطنية ومعارضة أيّ شكل من أشكال الضغط أحادي الجانب، معلنًا “رفض بكين لأي سلوك أحادي متنمر”.

وأكّد “وانغ بي” حق الدول بالدفاع عن سيادتها وكرامتها الوطنية، لافتًا إلى أن فنزويلا لها كامل الحق في تطوير تعاون متبادل المنفعة مع الدول الأخرى بشكل مستقل، ومعربًا عن ثقته بأن المجتمع الدولي يتفهم ويدعم موقف كاراكاس في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة.

بدوره، أطلع الوزير الفنزويلي نظيره الصيني على الوضع الراهن في بلاده، مؤكّدًا أن حكومة وشعب فنزويلا “سيدافعون بحزم عن سيادة البلاد واستقلالها، ويحمون حقوقهم المشروعة، ولن يقبلوا أيّ تهديدات نابعة من سياسة القوة”.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الكوبي “برونو رودريغيز” رفض بلاده “تمديد العقوبات والتدابير القسرية الأحادية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ضد فنزويلا”، مؤكّدًا أن “هذه الإجراءات تهدف إلى زيادة الضغط على الحكومة البوليفارية والتشافيزية وتخدم المصالح العدوانية والاستعمارية الجديدة لأمريكا”.