العميد شمسان: ما يجري في المحافظات المحتلة مخطط بريطاني قديم تنفذه أمريكا بأدواتها الإقليمية

1

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
16 ديسمبر 2025مـ – 25 جماد الثاني 1447هـ

كشف خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد مجيب شمسان أبعادًا خطيرة لما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة.

واعتبر شمسان في مداخلة خاصة على قناة المسيرة، أن التحركات العسكرية والسياسية الراهنة ليست سوى تنفيذ دقيق لمخطط بريطاني قديم، تُديره الولايات المتحدة عبر أدوات إقليمية، في مقدمتها السعودية والإمارات، بعد فشلها في كسر الإرادة اليمنية عسكريًا.

وأوضح أن قراءة المشهد من زاوية تاريخية واستراتيجية تُظهر تطابقًا شبه كامل بين التحركات الحالية والمخططات البريطانية التي تعود إلى حقبة الاستعمار، ولا سيما تلك المتعلقة بمحمية الحديدة–عدن، والتي كُشف عنها مؤخرًا، وتضمنت تجنيد مرتزقة محليين وأجانب، وهو ما جرى تطبيقه عمليًا في الساحل الغربي ثم في المحافظات الجنوبية.

وأشار إلى أن السعودية والإمارات تناوبتا على تنفيذ هذه الأدوار، بدءًا من الساحل الغربي، وصولًا إلى عدن وشبوة وحضرموت، مع إعادة إنتاج تشكيلات أمنية وعسكرية سبق أن أنشأتها بريطانيا، مثل الحزام الأمني و”النخب المحلية”، وصولًا إلى ما تُسمى قوات درع الوطن، التي تتبع السعودية مباشرة، ولا ترتبط بأي بنية عسكرية وطنية.

وبيّن أن مسار تشكيل هذه القوات يعود إلى ما سُمي بألوية اليمن السعيد، التي كُشف عن ارتباطها المباشر بالقيادة السعودية، والتزامها بحماية حدود المملكة، مؤكدًا أن إعادة تسميتها وإدماجها ضمن مسميات مختلفة لم يغيّر من طبيعتها أو وظيفتها.

وفي السياق ذاته، اعتبر شمسان أن ما جرى عقب هزيمة تحالف العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني في معركة البحر الأحمر شكّل نقطة تحول، دفعت الأمريكي والبريطاني إلى إعادة تفعيل المخطط الاستعماري القديم، عبر التركيز على المحافظات الشرقية، خصوصًا المهرة وحضرموت، في محاولة للحفاظ على النفوذ وتقسيم اليمن إلى كيانات متعددة.

وأكد أن واشنطن تتعمد إدارة هذا المشروع من الخلف، وفق استراتيجية “الموازن الخارجي”، عبر تمكين الأدوات الإقليمية من تنفيذ المهام، بهدف فصل الجنوب عن الشمال، ثم تفكيك الجنوب نفسه، مستندة إلى إثارة النزعات المناطقية وتعميق الانقسامات الاجتماعية.

وأشار إلى أن محافظة شبوة تمثل محورًا عسكريًا بالغ الأهمية في هذا المخطط، حيث جرى حشد قوات ذات توجه سلفي متشدد، لتكون بمثابة خط صد أمام أي تقدم من صنعاء، ومحاولة استعادة محافظة البيضاء، التي تُعد عقدة جغرافية استراتيجية سبق استغلالها في مشاريع أمريكية مرتبطة بتنظيمات “إرهابية”.

وختم العميد شمسان حديثه للمسيرة، بالتأكيد على أن المعركة الدائرة ليست صراعًا إقليميًا بقدر ما هي امتداد لمواجهة استراتيجية مع المشروع الأمريكي البريطاني، الذي يستخدم أدواته الإقليمية لتحقيق أهدافه، مع الاستعداد للتخلي عنها متى ما انتهى دورها، في مشهد يعيد إنتاج سيناريوهات استعمارية قديمة بأدوات جديدة.