ناصر: تشكيلات المرتزقة الجديدة استنساخٌ سعوديٌ لتجارب سابقة بهدف حماية مصالح المحتلين

2

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
16 ديسمبر 2025مـ – 25 جماد الثاني 1447هـ

اعتبر الكاتب والباحث محفوظ سالم ناصر أن ما يُسمّى بقوات “درع الوطن” ليس سوى إعادة إنتاج لتجارب سعودية فاشلة تعود إلى ما بعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر والاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967، محذرًا من أن هذه التشكيلات تُستخدم اليوم لضرب النسيج الاجتماعي في المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها حضرموت، ضمن مخطط خارجي متكامل.

وخلال مداخلته على قناة المسيرة، أوضح ناصر أن السعودية سبق أن أنشأت معسكرات لمرتزقتها في منطقة شرورة، وأسست ما عُرف حينها بجيش الجنوب الحر، الذي مارس أعمال تخريب وفوضى، من تلغيم للطرقات، وقلب للأمن، ومحاكمات صورية انتهت بعمليات إعدام، قبل أن ينتهي هذا المشروع بالفشل.

وأكد أن ما يجري اليوم هو استنساخ حرفي لتلك التجربة، لكن بمسميات جديدة، مشيرًا إلى أن الحديث عن “درع للوطن” لا يعدو كونه غطاءً زائفًا، في ظل ارتهان هذه التشكيلات للقرار الخارجي.

ونوّه إلى أن الهدف الحقيقي من هذه التشكيلات هو تأمين المصالح السعودية والإماراتية، لا حماية اليمن أو وحدته، لافتًا إلى أن ما يُصوَّر كصراع سعودي إماراتي ليس سوى تبادل أدوار مدروس، تنفذه أدوات محلية تخدم في نهاية المطاف المشروع الصهيوني الأمريكي البريطاني.

وبيّن ناصر أن ما يسمى المجلس الانتقالي يمثل امتدادًا لطغمة عام 1986، ويُستخدم اليوم كأداة لإشعال النزعات المناطقية، فيما تسعى السعودية للهيمنة على وادي حضرموت والصحراء، مقابل تركيز الإمارات على الساحل والموانئ ومواقع الثروات النفطية والمعدنية.

وأكد أن دخول قوات الانتقالي إلى حضرموت جرى بتنسيق كامل وعلى مرأى من قوات درع الوطن، مشددًا على أن ما يُثار لاحقًا من مطالبات بالانسحاب أو الخروج لا يتجاوز كونه مشهدًا دعائيًا، يهدف إلى تضليل الرأي العام.

كما اعتبر أن التغير في الخطاب الرسمي لبعض السلطات المحلية يعكس حجم الضغط الخارجي، وليس موقفًا مبدئيًا، لافتًا إلى أن اللقاءات السياسية الأخيرة تمثل إقرارًا ضمنيًا بالأمر الواقع الذي فرضته الإمارات وأدواتها، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي يكمن في تماسك الجبهة الداخلية ووعي الشعب بحقيقة ما يجري.

وختم ناصر مداخلته على قناة المسيرة، بالتحذير من الانجرار خلف أوهام الخلافات الإقليمية، التي وصفها بأنها “خلافات لصوص”، تُدار لخدمة أهداف صهيو-أمريكية في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن، على حساب أمن اليمن ووحدته وسيادته.