الخائن عفاش كأجير لدى المملكة: حقائق من فيلم صفقة على حساب القضية
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
16 ديسمبر 2025مـ – 25 جماد الثاني 1447هـ
تتجلى حقيقة الخائن علي عبد الله صالح يومًا بعد آخر، فالرجل الذي كان حاكمًا لليمن طيلة 33 سنة، كان مليئًا بالتناقضات والتعقيدات، وقاد البلد نحو التبعية والارتهان للخارج.
ويظهر الفيلم الاستقصائي الذي عرضته قناة المسيرة مساء الاثنين 15 ديسمبر 2025 مدى رضوخ الخائن عفاش لسطوة المملكة وحكامها، فالتحادث الذي أجراه صالح مع مستشاره عبد الكريم الإرياني يظهر صالح وكأنه موظف أو أجير لدى المملكة العربية السعودية، وليس حاكمًا لليمن، وأن كل همه في علاقاته مع الرياض هو الحصول على الأموال، حتى وإن كان ذلك على حساب الثوابت الوطنية والسيادة وقضايا الأمة.
كما يكشف الفيلم أن صنعاء في عهد الخائن عفاش لا قرار لها، وحتى إن اتخذت قرارًا يتعارض مع رغبات وتوجهات السعودية، فإن الرئيس صالح سيتراجع عنه شاء أم أبى، وهو ما يفضح حجم التدخلات السعودية في الشأن الداخلي اليمني، وسلب الرياض للقرار في صنعاء، وتعاملها مع بقية الأقطار والبلدان المجاورة لها باستعلاء ودونية، كما أوضح ذلك الخائن عفاش خلال حديثه مع الإرياني، مؤكدًا أن الملك عبد الله وصف حاكم الكويت بـ”المداح”. وإذا كان الخائن صالح بكل هذا السقوط في تعامله مع المملكة، فكيف الحال ببقية المسؤولين والوزراء وحكومته؟
خيانة عريقة للأنظمة العربية
ويكشف الفيلم واحدًا من أهم فصول المؤامرة والخيانة العربية على القضية الفلسطينية، فمسلسل الخذلان العربي ليس وليد اللحظة، فقد سبقته سنوات عديدة، وفي كل عدوان صهيوني على قطاع غزة أو على لبنان، كان العرب في الخانة الأمريكية الصهيونية، يطعنون المقاومين في الظهر. غير أن الفارق بين الأمس واليوم أن الرؤساء العرب كان متاحًا لهم الظهور على شاشات التلفزة للنفاق والادعاء بأنهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم، أما اليوم فإن الصمت واجب عليهم، بل وإظهار العداء للفلسطينيين بات لازمًا على كل حاكم أو رئيس عربي.
وخلال تلك الفترة كان الخائن عفاش يتقن الدور باحترافية كبيرة، موهمًا شعبه بأنه مع القضية الفلسطينية، لكنه كان خلف الكواليس عدوًا لدودًا للمجاهدين، ولهذا طلب من خالد مشعل إيقاف إطلاق الصواريخ على كيان العدو الإسرائيلي، وظهر مع بوش وهو يتحدث بكل وضوح معترفًا بالكيان، واصفًا إياه بأنه “دولة إسرائيلية”.
وإذا كانت الخيانة تجري في عروق عفاش، فإن أبناءه اليوم يمارسون الدور ذاته، فخطاب الخائن طارق عفاش في الساحل الغربي يخرج من مشكاة واحدة، وقد ظهر في أكثر من فيديو متذمرًا وساخطًا من العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية، زاعمًا أنها لم تقتل أي صهيوني ولم تؤثر عليهم. وهنا يتشابه الموقف بين العفاش الأكبر والأصغر، وكلاهما من مدرسة واحدة، ما يؤكد أن الخيانة والارتهان للخارج ليست مرتبطة بشخص، وإنما بمدرسة سياسية كاملة قائمة على الارتزاق، والتكيف مع رغبات الممول الخارجي، ومعاداة أي مشروع وطني تحرري. وهذا يفسر العداء المستمر للعمليات اليمنية المساندة لفلسطين باعتبارها تهديدًا مباشرًا للوظيفة التي أنيطت بهذه الأدوات.
ويوضح الفيلم الوثائقي أن مشاريع الارتزاق السياسي مرشحة للمزيد من الانكشاف، وأن معركتنا مع هؤلاء الأدوات والخونة هي في الأساس معركة وعي، فسنوات الحكم الطويلة للخائن عفاش، التي كان يسوق نفسه فيها كبطل ووحدوي ورمز لا مثيل له، تسقط اليوم بمجرد الكشف عن فضائح بتسجيلات تظهر الوجه الحقيقي للعمالة.
يمن مختلف في عهد الأنصار والسيد القائد
وتبرز الحقيقة الأكبر من خلال هذا الفيلم، وهي أن الخائن عفاش لو ظل حاكمًا لليمن إلى يومنا هذا، لكان في خانة المطبّعين والخونة للقضية الفلسطينية، حاله كحال أي زعيم عربي لزم الصمت، وفضل التواطؤ مع العدو الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين والمظلومين في غزة.
لكن المعادلات قد تغيرت، وواقع اليمن اليوم مغاير تمامًا ليمن الأمس في عهد الخيانة. ففي عهد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- التزم اليمن النهج المقاوم الأصيل، وجعل القضية الفلسطينية في الصدارة. ولهذا كان الإسناد اليمني لغزة بعد معركة “طوفان الأقصى” عام 2023م استثنائيًا ومفاجئًا للجميع، وكانت الضربات اليمنية موجعة للأعداء، والحصار اليمني في البحر الأحمر خانقًا لكيان العدو. وهنا تطابقت الأقوال مع الأفعال، وسجل اليمن موقفًا متكاملًا مشرفًا لا نظير له، وأرسى قاعدة مهمة في علاقة اليمن مع فلسطين مفادها: “أنتم لستم وحدكم، فالله معكم، والشعب اليمني إلى جانبكم”.
واستطاع اليمن، بقيادة السيد عبد الملك الحوثي، أن يغير المفاهيم، وأن يخلق وعيًا لدى الشعوب العربية الحرة بأن الأمل لا يزال قائمًا، وأن المتوكلين على الله لن يضرهم شيء. ولذا ترسخت قناعة لدى الأحرار في العالم أجمع بأن غزة والشعب الفلسطيني لديهما مناصرون أبطال، وهم الشعب اليمني، الذي لن يخذلهم ولن يتركهم. ولهذا لا عجب أن يصدر المديح والثناء من قيادات حركات المقاومة لليمن “إخوة الصدق”، وهو ما لم يفلح صالح في الحصول عليه طيلة فترة حكمه.
