10 أعوام على عملية توشكا في باب المندب.. دلالات الضربة الموجعة للغزاة وأدواتهم

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
14 ديسمبر 2025مـ – 23 جماد الثاني 1447هـ

يُصادف اليوم الـ 14 من ديسمبر، الذكرى العاشرة لثاني أنجح عمليةٍ صاروخية يمنية استهدفت قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي في “شعب الجن” بباب المندب، حيث اختلطت دماء الغُزاة “الأمريكي والسعودي والإماراتي والداعشي والعميل الخائن المحلي”، وهذه العملية لا تزال آثارها النفسية والمعنوية على تحالف العدوان إلى اليوم.

وجاءت عملية “شعب الحن” بعد عملية “صحن الحن” التي استهدفت القوات ذاتها في منطقة صافر بمحافظة مأرب؛ فكان العامل المشترك بين العمليتين هي الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي لحقت بقوات تحالف العدوان والتي جرى فيهما استخدام الصاروخ ذاته “تو توشكا” الباليستي.

الذكرى العاشرة لــ “توشكا” باب المندب الباليستي، الذي حصد قائدي القوات السعودية والاماراتية وعصف بطائرات الاباتشي وآليات ومعدات وجنود تحالف العدوان، الأمر الذي وضع قوات هذا التحالف الأرعن أمام حتمية الاختيار، إمّا التراجع عن تنفيذ المخططات التي يرى اليمنيون أنّها أمريكية صهيونية، أو المضي على ما هم عليه والاستعداد لتلقي المزيد من الضربات والخسائر.

وقبل 10 أعوام وفي مثل هذا اليوم الـ 14 ديسمبر 2015م، وبعد منتصف ليل الاثنين، أطلقت وحدة القوة الصاروخية، صاروخًا باليستيًا من نوع “تو تشكا”، على مركز قيادة عمليات تحالف العدوان الأمريكي السعودي والقوات الموالية له في منطقة “شعب الجن” في باب المندب جنوبي غرب اليمن، ولم يكن من قبيل المصادفة أنّ تُدمر القوة الصاروخية اليمنية، مركز عمليات تحالف العدوان في هذه المنطقة.

وتصدرت هذه العملية النوعية قائمة اهتمامات وسائل الإعلام العربية والدولية، التي تسببت بتدمير 3 طائرات أباتشي، وأكثر من 40 آلية عسكرية، و7 عربات، و5 مصفحات مدرعة لشركة “بلاك وتر” الأمريكية، ومصرع أكثر من 160، بينهم 23 سعوديًا، 7 إماراتيين، 9 مغاربة، وبينهم قيادات ولفيف من الخونة والأذناب.

وأقرت وسائل إعلام العدوان بالعملية النوعية للجيش اليمني في منطقة “ذُباب” بنشرها خبر مقتل قائد القوات الخاصة السعودية في اليمن المدعو العقيد عبدالله محمد السهيان، إضافةً إلى قائد وحدات الجيش الاماراتي العاملة مع قوات التحالف ويدعى سلطان محمد علي الكتبي والذي أوردته وكالة أنباء الامارات الرسمية “وام”.

وتصدر خبر العملية وما أسفر عنها من خسائر في صفوف تحالف العدوان عددًا من أبرز وسائل الاعلام العربية والعالمية، بينها وكالة أنباء “رويترز” والتي أكّدت أنّ الهجوم يُعد واحدًا من أكثر الهجمات دمويةً والتي تعرضت لها القوات الغازية منذ بدء قتالها في اليمن قبل أشهر، كما أبرزت وكالة الصحافة الفرنسية، خبر هذا الهجوم الصاروخي الذي نفذته القوة الصاروخية على مركز عمليات التحالف في منطقة “شعب الجن” بباب المندب، التي أكّدت مصرع ضابط سعودي وصفته بالكبير، وضابط اماراتي أثناء مشاركتهما في عمليات التحالف.

من جانبها تناولت وكالات الأنباء الروسية خبر هذه العملية التي وصفتها بـ “النوعية” ونقلت الوكالة عن مصدر وصفته بالرفيع في قوات تحالف العدوان قوله: إنّ “العقيد السهيان كان يقود معارك في موقع عسكري بين مضيق باب المندب الاستراتيجي ومنطقة العُمري في مديرية ذُباب التابعة لمحافظة تعز”.

بدورها أوردت شبكة الـ “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية خبر إعلان تحالف العدوان مصرع “العقيد الركن السعودي عبدالله بن محمد السهيان والضابط سلطان بن محمد علي الكتبي، أحد عناصر القوات الإماراتية في اليمن”، وأوردت هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” أنّ مصدرًا عسكريًا في غرفة عمليات التحالف بجبهة باب المندب ومصدرًا آخر من قوات المرتزقة الموجودة في منطقة باب المندب أكّد أنّ “صاروخًا لم يتم تحديد طرازه سقط فجر اليوم على موقع شعب الجن العسكري قرب باب المندب، أسفر عن مقتل ضابطين سعودي وإماراتي وجنديين آخرين وتدمير عدد من العربات المدرعة”.

من جهتها وصفت صحيفة “الأخبار اللبنانية” العملية النوعية بـ “الضربة العسكرية الكبيرة”، في حين وصفت صحيفة “السفير” اللبنانية في تقرير لها عمليات تحالف العدوان على اليمن بـ “المغامرة السعودية”، وأن اليمن عصيٌ على الانكسار.

وأشارت صحيفة “الشرق القطرية” عن خبر وصول جثمان قائد القوات السعودية في تحالف العدوان الصريع “العقيد السهيان” آنذاك إلى مطار القاعدة الجوية في الرياض، مرفقًا بالصور، وقالت: إنّ “عدداً من المدنيين والعسكريين والقادة الضباط كانوا في استقبال جثمان السهيان استعدادًا لنقله ودفنه”.

لقد أحدثت عملية “شعب الجن” في باب المندب ارتباكًا كبيرًا في صفوف الغزاة، ودُفنت مخططاتهم في أنقاضها وقبل ذلك بيوم واحد، أسدلت القوة الصاروخية الستار عن صاروخ “قاهر1” المعدل محليًّا، وأطلق العديد منه، وكان لها دور كبير في معركة ردع العدوان.

وما اعتقده تحالف العدوان سابقًا عن محدودية القدرات الصاروخية، ظهر أنّها تمنيات العاجزين، ولم تتوقف الانجازات عند هذه العملية؛ بل تطورت القدرات إلى أنّ بلغت إلى عمق دول تحالف العدوان وما بعدها إلى قلب كيان العدوّ الصهيوني في فلسطين المحتلة؛ إذ لا قواعد ولا حدود في عمليات الرد والردع اليمني طالما استمر العدوان واستأسد الصهاينة والأمريكان على شعوب الأمة.