الخبر وما وراء الخبر

تصعيد صهيوني متواصل يستبيح السيادة السورية.. وتصريحات نتنياهو تكشف الأهداف

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
3 ديسمبر 2025مـ – 12 جماد الثاني 1447هـ

يشهد الجنوب السوري وصولاً إلى ريف العاصمة دمشق، استباحةً وتصعيدًا متواصلاً من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي، حيث تتزايد وتيرة التوغلات العسكرية والانتهاكات الميدانية، متزامنةً مع تصريحات صريحة لرئيس حكومة الاحتلال، المجرم نتنياهو، كشفت عن الأهداف الحقيقية لهذه الاعتداءات المتكررة.

المجرم نتنياهو لا يتوانى عن خلق الذرائع لكل استهدافٍ جوي أو توغل عسكري لجيشه في سوريا، مستغلاً ما يبدو أنّه اطمئنان لـ “فائض القوة” الذي يمتلكه، وفي المقابل، يرى في لجوء إدارة الشرع (الجولاني) إلى العمل الدبلوماسي في مواجهة هذه الاستباحة بمثابة ضوء أخضر، رغم المطالبات الأمريكية والدولية التي صدرت داعية الكيان إلى احترام وحدة وسيادة سوريا.

لكن نتنياهو سرعان ما كشف عن مراده النهائي، متحدثًا عن رغبته بإنشاء “منطقة عازلة” تمتد من “حدود العاصمة السورية حتى قمم جبل الشيخ”، مؤكّدًا بـ “الجزم” أنّ كيانه لن ينسحب منها، مشيرًا إلى أنّ هذه المنطقة ستشمل مناطق شاسعة من الجنوب السوري، والذي يُعده أساسًا لمداميك قيام المشروع الصهيوني (إسرائيل الكبرى).

وفي خطوةٍ تهدف إلى تلطيف لهجة الإملاءات، غلّف نتنياهو مطلبه بمسحة ناعمة، متحدثًا عن إمكانية التوصل إلى “اتفاق أمني مع السوريين” قائلاً: “إنّه بالتفاهم والنية الحسنة يمكننا التوصل إلى اتفاق مع السوريين”، وهذا التصريح يأتي في سياق يراه المراقبون محاولة لشرعنة التوغل والاحتلال المستمر.

الشارع السوري وليس القيادة؛ تلقى موقف نتنياهو بالاعتراض القوي، منقسمًا في ردود فعله؛ فالفئة المتفهمة ترى أنّه انعكاس لمحدودية قدرة الحكومة الانتقالية السورية بقيادة الشرع على الرد المباشر، أمّا الفئة التي أبدت استياءها من الحكومة لعدم توظيف الانفتاح الأمريكي والأوروبي الحاصل على سوريا في لجم الكيان الإسرائيلي ووقف اعتداءاته، وعدّت هذا إمّا تواطؤًا أو أنّه يأتي في سياق ما تم ترتيبه لهذه الحكومة خدمةً لمصالح الكيان وأجنداته.

ويطالب المعترضون بضرورة العمل على خلق مقاومة شعبية لفرض حقائق جديدة على الأرض، على غرار ما حصل قبل أيام في منطقة “بيت جن” جنوبي دمشق.

ميدانيًا؛ وفي جديد الاستباحة الصهيونية للأرض والسيادة السورية، تتواصل الاعتداءات والتوغلات، التي شملت تطوراتها الميدانية الأخيرة، ما تداولته الحسابات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت مشاهد مصوّرة لآليات عسكرية صهيونية ثقيلة تقوم برفع سواتر ترابية ضخمة في محيط معسكر “الحميدي العسكري” المستحدث بريف محافظة القنيطرة جنوبي غرب سوريا، مع تواجد في الموقع جنود بزي عسكري وآخرون بزي مدني.

وعن توغل الدوريات، ذكرت وكالة “سانا” الرسمية أنّ “دورية إسرائيلية توغلت من نقطة العدنانية باتجاه قرى ريف القنيطرة الجنوبي، وتمركزت في قرية أم عظام عند مفترق الطرق المؤدي إلى قريتي المشيرفة والسعايدة ورويحينة، وأقامت حاجزًا مؤقتًا”.

وأشارت إلى أنّ قوات الاحتلال أقامت حواجز إضافية، “حاجزًا عسكريًا قرب مدرسة بلدة “زبيدة” الغربية في ريف القنيطرة الأوسط، حيث تم تفتيش المواطنين والتدقيق في حركة العابرين”.

وأفادت مصادر محلية بتوغل دورية صهيونية داخل قرية “أم العِظام”، وتزامن ذلك مع توغل ثلاث آليات عسكرية أخرى باتجاه قرية “رويحينة” جنوبي القنيطرة، إضافةً إلى توغل قوات ثالثة في قرية “الصمدانية” الشرقية بريف القنيطرة الشمالي.

وفي سياق الاستهداف الجوي، أفادت مصادر محلية في ريف دمشق؛ بأنّ مسيّرة للعدو الإسرائيلي استهدفت الطريق الواصل بين بلدة “بيت جن وتلة باط الوردة” بثلاث غارات متتالية، لم تسفر عن إصابات بين المدنيين.

وفيما تأكّيد صهيوني على نهج المبادرة، صرح رئيس أركان جيش العدوّ الإسرائيلي مؤكّدًا سياسة التصعيد قائلاً: “نعمل على كل الجبهات لمواجهة تهديدات معقدة ولا نتبع سياسة احتواء؛ بل نهج المبادرة”.

تؤكّد سوريا باستمرار عبر البيانات والتصريحات فقط، أنّ جميع الإجراءات التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري هي باطلة ولاغية ولا ترتب أيّ أثر قانوني، وتعتبر التوغلات انتهاكًا لاتفاق فض الاشتباك عام 1974م، وتطالب دمشق بالانسحاب الكامل، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع ممارسات الاحتلال وإلزامه بالانسحاب الكامل من الجنوب السوري والعودة لاتفاقية فض الاشتباك 1974م.

ويستمر العدوّ الإسرائيلي في انتهاك السيادة السورية وتصعيد توغلاته الميدانية وبناء التحصينات، مع كشف نتنياهو علانية عن هدف إنشاء منطقة عازلة واسعة؛ ما يضع هذا التصعيد الكرة في ملعب المجتمع الدولي والمحاور الإقليمية للضغط على الكيان، في ظل استياء شعبي سوري متزايد من تواصل الاستباحة، وعجز الحكومة عن القيام بدور وطني حاسم.