الخبر وما وراء الخبر

وسائل إعلام العدوّ تكشف تفاصيل زيارة غامضة لوزيرة صهيونية إلى الإمارات

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

24 نوفمبر 2025مـ –3 جماد الثاني 1447هـ

كشفت وسائل الإعلام الصهيونية، مساء اليوم الاثنين، عن تفاصيل زيارةٍ غامضة لوزيرةٍ صهيونية إلى الإمارات، وعمّا شملته هذه الزيارة التي وصفت بالناجحة، والمتمثلة في استكمال كافة الإجراءات المتعلقة بإنشاء “سكة قطار حديدية” ستربط فلسطين المحتلة بالإمارات، لافتةً إلى أنّ “إنشاءها وصل إلى مراحل متقدمة”، لكنها توقفت منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023م.

وقالت قناة “آي 24 نيوز” العبرية: إنّ وفدًا صهيونيًّا من وزارة النقل والمواصلات في كيان الاحتلال “برئاسة “ميري ريغيف”، وصل إلى أبو ظبي في زيارةٍ غير معلنة خلال عطلة نهاية الأسبوع”، مشيرةً إلى أنّ الزيارة “تركّزت حول استكمال بناء سكة القطار فائق السرعة، والذي ستربط (إسرائيل) بالإمارات، وأنّه سيربط التجارة بين دول الخليج” والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضحت القناة أنّ وصول الوفد إلى أبو ظبي بهدف “تعزيز التعاون الإقليمي الضروري بين السعوديين و(إسرائيل)”، وأنّ هذا القطار “يمثل ممرًا تجاريًا اقتصاديًا” سيحول الكيان إلى “مركز تجاري رئيسي”، مشيرةً إلى أنّ الخطة تهدف إلى تمكين الشحنات والبضائع القادمة من الإمارات من دخول فلسطين المحتلة “دون الحاجة إلى إجراءات بيروقراطية مطولة”، وبالإضافة إلى أنّه “من المقرر أنّ تمر كابلات الاتصالات وخطوط أنابيب نقل الطاقة عبر هذا الممر”.

وتناولت في رسمٍ بياني طريق عبور القطار السريع؛ حيث “ستغادر البضائع ميناء موندرا في الهند عن طريق السفن إلى الإمارات، ثم تسافر برًا عبر المملكة العربية السعودية والأردن، وأخيرًا تصل إلى حيفا، من حيث يمكنها الاستمرار إلى أوروبا”، مؤكّدةً أنّه “وحتى الآن تصل الشاحنات القادمة من الإمارات إلى ميناء حيفا عبر جسر اللنبي، وتخضع لإجراءات بيروقراطية”.

وأكّدت القناة أنّ خطة “ممر السلام” توسعت بعد “صياغتها في عام 2018م، من قبل الولايات المتحدة لتصبح الممر الاقتصاديIMEC، الذي سيربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، ومن المتوقع أنّ يزيد المشروع في تمتين العلاقات” بين الكيان الإسرائيلي ودول الخليج ويقلل من المخاوف الصهيونية بشأن “الاعتماد على اقتصاد متشدّد وعدد محدود من الشراكات الاقتصادية”.

في سياقٍ متصل، أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية بدورها؛ أنّ المحادثات حول “سكة السلام” أو “طريق السلام” من “الإمارات إلى (إسرائيل) تجدّدت”، مشيرةً إلى أنّ “وزيرة المواصلات “ميري ريغيف” وصلت الأسبوع الماضي في رحلة غامضة إلى الإمارات العربية المتحدة، وهي زيارة لم تُصاحبها، على عكس زيارات الوزيرة السابقة.

ووفقًا للصحيفة، أثار الغموض الذي أحاط بزيارة الوزيرة تساؤلات داخل كيان الاحتلال، خاصةً بعد أنّ عقدت خلالها عدة اجتماعات مع نظرائها في الإمارات، بل وشاركت في معرض الطيران الذي أقيم هناك، لافتةً إلى أنّ “السبب قد يكمن في اجتماعٍ واحد، مهم ومصيري، عُقد يوم الأربعاء الماضي، بين ريغيف وفريقها وشخصية رفيعة المستوى مقربة من القيادة، وهي رئيس “الاتحاد للقطارات، وهيئة السكك الحديدية الوطنية المحلية ووزير النقل الإماراتي”، حسب ما ورد في التقرير.

وقالت الصحيفة: إنّ “الاجتماع الذي استمر لساعات طويلة، تمحوّر حول إعادة إطلاق مشروع “سكة السلام”، وهي سكة حديدية من المفترض أنّ تستورد البضائع من الهند إلى ميناء أبو ظبي، ثم تنقلها بقطار سريع من الميناء عبر دبي والمملكة العربية السعودية والأردن إلى ميناء حيفا، ومن هناك يتم توزيعها بالسفن إلى أوروبا والولايات المتحدة”.

كما أكّد موقع الصحيفة أنّ “الاجتماع المذكور، الذي عُقد بعد ما يقرب من عامين من تجميد الموضوع بسبب الحرب، وبالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، كان يهدف إلى إنقاذ بقاء المشروع”، مشيرًا إلى أنّ “الإماراتيين لم يتوقفوا وتقدموا في المحادثات مع الهنود والسعوديين والأردنيين، حيث تطلب السلطات الصهيونية من الإماراتيين تحريك نقطة الربط جنوبًا”.

وخلال الاجتماع -وفق ما ورد في تقرير الصحيفة- “تم الاتفاق على إنشاء إدارة خاصة بين البلدين يشارك فيها كبار المسؤولين في (قطار إسرائيل) مقابل كبار المسؤولين في هيئات السكك الحديدية الإماراتية”، وستدير هذه الإدارة، في الوقت المناسب، عبور القطارات من دولة إلى أخرى تمامًا كما يحدث حاليًا عندما تعبر الطائرات بين الدول”، واتفق الطرفان على أنّ “تدرس الإدارة إمكانية عبور القطار بين الأردن وفلسطين المحتلة”.

وتم الكشف عن المشروع لأول مرة في موقع وصحيفة “يديعوت أحرونوت” في مارس 2023م، وأعلنه بايدن رسميًا قبل شهر تقريبًا من معركة “طوفان الأقصى” في الـ 7 من أكتوبر، وتحديدًا في 9 سبتمبر 2023م، ضمن مؤتمر مجموعة العشرين؛ حيث أكّد بايدن آنذاك أنّ المشروع سيشمل شبكة سكك حديدية مخصصة لنقل الركاب والبضائع من الدول العربية إلى ميناء حيفا ومن هناك بالسفن إلى أوروبا.