كلفة الانهيار النفسي في كيان العدو بعد 7 أكتوبر ترتفع إلى 500 مليار شيكل
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
23 نوفمبر 2025مـ –2 جماد الثاني 1447هـ
تكشف تسريبات جديدة من وسائل العدو عن حجم الانهيار النفسي العميق الذي يضرب المجتمع الصهيوني منذ عملية طوفان الأقصى، حيث أظهرت معطيات خطيرة أن التكلفة المتوقعة للإصابات النفسية الناجمة عن العملية ستصل – خلال خمس سنوات فقط – إلى 500 مليار شيكل، في واحدة من أكبر الضربات الإنسانية والاقتصادية التي يتعرض لها كيان الاحتلال منذ تأسيسه.
وبحسب تقرير صادر عن جمعية “نتال” الصهيونية المتخصصة في الأمراض النفسية والصدمات، فإن هذه الأرقام تشمل الاضطرابات المباشرة للمستوطنين وجنود العدو، بالإضافة إلى الانهيارات الطويلة الأمد التي ستصيب المجتمع الصهيوني بموجات متتابعة من القلق، والاكتئاب، وفقدان القدرة على العمل، والانزواء الاجتماعي، وانهيار الإنتاجية.
ويعترف التقرير بأن نسبة من يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة قد ارتفعت إلى 29.8%، وهي نسبة كارثية في مجتمع صغير يعتمد – في بقائه – على معنويات مرتفعة وجاهزية قتالية واقتصادية مستمرة، حيث وهذه النسبة تكشف أن ما يقارب ثلث المجتمع الصهيوني يعيش اليوم في حالة انهيار نفسي مباشر أو أعراض صدمة خطيرة تهدد حياته اليومية.
ويؤكد مختصون صهاينة أن هذه الأرقام ليست نهائية، إذ إن تأثيرات الصدمة النفسية بعد الحروب تظهر عادة بعد سنوات، وقد تكون الأضرار الحقيقية أكبر بكثير مما ورد في التقارير الأولية.
وتشير البيانات إلى أن نحو 625 ألف شخص داخل كيان العدو أصبحوا عرضة بدرجة عالية لفقدان وظائفهم خلال السنوات القادمة نتيجة تداعيات نفسية مباشرة مرتبطة بحرب 7 أكتوبر، موضحة أن هذه الشريحة تمثل قوة عاملة ضخمة، ما يعني أن الاقتصاد الصهيوني سيواجه ركوداً كبيراً، وتراجعًا في الإنتاجية، وارتفاعًا في معدلات البطالة، بما يلحق ضررًا بالغًا بالقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية على حد سواء.
ويرى مراقبون أن هذه الأرقام تعكس “هزيمة معنوية” أصابت العدو في صميم وجوده، إذ يعتمد الكيان الصهيوني منذ عقود على ما يسمّيه “نظرية الردع النفسي”، أي إقناع المغتصبين بأنهم يعيشون في دولة آمنة قوية، لكن الصدمات التي خلّفتها عملية طوفان الأقصى ” مع انهيار جيش العدو في مستوطنات الغلاف واختراق المقاومة العمق الاستراتيجي للعدو” جعلت هذه النظرية تنهار بالكامل.
وقد أظهرت التحقيقات الداخلية أن آلاف الجنود والمغتصبين يعيشون اليوم حالة خوف دائم، وفقدان القدرة على النوم، واضطرابات حادة في التركيز، وهلع من أي صافرة إنذار أو صوت مرتفع، حيث وأن نصف تريليون شيكل يضع الكيان أمام أزمة وجودية وليس مجرد أزمة مالية، فهذه الكلفة تشمل العلاج النفسي المباشر، خسائر الإنتاجية، غياب العمال عن وظائفهم، تراجع القدرة القتالية للجنود، الانهيارات الأسرية والاجتماعية، الحاجة إلى توسيع برامج الدعم النفسي، خسائر الجيش في إعادة تأهيل وحدات منهارة نفسياً.
ويحذر خبراء اقتصاديون صهاينة من أن هذه الفاتورة قد تدفع الاقتصاد الصهيوني إلى ركود عميق، خصوصاً مع انخفاض الاستثمارات الأجنبية، وهروب رؤوس الأموال، وتراجع ثقة الشركات العالمية بالاقتصاد الصهيوني المضطرب.
وتشير التقارير إلى أن تأثيرات الصدمة النفسية لا تنحصر في المغتصبين، بل تضرب قوات الاحتلال كذلك، إذ تشير تقديرات أمنية داخلية إلى أن آلاف الجنود يعانون من حالات انهيار نفسي وعجز عن العودة للقتال، في وقت يعيش الجيش أصلاً أزمة ثقة غير مسبوقة بعد فشل 7 أكتوبر.
ويرى محللون أن ما يحدث اليوم يمثل تحولاً تاريخيًا في بنية المجتمع الصهيوني الذي طالما روّج لقدرته على امتصاص الصدمات، لكن طوفان الأقصى شكل صدمة وجودية كشفت هشاشة البنية النفسية للمستوطنين، وهدمت أسطورة “المجتمع المحصّن”.
