الخبر وما وراء الخبر

باحث سياسي: مخطط التهجير ما زال قائماً وما يسمى المناطق الآمنة ليس إلا معسكرات اعتقال

3

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

16 نوفمبر 2025مـ –25 جماد الاول 1447هـ

تقرير|| هاني أحمد علي

أكد الكاتب والباحث السياسي، الدكتور وليد محمد علي، أن المخطط الصهيوني الأمريكي تجاه غزة والضفة الغربية لا يزال قائماً، وأن الهدف المركزي للعدو الصهيوني يتمثل في اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم واستكمال مشروعه الاستعماري الهادف إلى تفريغ فلسطين من أهلها، رغم فشل العدوان في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة.

وأوضح الدكتور وليد في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الأحد، أن ما يجري من اتفاقات وبيانات سياسية واجتماعات دولية ليس سوى محاولة لامتصاص حالة الغضب الشعبي العالمي التي تفجّرت خلال العامين الماضيين على خلفية حرب الإبادة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق سكان قطاع غزة، وما أفرزته من رأي عام دولي متضامن بصلابة مع الشعب الفلسطيني. .

وأشار إلى أن الكيان يعيش عزلة دولية غير مسبوقة دفعت الولايات المتحدة وحلفاءها للبحث عن مخارج سياسية وإعلامية تخفف الضغط العالمي، دون المساس بجوهر المشروع الصهيوني الذي يقوم على التهجير والاقتلاع وإعادة تشكيل الواقع الديمغرافي في فلسطين المحتلة.

وحول ما يروّج له إعلام العدو بشأن المناطق الآمنة داخل غزة شرق ما يسمى بـ”الخط الأصفر”، أوضح الباحث والكاتب السياسي، أن هذه الفكرة ليست سوى توسيع لمخطط معسكرات الاعتقال الذي كان يجري العمل عليه في رفح، لكنه فشل بسبب ضيق المنطقة والتصاقها بالحدود المصرية وصعوبة توسيعها ميدانياً.

وأضاف أن الخطة الجديدة التي يجري إعدادها تستهدف إقامة منطقة اعتقال ضخمة تمتد على مساحة تُقدّر بنحو 53% من مساحة قطاع غزة، أي ما يقارب 180 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يجعلها أكبر عملية حجز سكاني قسري في التاريخ الحديث تحت مسمى “منشآت مؤقتة” أو “بنية إيواء”، بينما حقيقتها ليست سوى مراكز احتجاز معزولة يتم التحكم بها من قبل قوات العدو الصهيوني.

وشدد الدكتور وليد على أن الحديث عن بناء مستشفيات أو بنى تحتية حقيقية داخل تلك المناطق ما هو إلا دعاية مضللة، فالمنشآت ستكون مؤقتة وشكلية، ولا تختلف في مضمونها عن نماذج الاعتقال الجماعي التي عرفتها الأنظمة الاستعمارية عبر التاريخ، مضيفاً أن الهدف الحقيقي هو دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية عبر خلق بيئة خانقة وغير قابلة للحياة. .

ولفت إلى أن 75% من سكان قطاع غزة هم في الأصل لاجئون اقتُلِعوا من ديارهم عام 1948، وأن الذاكرة الجماعية لهؤلاء مرتبطة بحق العودة إلى فلسطين التاريخية، ولذلك فإن محاولات العدو الصهيوني اقتلاعهم مرة أخرى ستواجه مقاومة شعبية وإنسانية وأخلاقية لا يمكن كسرها، مبيناً أن ما يجري هو اقتلاع كامل من الأرض والتاريخ والهوية، وهو شكل من أشكال الموت البطيء الذي تسعى المنظومة الصهيونية لفرضه بهدف كسر الإرادة الفلسطينية.

وفي معرض تعليقه على خروقات العدو الصهيوني للبروتوكول الإنساني المرافق لاتفاق وقف إطلاق النار، أكد الباحث أن هذه الانتهاكات ليست عشوائية ولا طارئة، بل هي جزء من مخطط مدروس يقوم على خلق ظروف كارثية داخل القطاع، خصوصاً مع بدايات موسم الأمطار، وذلك لتسهيل عملية التهجير الجماعي ودفع الناس لترك أرضهم قسراً.

وقال إن جوهر المشروع الصهيوني، منذ تأسيسه وحتى اليوم، يقوم على رفض قيام دولة فلسطينية ذات سيادة على أي جزء حقيقي من أرض فلسطين، مضيفاً أن كل ما يُطرح من شعارات مثل “حل الدولتين” أو “المسارات السياسية” ما هو إلا غطاء لتثبيت الأمر الواقع وتقطيع الأرض الفلسطينية إلى كيانات معزولة وإمارات شكلية تخدم المشروع الاستعماري.

ولفت الدكتور وليد إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تحاول خلق انطباع زائف بأنها تعارض بعض سياسات العدو الصهيوني، بينما هي عملياً الممول الرئيسي والداعم السياسي الأكبر له، بل وتسعى لتمويه علاقتها مع الاحتلال عبر الترويج لخرافة “حل الدولتين”، رغم أن الوقائع على الأرض تثبت استحالة هذا الطرح ضمن العقلية الصهيونية التي لا تؤمن إلا بالسيطرة والتهجير.