الخبر وما وراء الخبر

مسؤول سوداني يكشف دوراً خارجياً في إدارة حرب السودان وتمويل الفوضى

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

16 نوفمبر 2025مـ –25 جماد الاول 1447هـ

كشف وزير الإعلام السوداني السابق وعضو المؤتمر القومي العربي، الدكتور ياسر يوسف إبراهيم، في لقاء متلفز على شاشة قناة المسيرة، عن معالم المخطط الخارجي الذي يستهدف السودان منذ سنوات، مؤكداً أن الحرب الدائرة اليوم ليست نتاج خلافات داخلية فحسب، بل جزء من مشروع غربي–إقليمي يسعى لتفكيك البلاد وإضعاف جيشها الوطني.

وأوضح في حديث خاص لقناة المسيرة أن سقوط حكومة الإنقاذ عام 2019 تمّ استثماره من قبل قوى سياسية “استعارت مشروعها من الخارج”، مؤكداً أن البعثة الأممية لعبت دوراً محورياً في فرض الاتفاق الإطاري الذي تضمّن بنوداً تستهدف الجيش السوداني بشكل مباشر، من بينها دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة تمتد إلى 20 عاماً، وهو ما رفضته قيادة الجيش رفضاً قاطعاً.

وأضاف: “إن تحالف قوى الحرية والتغيير هدّد بالذهاب إلى الحرب إن لم يوقع الجيش على الاتفاق”، لافتاً إلى أن هذا التهديد تُرجم فعلياً في 15 أبريل 2023 عندما شنت ميليشيا الدعم السريع هجوماً منسقاً على القيادة العامة والقصر الجمهوري ومنزل القائد العام، موضحاً أن الميليشيا حوّلت الحرب إلى استهداف مباشر للمواطنين، باحتلال المنازل والمستشفيات والجامعات، وتشريد أكثر من 20 مليون سوداني، مؤكداً وقوع مجازر موثقة، بينها: أكثر من 300 شهيد في قرية الدنّورة، وأكثر من 600 شهيد في السلاطابة، وما يزيد على 1000 شهيد في الهلالية.

ولفت إلى أن المجازر في غرب دارفور وصلت خلال يومين إلى 15 ألف ضحية، محذراً من خطر الإبادة الجماعية التي تهدد أكثر من 300 ألف مدني في مدينة الفاشر المحاصرة.

وحمل الدكتور ياسر الإمارات العربية المتحدة مسؤولية مباشرة في استمرار الحرب، قائلاً إن الدعم الإماراتي الواسع لميليشيا الدعم السريع – وفق تقارير دولية – حال دون حسم الصراع خلال عامه الأول، لافتاً إلى أن أبو ظبي تسعى لبناء نفوذ عسكري وسياسي داخل السودان لتأمين مصالحها في إفريقيا، بالتوازي مع مشروع غربي–إسرائيلي قديم يستهدف إضعاف السودان وتقسيمه.

وأشار إلى وثائق ومحاضرات إسرائيلية سابقة تؤكد أن “سوداناً هشاً ومجزأً أفضل لإسرائيل من سودان قوي ومستقر”، لافتاً إلى وجود خطط معلنة لاستنساخ نموذج انفصال جنوب السودان في دارفور.

وأكد الدكتور ياسر أن المزاج الشعبي السوداني يقف بشكل واضح خلف الجيش الوطني في مواجهة العدوان الخارجي والميليشياوي، رافضاً كل مشاريع التطبيع أو الهيمنة الخارجية.

وفي تقييمه للمشهد الميداني، قال إن القوات المسلحة حققت خطوات مهمة بطرد الميليشيا من ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار، وحصرها في أجزاء من دارفور وجنوب كردفان، متوقعاً أن ينجح الجيش في استعادة السيطرة الكاملة على البلاد.

وختم الدكتور ياسر يوسف حديثه بالتأكيد على أن السودان سيستعيد عافيته بفضل صمود جيشه وشعبه، داعياً إلى وقف التدخلات الخارجية ووقف تسليح الميليشيات، فيما شكر قناة المسيرة على إتاحة الفرصة لكشف حقائق المشهد السوداني للرأي العام العربي.