غزة تحت المطر والحصار: مأساة بلا نهاية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
16 نوفمبر 2025مـ –25 جماد الاول 1447هـ
يواصل كيان العدو الإسرائيلي خروقاته المتواصلة في قطاع غزة، مستهدفًا المدن والمخيمات الفلسطينية بالمدفعية والقصف العشوائي، بينما يغرق سكان المدينة في مياه الأمطار الغزيرة، ما يزيد من معاناة مليوني فلسطيني يعيشون في خيام متهالكة تحت حصار مستمر.
في رفح، تطلق الزوارق الحربية النار باتجاه الساحل، وتدمر مبانٍ خلف الخط الأصفر، فيما تتعرض مخيمات خان يونس والبريج وجباليا لغارات صاروخية متكررة، لتضاعف مأساة المدنيين العالقين بين القصف والبرد والمطر.
وفيما تؤكد وزارة الصحة بغزة استلام خمسة عشر جثمانًا لشهداء أفرج عنهم العدو الصهيوني بواسطة الصليب الأحمر، ليصبح إجمالي الجثامين المستلمة حتى الآن ثلاثمئة وثلاثون، تم التعرف على سبعة وتسعين منها، يستمر هطول الأمطار المتزامنة مع الشتاء القارس ليضيف أوضاعًا مأساوية لسكان القطاع الذين يسكنون في خيام لا توفر الدفء أو الحماية، وسط نقص حاد في المواد الأساسية والضرورية للمعيشة اليومية.
وفي السياق ذاته يصف المتحدث باسم وزارة الصحة ومستشفى شهداء الأقصى، الدكتور خليل الدقران، الوضع الطبي بالكارثي، لافتًا إلى أن أكثر من ستة عشر ألف مريض ينتظرون الموافقة على السفر لتلقي العلاج خارج القطاع، بينهم أربعة آلاف طفل بحاجة عاجلة للإجلاء الطبي، ومؤكدًا أن أي تأخير في الحالات الحرجة يعادل حكمًا بالإعدام.
وفي حديثه لقناة المسيرة، يؤكد الدقران أن الكيان الصهيوني يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، ويعرقل خروج المرضى، خصوصًا المصابين بأمراض مزمنة وسرطان، ما يفاقم الأزمة الإنسانية، مردفًا القول: “إن قطاع غزة يفتقر للمستشفيات والمعدات الطبية، ونحن عاجزون عن تقديم الرعاية الصحية الكاملة. هناك حاجة عاجلة لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، وخيام وكرافانات ومواد بناء لتوفير الإيواء وحماية السكان من البرد الغزي القارس.”
ويشدد على أن استمرار الاحتلال في منع هذه المساعدات سيؤدي إلى وفيات إضافية بالآلاف، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن والمرضى.
الأمطار الغزيرة التي تهطل منذ يومين غمرت الخيام المتهالكة، وامتزجت بمياه الصرف الصحي، ما خلق بيئة مثالية لتفشي الأمراض والأوبئة، ويحاول النازحون التكيف بوسائل بسيطة، إلا أن كل هطول مطر يزيد من معاناتهم اليومية، ويحوّل حياتهم إلى صراع مستمر للبقاء، كما يشير الدقران: “ضحكات الأطفال تتحول إلى بكاء، والبيوت المهدمة والخيام الغارقة تجعل كل لحظة معيشية تحديًا متواصلًا.”
وفي السياق ذاته، يؤكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، الدكتور زياد الحموري، أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يُنفذ بالكامل، وأن العدو الإسرائيلي يواصل انتهاكاته اليومية، بما في ذلك القتل والاعتداءات المستمرة وتدمير المنازل.
ويضيف الحموري في حديث خاص لقناة المسيرة: “الانتهاكات الإسرائيلية تجعل من غزة منطقة مقسمة عمليًا، حيث تسيطر قوات الاحتلال على نحو خمسين بالمئة من القطاع، وتترك البقية لسكان يعانون من الحصار والفقر المدقع.”
ويشير الحموري إلى أن المساعدات الإنسانية، بما فيها المواد الغذائية والطبية وخيام الإيواء، لم تصل إلى السكان كما تم الاتفاق عليه، مما يفاقم أزمة الشتاء والمطر. ويؤكد أن هناك تجاهلًا دوليًا واضحًا، رغم المشاركة العربية والإسلامية في الاتفاقات الدولية، وأن الضغط على الاحتلال لإدخال الإمدادات الإنسانية أصبح ضرورة ملحة.
من جهتها، تؤكد منظمة الصحة العالمية وفاة أكثر من تسعمئة مريض خلال انتظار الإجلاء الطبي، وتحذر من أن أي تأخير في نقل المرضى للحالات الحرجة يعادل حكمًا بالإعدام، بينما تؤكد الأونروا الحاجة الماسة لإمدادات مأوى عاجلة لحماية المدنيين من الأمطار والبرد القارس.
وتستمر مأساة غزة بالتفاقم، وسط حصار العدو الصهيوني وهطول الأمطار التي تحوّل الخيام إلى برك مياه عميقة، ليعيش الأطفال والنساء وكبار السن لحظات قاسية، ومع مرور كل يوم تتفاقم الكارثة الإنسانية بشكل ملموس، وبالرغم من ذلك تظل غزة رمزًا لصمود الفلسطينيين، الذين يواجهون الموت والجوع والبرد وسط صمت دولي مريب.
