باحث عراقي: الانتخابات العراقية المقبلة لن تختلف عن سابقاتها
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
12 نوفمبر 2025مـ –21 جماد الاول 1447هـ
رأى الكاتب والباحث الدكتور صباح الأسدي إن الانتخابات العراقية القادمة لن تكون أفضل من سابقاتها، مؤكدًا أنها قد تكون أسوأ من حيث النتائج والمخرجات السياسية، نظرًا لاستمرار المشهد الانتخابي تحت هيمنة نفس القوى والوجوه التي تسيطر على مفاصل القرار منذ سنوات.
وأوضح الأسدي في مداخلة مع قناة المسيرة أن الكتل السياسية الأساسية هي ذاتها التي خاضت الانتخابات السابقة، ولم يتغير شيء في البنية السياسية أو في آليات المنافسة، مضيفًا أن المال السياسي والإعلام والنفوذ ما زالوا أدوات حاسمة بيد رؤساء الكتل وأصحاب المناصب الكبرى، خصوصًا في موقع رئيس الوزراء الذي يُستخدم دائمًا كأداة لاستقطاب الولاءات وتوظيف الموارد لصالح فئة محددة.
وأضاف أن العملية الانتخابية في العراق تُعاني من خلل بنيوي عميق، إذ تُدار بموازين قوى منحازة، وبشبكات فساد مالي وإداري، وبأجندات خارجية تتحكم في كثير من التفاصيل، من بينها السفارة الأمريكية وبعض القوى الإقليمية المرتبطة بها.
وأشار إلى أن النتائج المتوقعة لن تشهد تفاوتًا كبيرًا عن الدورات السابقة، مما يسهل على واشنطن مواصلة فرض نفوذها السياسي داخل العراق، من خلال السيطرة على الطبقة السياسية المرتبطة بها ماليًا وسياسيًا.
وأوضح الدكتور الأسدي أن الكتل الفاسدة التي تمتلك المال والإعلام قادرة على التأثير في المزاج الانتخابي، وهو ما يضعف فرص التغيير الحقيقي، مضيفًا أن الاحتلال الأمريكي وأتباعه الإقليميين من السعودية وتركيا والكيان الصهيوني يسعون لتوجيه مخرجات الانتخابات بما يخدم مصالحهم، وليس مصلحة الشعب العراقي.
وفيما يتعلق بالمشاركة الشعبية، أكد الأسدي أنه رغم حالة الإحباط المنتشرة بين المواطنين، إلا أن المقاطعة ليست حلاً»، مشددًا على أن «مقاطعة الانتخابات تصبّ في مصلحة الأعداء وتُضعف صوت القوى الوطنية الحقيقية.
وجدد التأكيد أن المشهد الانتخابي في العراق ما زال رهينة المال والنفوذ، وأن أي تغيير حقيقي لن يتحقق إلا حين يستعيد الشعب قراره من براثن الفساد والتبعية، ويكسر قبضة السفارة الأمريكية التي ما زالت تمسك بخيوط اللعبة السياسية منذ الغزو وحتى اليوم.
