الخبر وما وراء الخبر

باحث عربي: خطاب السيد عبد الملك نداء استنهاضي للأمة ويضع خططاً عمليةً حقيقيةً للمواجهة ونسف مخططات الأعداء

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

5 نوفمبر 2025مـ 14 جماد الاول 1447هـ

اعتبر الكاتب والباحث السياسي اللبناني علي مراد أن خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يمثل نداءً استنهاضياً يشمل الأمة كلها، حيث وجه رسائل سياسية وفكرية واضحة إلى الشعوب والأنظمة على حد سواء، محذراً من مشاريع إقليمية ودولية تهدف إلى تهميش المقاومة ونزع مفاهيم الجهاد من وعي الأجيال.

وقال علي مراد في مداخلة خاصة للمسيرة إن “خطاب السيد عبدالملك الحوثي ليس خطابًا خاصًا بالشعب اليمني فقط، بل يمتد أثره إلى العالم الإسلامي وإلى الأحرار في العالم”.

وأضاف: “نحن نستقي من السيد عبدالملك هذا التعبير الواضح عن الثقافة القرآنية التي توجه اليوم القوة، سواء القوى الشعبية أو القوة العسكرية أو القوى السياسية في ساحات الجهاد الأخرى في هذه الأمة”.

ورأى مراد أن الخطاب لم يكن عابراً أو داخلياً، مشيراً إلى أن “هناك جولات قادمة، ويتحدث السيد عبدالملك بمجرد أن تذكر كلمة العدو أو من يتعاون معه. أرى أنه أراد أن يرسل رسالة إلى بعض هذه الأنظمة العربية التي كان أداؤها، على أقل تقدير، متواطئًا مع الشعب الفلسطيني خلال السنتين الماضيتين، وضد الشعوب التي انتفضت لمساندة غزة ومقاومتها”.

وحذر مراد من مخاطر مخططات تُنفذ عبر بعض الأنظمة ولصالح أطراف خارجية، قائلاً: “نرى اليوم أن بدايات مؤامرة أو برنامجًا بدأ يظهر، يريد الأمريكيون تنفيذه في المنطقة عبر أيدي بعض الأنظمة العربية، وعلى رأسها النظام السعودي”.

وتابع حديثه: “عندما نذكر إجراءات تحسّبٍ مثل تجربة صافرات الإنذار على طول الساحل السعودي المطل على البحر الأحمر، نرى في ذلك مؤشراً على تحرّكات مخططة. وحتى إذا نظرنا إلى التفاعلات الحاصلة من حركات ودول ومراكز القرار والاتصالات التي تدور في المنطقة، نلاحظ أن هناك دورًا واضحًا أُسند إلى هذه الأنظمة من قبل الأمريكيين للقيام به في المرحلة المقبلة”.

وأكد وجود خططٍ فكريةً وعملية لاستهداف محاور المقاومة، متابعاً حديثه “هناك حديث صريح من قبل الصهاينة والأمريكيين بأن لهذه الأنظمة دورًا يسمونه ‘نزع التطرف’ عبر فرض مناهج معينة تُحذف منها أي إشارة إلى الجهاد في سبيل الله أو إلى اعتبار اليهود أعداءً يجب قتالهم لأنهم مغتصبون لأرض المسلمين.

وأضاف أن “هذا المنهج ينسحب على لبنان أيضًا؛ فالنظام السعودي، على سبيل المثال، يلعب دورًا خبيثًا في محاولة استهداف وإضعاف المقاومة وحزب الله وبيئتهم. وعلى المستوى السياسي، رأينا تأثير هذا الدور في موضوع تشكيل السلطة والانتخابات القادمة، حيث يسعى النظام السعودي إلى إضعاف المقاومة والالتفاف على تمثيلها الجماهيري”.

وأشار إلى أن “السيد عبدالملك يحفظه الله يعرف جيدًا واجباتنا كمسلمين. أهل البيت عليهم السلام قالوا عن الجهاد في سبيل الله: ما ترك الجهاد في سبيل الله قومٌ إلا ذُلّوا. الحالة المتراجعة والمترهلة التي نراها في كثير من الدول العربية تدفع القادة القرآنيين إلى رفع الصوت ونصح الأمة، بل إلى توبيخ الشعوب التي ينبغي أن تشعر بالعار عندما تخرج مئات الآلاف من الأجانب الغربيين في تظاهرات ضخمة نصرةً للشعب الفلسطيني، بينما لا يخرج مثلها أو نصفها في البلدان التي تُعنى بمواقف حكوماتها التي نعرفها”.

وختم المراد تحذيره بدعوته للاستعداد والجاهزية، محذراً من تراخٍ قد يكلّف الأمة الكثير: “نعم، السيد عبدالملك يدق جرس الإنذار بالنسبة لهذه الشعوب؛ الخطاب موجه إليهم لا إلى الحكومات بالدرجة الأولى. ماذا تنتظرون؟ الكيان الصهيوني يعلن صراحةً مشروعه ‘إسرائيل الكبرى’ ويقولون الآن علنًا إنهم آتون إلى أراضيكم وإلى أرزاقكم وكل ما تملكون”.

وأردف بالقول: إن السيد عبدالملك يضع يده على الجرح، عندما يتحدث عن ضرورة التأهب والتجهيز للمعركة القادمة؛ لأن هذا العدو في حالة إعداد وتجهيز، ويتسلح اليوم بالدعم الأمريكي الذي سعى إلى تمكينه خلال العامين الماضيين. نحن في مرحلةٍ منتصف المعركة؛ المعركة لم تنتهِ. من يظن أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعني نهاية المعركة فهو واهم”.

وفي ختام حديثه للمسيرة، أوضح الكاتب علي مراد أن محور الجهاد والمقاومة “لا يقاتل الكيان الصهيوني فقط؛ نحن نقاوم مشروعًا أكبر يرتبط بأمريكا والغرب. لذا لا مجال للتراجع؛ علينا أن نُجدد الهمم”، لافتاً إلى أن “اليمن المحاصر الذي عانى عشر سنوات بنى نفسه بيديه، حقق اكتفاءً ذاتيًا وصنع سلاحه، وواجه أعظم قوة عسكرية على هذا الكوكب، حتى أجبرها على الاعتراف بالفشل والخسارة. وهذا يزيلكل الحجج التي كان يتذرع بها المتخاذلون عن ركب الجهاد في سبيل الله”.