الخبر وما وراء الخبر

“باراك” يصنف لبنان “دولة فاشلة” ويدعو لنزع سلاح المقاومة مقابل التطبيع والمساعدات

4

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

1 نوفمبر 2025مـ 10 جماد الاول 1447هـ

أطلق المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، “توماس باراك”، تصريحات حادة ومباشرة خلال مشاركته في منتدى “حوار المنامة” بالبحرين، واصفًا لبنان بأنّه “دولة فاشلة”، وحمّل هذا التوصيف أبعادًا اقتصادية وسياسية وعسكرية موجّهة نحو ضرورة تغيير الوضع القائم بشكّلٍ جذري.

تصريحات “باراك” جاءت متزامنة مع اعتراف مصادر دبلوماسية أمريكية رفيعة بوصول الجهود لانتشال لبنان من الانهيار عبر حزمة من الحوافز إلى طريقٍ مسدود، وتصريح “لبنان دولة فاشلة”، ليس مجرد توصيف واقعي للخدمات المتردية “غياب الكهرباء، الاعتماد على المولدات الخاصة، تردي المياه والتعليم”؛ بل هو محاولة ضغط استراتيجي مكثف يهدف إلى تفكيك المعادلة القائمة التي تعتبرها واشنطن سببًا في هذا الفشل البنيوي.

الرسالة الأمريكية، مدعومة بتفاصيل المقارنة بين الجيش اللبناني وحزب الله، تدفع الحكومة اللبنانية وجميع الأطراف للقيام بـ عملية حصر سلاح حزب الله سريعًا، باعتبارها المدخل الوحيد للنجاة من الانهيار.

وقد أوضح “باراك” أنَّ القيادة اللبنانية “صامدة لكن عليها التقدم بسرعة” في حصر سلاح حزب الله، مشدّدًا على أنَّها “لن تكون هناك مشكلة بين لبنان و(إسرائيل)، إذا تم نزع سلاح حزب الله”، في إشارةٍ إلى أنَّ آلاف الصواريخ في جنوب لبنان هي التهديد الوحيد الباقي للكيان المؤقت.

وفي سياق المقايضة الأمريكية، المتمثلة بحوافز مالية بمليارات الدولارات مقابل هذا التغيير الجذري التي تطلبه واشنطن ومن خلفها كيان العدوّ الإسرائيلي، إذ كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية رفيعة عن مبادرةٍ أمريكية وصلت إلى طريقٍ مسدود بسبب تفضيل أطراف فاعلة في بيروت “الوضع الراهن”.

هذه المبادرة كانت تهدف إلى خلق بيئة اقتصادية وسياسية مشجعة تدفع لبنان نحو معالجة جذرية لقضية سلاح حزب الله، بعد أنَّ كشفت المصادر أنَّ “الخطة تضمنت التزامات مالية تقدر بمليارات الدولارات من دول خليجية، كانت مخصصة لدعم مشاريع تنموية”، وهو ما يمثل ثمنًا اقتصاديًّا هائلاً مقابل التغيير السياسي والأمني.

كما شملت المبادرة إطلاق محادثات فورية مع (إسرائيل) على غرار “الاتفاقيات الإبراهيمية” بأبعادها الاقتصادية والتعاونية والأمنية، ووصفت المقترح بأنّه “اندفاعة جريئة” تهدف إلى معالجة الأزمة البنيوية في لبنان وإعادة وضعه على مسار الاستقرار والازدهار، غير أنّ أطرافًا فاعلة في بيروت رفضت الطرح، مفضلة الإبقاء على الواقع السياسي والعسكري القائم.

وهو ما دفع المبعوث الأمريكي “باراك” إلى القول: “للأسف، هم يفضلون الوضع الراهن، ما يعني أنَّ لبنان سيظل دولة فاشلة”، مضيفًا أنَّ “اللحظة العابرة للتغيير التي أوجدها الرئيس ترامب بحيويته ورؤيته قد ولت الآن”، حدّ تعبيره، غير أنّ المأزق الحقيقي اليوم هو رضوخ لبنان للإملاءات الأمريكية وتخليه الكامل عن السيادة الوطنية للأرض والقرار.