الخبر وما وراء الخبر

مدير الإرشاد الزراعي يؤكد: الوقاية الزراعية درع المزارع الأول لحماية المحاصيل وتقليل استخدام المبيدات

13

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

1 نوفمبر 2025مـ 10 جماد الاول 1447هـ

أكد مدير دائرة الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة والري، المهندس حفظ الله القُرْضي، أن الوقاية الزراعية تمثل الأساس الأول في حماية المحاصيل وتعزيز الإنتاجية، مشدداً على أن الممارسات الوقائية الزراعية أقل كلفة وأكثر فاعلية من الاعتماد على المبيدات الكيميائية، التي يجب اللجوء إليها فقط في الحالات القصوى.

وفي حديثه لقناة المسيرة، اعتبر المهندس القُرْضي الوقاية الزراعية سلوكاً مستمراً يحافظ على خصوبة الأرض ويزيد من إنتاجها، مشيراً إلى أن اتباع العمليات الزراعية الصحيحة مثل اختيار موقع الزراعة المناسب، وتحسين الصرف، وتطبيق الدورة الزراعية، تعد من أهم الإجراءات التي تقي النباتات من الفطريات والبكتيريا والفيروسات.

وبيّن أن اختيار أرض جيدة الصرف والتعرض الكافي لأشعة الشمس يقللان من احتمالات تعفن الجذور بنسبة تصل إلى 70%، موضحاً أنه في حال كانت التربة ثقيلة يمكن خلطها بالرمل والكمبوست لتحسين التهوية والتصريف المائي. كما دعا إلى تطبيق الدورة الزراعية وعدم زراعة نفس المحصول في نفس الأرض لمواسم متتالية، مبيناً أن هذه الممارسة تقلل أمراض التربة بنسبة تصل إلى 60%.

ووفقاً للقُرْضي، فإن النظافة الزراعية من الركائز الأساسية للوقاية، وتشمل إزالة بقايا النباتات المصابة والأعشاب الكثيفة والأوراق المتساقطة التي تشكل بيئة مناسبة للفطريات والحشرات الناقلة للأمراض، لافتاً إلى أن حملة نظافة جماعية نُفذت في إحدى المناطق الزراعية ساهمت في خفض الإصابات بنسبة 65% في الموسم التالي.

وأشار إلى أن تعقيم الأدوات الزراعية من السكاكين والمقصات والأنابيب الناقلة للري من أهم الإجراءات التي يغفل عنها كثير من المزارعين، لكنها ضرورية للحد من انتشار الأمراض مثل العفن الطري والذبول، مؤكداً أن غسل الأدوات بماء وصابون أو محلول كحولي بعد كل استخدام يحافظ على سلامة المزرعة.

وتطرّق مدير الإرشاد الزراعي إلى أهمية التهوية الجيدة في البيوت المحمية، مؤكداً أن تراكم الرطوبة داخلها يخلق بيئة مثالية للفطريات، في حين أن فتح النوافذ وترك مسافات كافية بين النباتات واستخدام المراوح يقلل الإصابات بنسبة تصل إلى 70% في محاصيل كالطماطم والخيار.

وفي حديثه عن المكافحة المتكاملة، أوضح القُرْضي أنها النظام الأمثل لحماية النبات، حيث تقوم على الجمع بين وسائل الوقاية المختلفة مثل استخدام بذور سليمة، وتسميد متوازن، ومراقبة الحشرات، والاعتماد على الأعداء الحيوية، وهو ما يساهم في تقليل استخدام المبيدات الكيميائية إلى أقل من النصف دون التأثير على الإنتاج أو الجودة.

وأكد المهندس القُرْضي أن المتابعة اليومية للنباتات والفحص المنتظم للأوراق والجذور والثمار يمكّنان المزارع من اكتشاف أي أعراض مبكرة للمرض قبل انتشارها، ما يجعل السيطرة عليها أسهل وأقل كلفة.

ودعا القُرْضي، مدير الإرشاد الزراعي، إلى تعزيز التعاونيات الزراعية لتوفير الدعم الفني وتقليل التكاليف، مشيراً إلى أن “التعاون والتكامل بين المزارعين في تطبيق الإجراءات الوقائية يساهم في الحد من انتشار الأمراض الوبائية في الحقول المتجاورة”.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن وزارة الزراعة والري تواصل تقديم الإرشادات الفنية والتحاليل الزراعية للمزارعين عبر وحداتها الإرشادية المنتشرة في المديريات، داعياً جميع المزارعين إلى الالتزام بالعمليات الوقائية “كمنهج زراعي دائم يضمن إنتاجاً وفيراً وجودة عالية بعيداً عن المخاطر الصحية والبيئية”.