الخبر وما وراء الخبر

استمرارًا للاستباحة الصهيونية للأرض والسيادة.. العدوّ يستهدف مسقط رأس الرئيس اللبناني

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

30 أكتوبر 2025مـ 8 جماد الاول 1447هـ

في تحدٍّ صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار، وللقادة السياسيين والعسكريين في بيروت، تواصل قوات العدوّ الإسرائيلي مسلسل الاستباحة للأرض والسيادة اللبنانية، من خلال تنفيذ توغلات محدودة وشن غارات متعددة، أدّت إلى خسائر بشرية ومادية في صفوف المدنيين وممتلكاتهم.

وفي التفاصيل؛ نفذت طائرات صهيونية، اليوم الخميس، غاراتٍ متفرقة على محيط بلدة “العيشية” جنوبي لبنان، مسقط رأس الرئيس اللبناني “جوزيف عون”، تزامنًا مع اجتماع “عون” بقائد الجيش “العماد رودولف هيكل”، وتكليف الجيش بالتصدي للتوغلات الإسرائيلية في جنوب لبنان.

وأفادت مصادر إعلام لبنانية؛ بأنّ الطيران الحربي الصهيوني واصل غاراته على منطقة “الجرمق – المحمودية”، المحيطة بـ “العيشية”، واستهدفت الغارات أيضًا الأطراف الشرقية لسهل “الميدنة” في “كفر رمان”، الواقعة في المنطقة نفسها، مرتين خلال أقل من عشرين دقيقة.

وأكّدت المصادر تحليق مسيرات صهيونية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، المحاذية للقصر الرئاسي في “بعبدا”، عقب إعلان القرار الرئاسي، مشيرةً إلى أنّ الغارات تزامنت مع لقاء الرئيس بقائد الجيش، الذي طلب منه التصدي لأيّ توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعًا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين.

ولفتت إلى أنّ “العماد هيكل”، أطلع رئيس الجمهورية، على “تفاصيل التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا، ومقتل أحد العاملين في البلدية، إبراهيم سلامة، أثناء تأدية واجبه المهني”.

وتُشكّل التحركات الصهيونية مؤشرًا على توسيع دائرة الاستهداف نحو مناطق ذات رمزية سياسية وسيادية؛ إذ تكثفت حركة الطائرات المسيّرة الإسرائيلية فوق الضاحية وأطرافها في سماء “بعبدا”، حيث يقع مقر الرئاسة اللبنانية، ويُنظر إلى هذا المشهد على أنّه رسالة مباشرة لمؤسسات الدولة اللبنانية.

وشهد الجنوب اللبناني منذ صبا اليوم، تصعيدًا ميدانيًّا جديدًا، تمثل في توغل صهيوني في بلدة “بليدا”، واستشهاد موظف بالبلدية أثناء نومه في مركزها، وتراجعت التوغلات منذ آخر توغل في أغسطس الماضي.

وأكّدت مصادر محلية جنوبي لبنان، إصابة شخصين جراء إلقاء مسيّرة للعدوّ قنبلتين في بلدة “شبعا”، وجريح في غارة من مسيّرة للعدوّ استهدفت الطريق العام في بلدة “حاروف”، لافتةً إلى إصابة 3 مدنيين في غارة أخرى على بلدة “شبعا” جنوبي لبنان.

كما نفذ الطيران الحربي غارة على منطقة “اللبونة في الناقورة”، طالت مساحة واسعة من الأراضي الحرجية، وتزامنت الغارة مع تفجير إسرائيلي في المنطقة نفسها، وفي “مرجعيون” نفذت قوات العدوّ تفجيرًا، فجرًا في بلدة “العديسة” استهدف النادي الحسيني في البلدة.

وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانًا، اليوم، وصفت ما أقدم عليه العدوّ الإسرائيلي بأنّه “عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701″، مطالبةً لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية “الميكانيزم” وضع حد لهذه الانتهاكات”، مؤكّدةً أنّ القيادة تتابع الانتهاكات بالتنسيق مع قوات “يونيفيل”.

وفي سياقٍ متصل، وردًّا على جريمة العدوّ الصهيوني الوحشية في “بليدا” أدان حزب الله في بيانٍ له، الجريمة التي أتت مباشرة بعد زيارة الموفدة الأمريكية وترأسها لجنة الميكانيزم، معتبرًا مواصلة العدوّ مسلسل انتهاكاته على الأراضي اللبنانية، يأتي بشراكةٍ وتواطؤ أمريكي.

وشدّد حزب الله على أنّ استمرار العدوّ في جرائمه يستوجب من الدولة اللبنانية وكل القوى السياسية اتخاذ موقف وطني موحد لتعزيز قدرة لبنان على مواجهة الاعتداءات، مثمنًا “مواقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة التوغلات الإسرائيلية”، داعيًا إلى “دعم الجيش بكل الامكانات اللازمة لتعزيز قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدوّ”.

ويُشار إلى أنَّ الاحتلال الصهيوني شن عدوانًا على لبنان في سبتمبر 2024م، بعد عدوانه السابق في أكتوبر 2023م، مخلفًا أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024م، يواصل الاحتلال استباحة الأرض والسيادة اللبنانية، بخروقاتٍ تجاوز عددها 5 آلاف و500 خرق.

كما تواصل سلطات الاحتلال تحدّيها للاتفاق المبرم، من خلال احتلال خمس تلال لبنانية سيطرت عليها في العدوان الأخير، بالإضافة إلى مناطق أخرى محتلة منذ عقود، أهمها “مزارع شبعا” ومحيطها.