الخبر وما وراء الخبر

المحافظات اليمنية تحتشد وفاءً لدماء الشهداء بفعاليات متنوعة إحياءً للذكرى السنوية للشهيد 1447هـ

10

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

30 أكتوبر 2025مـ 8 جماد الاول 1447هـ

في كل أرجاء اليمن الحر الرافض للاحتلال واللافظ للمرتزقة، دوّت هتافات الوفاء لدماء الشهداء، لا بالقول فقط، بل بالفعل الكفيل بمواصلة المسير على الطريق التي ارتوت بدمائهم لتثمر عزة وكرامة ونخوة ونصرة للدين والمستضعفين، حيث احتضنت العاصمة والمحافظات فعاليات متنوعة إحياءً للذكرى السنوية للشهيد 1447هـ، لتنشد المدن والأرياف بأهازيج التضحية والفداء.

فعاليات تنوّعت بين الخطابة والتعبئة والتحشيد، كانت مشاهد حيّة للوفاء، حَيثُ امتزج الحضور الشعبي بالرسمي في لوحة واحدة تعكس الصمود والإصرار على سير كُـلّ الأحرار في درب الشهداء واستلهام دروسهم في مواجهة التحديات.

من العاصمة صنعاء، وتحديدًا في مديرية التحرير، تصاعدت الهتافات لتملأ الساحات والطرقات، معلنة عن وفاء لا يزول للشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل الدين والوطن والأمة بأسرها.

وحملت الفعالية، التي نظمتها التعبئة العامة بالأمانة، شعار “وفاءً لدماء الشهداء.. التعبئة مُستمرّة والجهوزية عالية”، في حين شهدت حضور عدد من مديري وموظفي المكاتب التنفيذية، وقيادات تربوية وثقافية، ومنتسبي التعبئة، ومشايخ وعقال، وشخصيات اجتماعية.

وتزيّنت الساحة بالرايات الوطنية والجهادية، فيما توشحت رؤوس المشاركين بقبعات العزم والوفاء الخَاصَّة بالمناسبة.

العلامة طه الحاضري ألقى كلمة جسّد بها روح الشهادة التي تتجاوز الأفراد لتصبح مشروعًا حضاريًّا، مستلهمًا من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وكل الشهداء العظماء أسمى ملاحم الفداء؛ مِن أجلِ الأُمَّــة.

وفي الحديدة، وعلى ساحل البحر الأحمر، اندمج الأكاديمي بالقبلي، حَيثُ نظمت جامعة الحديدة وقطاع البحر الأحمر بمصلحة خفر السواحل فعاليات متنوعة، حضرها محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب الجامعة، لتصبح ساحاتها مسرحًا لاحتفال حي بالذكرى السنوية للشهيد.

الفعاليات جسّدت التلاحم بين التعليم والميدان، وبين الفكر والفعل، حَيثُ تخللتها كلمات وفقرات شعرية وإنشادية عبّرت عن عظمة الشهادة ومكانة الشهداء، مؤكّـدة أن الوفاء بالدماء التي رُويت؛ مِن أجلِ الشعب والأمة مُستمرّ، وأن الشهادة ليست ذكرى عابرة، بل روح متجددة تواكب الحاضر وتستشرف المستقبل.

وفي مأرب التاريخ، في مديرية بدبدة، دشّـنت الفعاليات بإقامة فعالية خطابية ووقفة مسلحة نظمتها السلطة المحلية ومكاتب التعبئة والإرشاد بالمحافظة.

وحضر الفعاليات قيادات محلية وتعبوية وجمع من أبناء المجتمع، لتصبح الأرض شاهدة على الانتماء العميق والوفاء الراسخ للشهداء.

وجمعت الفعالية كُـلّ فئات المجتمع، من القيادات المحلية إلى الشباب، في رسالة واضحة أن الذكرى السنوية للشهيد محطة لتجديد العهد بالوفاء وتعزيز روح الصمود والثبات حتى تحقيق النصر، مع تأكيد ارتباط الفعالية بمعركة الأُمَّــة في نصرة فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني.

كما تخللت الفعالية قصائد شعرية جسّدت تضحيات الشهداء وبطولاتهم.

وعلى ذات التكتل اليمني القبلي الثائر، نُظمت الفعاليات بالمناسبة في محافظة الجوف، بمشاركة السلطة المحلية ومكاتب التعبئة، وشهدت حضورًا شعبيًّا ورسميًّا واسعًا.

الكلمات التي أُلقيت والفعاليات المصاحبة جسدت بطولات الشهداء، مؤكّـدة أن الذكرى السنوية للشهيد تبقى محطة تربوية لغرس قيم الصمود والتضحية.

كما أعادت الفعاليات ربط الشعب اليمني ببطولات الشهداء، وجعلت كُـلّ حاضرة من الحاضرين تجسيدًا حيًّا لروح الصمود، ورسالة لكل الأجيال أن الوفاء والتمسك بالقيم الوطنية والإيمانية التزام لا ينكسر مهما اشتدت التحديات.

وإلى المناطق الحرة جنوب اليمن، امتدت الفعاليات إلى محافظتي لحج والضالع، لتعكس وحدة الموقف اليمني في كُـلّ المناطق المتنفسة للحرية والنابضة بالروح الثورية السبتمبرية.

وحضر الفعاليات في لحج وكيل المحافظة فيصل الفقيه، ومسؤول التعبئة جميل الصوفي، ومسؤول قطاع الإرشاد علي الكرار، ومدير المديرية وحيد الخضر، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، فيما شهدت الضالع حضور القائم بأعمال المحافظ عبداللطيف الشغدري، ووكلاء المحافظة، ومدير أمن المحافظة، ومدراء المكاتب التنفيذية، ومسؤولي التعبئة.

احتشد أبناء المحافظتين مع فقرات إنشادية وشعرية جسدت تضحيات الشهداء، وأشَارَت إلى أن الذكرى محطة لتجديد العهد والثبات على القيم الدينية والوطنية والإيمانية، مؤكّـدين أن الموقف سيظل واحدًا تحت راية القائد أبو جبريل، وأن روح الشهادة حيّة في كُـلّ قلب يمني.

وفي حجّـة، نظمت السلطة المحلية وقطاع الإرشاد فعاليات الذكرى السنوية للشهيد، بحضور وكيلي المحافظة حمود المغربي وعادل فرحان، ومدير أمن المحافظة العميد حسن القاسمي، ومسؤول الإرشاد العلامة حسين جحاف، ومدير فرع هيئة رعاية وتأهيل أسر الشهداء مطهر صفي الدين.

الفعاليات استحضرت تضحيات الشهداء في الدفاع عن الدين والوطن ونصرة المستضعفين، مؤكّـدة ضرورة الالتفاف حول القيادة الثورية واستحضار قيم الشهادة والجهاد كأَسَاس لمواجهة الاستكبار العالمي.

وفي البيضاء المتحرّرة من رايات أمريكا السوداء، نظمت إدارة أمن المحافظة فعالية خطابية بحضور مدير البحث الجنائي العقيد محمد الخطيب، وقائد النجدة العقيد عصام الغيلي، وعدد من القيادات الأمنية والمحلية.

وأكّـدت الفعالية الوفاء للشهداء وأهميّة السير على نهجهم في مواجهة العدوان، مع التركيز على الاهتمام بأسرهم ورعايتها.

وتخللت الفعالية كلمات تمجّد التضحية وتستعرض بطولات الشهداء، مؤكّـدة أن ذكرى الشهداء محطة لشحذ الهمم وحشد الطاقات لمواصلة طريق الجهاد والاستشهاد حتى يُدحر الباطل وتعلو رايات الحق في سماء اليمن والأمة.

وإلى إب الخضراء، المرتوية بغيث الرحمة، فقد استحضر أبناؤها الشهداء، حَيثُ نظم مكتب الأشغال العامة بالمحافظة فعالية خطابية حضرها وكيل المحافظة محمد الشبيبي، ومسؤول التعبئة عبدالفتاح غلاب، ووكيل المحافظة عبدالواحد المروعي، ومدير مكتب الأشغال المهندس إبراهيم الشامي.

وركزت الفعالية على إحياء ذكرى الشهداء بما يليق بعظمة ما قدموه من تضحيات.

وفي ريمة الشاهقة بجبالها الصماء، نظمت مكاتب الزكاة والإعلام والأوقاف والشؤون الاجتماعية فعالية خطابية جسدت مدى التزام الأجيال الشابة بالقيم الوطنية والإيمانية.

وأكّـد الحاضرون أن الذكرى السنوية للشهيد محطة لإعادة النظر في المسؤولية الدينية والوطنية وتجديد العهد بالثبات والمواجهة ضد كُـلّ التهديدات والمؤامرات المتربصة بالأمة.

وقد شهدت جميع الفعاليات في المحافظات فقرات تنوعت بين الشعر والإنشاد والإرشاد، وتمحورت جميعها حول الشهداء، مؤكّـدة أهميّة تعزيز أنشطة التعبئة والتحشيد ورفع مستوى الجهوزية وصون الجبهة الداخلية ودعم مسار الإسناد للقضايا الجامعة للأُمَّـة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ونوّه المشاركون والمنظمون إلى جاهزية الأحرار لكل الخيارات التي يطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ضد قوى الإجرام والاستكبار.

وبهذا الحراك الشعبي التعبوي، تتجسد صورة المحافظات اليمنية الأبية في صفحات الوفاء للشهداء، لتؤكّـد أن دماءهم امتزجت بروح كُـلّ اليمنيين، فالمشاهد التي احتضنتها الساحات والمدارس والجامعات والميادين أكّـدت أن الشهادة بالنسبة لشعب الأنصار منهاج حياة وعهد مُستمرّ، ورسالة واضحة للأجيال القادمة بأن التضحية والفداء هما الطريق إلى العزة والكرامة، ليصبح الوفاء للشهداء شعلة مضيئة لا تنطفئ، تحمل الأُمَّــة اليمنية إلى ثبات مُستمرّ ومواجهة حاسمة لكل التحديات، وتؤكّـد أن دماء الشهداء ستظل نبراسًا يضيء دروب الحرية والاستقلال.