الصباح: حديث السيد القائد انعكاس لقراءة ميدانية لحقيقة الأوضاع في غزة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
22 أكتوبر 2025مـ 30 ربيع الثاني 1447هـ
قال الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح إن الحديث المتكرر للسيد القائد عبد الملك الحوثي حول البقاء في حالة استعداد للعودة لإسناد غزة ليس مجرد خطاب رمزي بل تأكيد عملي على يقين استراتيجي بأن العدو الصهيوني قد يعاود الانزلاق إلى سياسة الإبادة والحصار، وأن موقف المقاومة والفاعلين الداعمين يجب أن يبقى متيقظًا.
وأوضح الصباح في مداخلة على قناة المسيرة أن تكرار عبارة السيد القائد ” إن عدتم عدنا” وعبارة “يدنا على الزناد” لم يأتِ عاطفيًا أو مناسباتيًا، بل هو انعكاس لقراءة ميدانية عميقة لحقيقة الأوضاع بعد توقيع اتفاق وقف العدوان.
وأكد أن القول هذا يأتي بعد تشييع أحد أعمدة المقاومة وضمن خطاب يقرأ الواقع بواقعية ناضجة؛ العدو لم يغيّر من طبيعته، والتاريخ القريب يثبت أن الاتفاقيات لا تُحترم بالضرورة.
واستعرض الصباح في تحليله سلسلة من الوقائع الإقليمية التي، بحسبه، تُظهر فشل المخططات الصهيونية والأمريكية في تشكيل جبهة ضاغطة في المنطقة، من المواجهات في اليمن التي أفشلت تدخلات مباشرة، إلى الانسحاب الجزئي أو التراجع في ساحات أخرى، وصولاً إلى ما وصفه بـ”هزيمة المشروع في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر”.
وأضاف أن الضغوط الأمريكية اللاحقة ومحاولات الوساطة لم تغير من واقع الهشاشة “لأن العدو يماطل ويبحث عن موطئ قدم لإعادة ترتيب حساباته”.
وفي جزءٍ آخر من تحليله طرح الصباح قراءة للمرحلة السياسية بعد توقيع الاتفاق في شرم الشيخ، ولاحظ “زخمًا أمريكيًا مكثفًا” تمثل في زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى ومحاولات أمريكية لضمان استمرارية الاتفاق. ومع ذلك، رأى الصباح أن هذا الزخم لا يكفي، لأن العدو يسعى لفرض وقائع جديدة، وقد يستثمر أدوات إقليمية لنسج صراعات داخلية في دول الجوار”.
وحذر الصباح من مخططٍ أوسع، قائلاً إن هناك جهات تسعى إلى “تحويل الصراع إلى اقتتال داخلي” في دول مثل لبنان والعراق، عبر دعم مجموعات مسلحة وعصابات، وهو ما يحذره بأنه جزء من “استراتيجية لإضعاف محاور المقاومة وتفتيت التضامن الشعبي”.
وأضاف أن هذا “لا يقتصر على لبنان أو العراق فقط، بل يشمل محاولات تهييج قوى محلية في اليمن وفلسطين لصالح أجندات خارجية”.
واعتبر أن الاتفاق “هشّ بطبيعته” ما لم تُسنَّ آليات رقابة وتضمين ضمانات واضحة لتنفيذ البنود الإنسانية والأمنية، وشدّد على ضرورة وجود رادعٍ دولي فعال يردع أي محاولات للانتهاك، مشيراً إلى أن التلويح بالمساندة والعودة الفورية لإسناد غزة “هو رسالة ردع وسياسية بقدر ما هي جاهزية ميدانية.
وأكد على أن المعركة لم تجرِ بعد في إطار التوقيع على وثيقة، بل في ميادين التنفيذ والالتزام، داعياً الجهات الفاعلة دوليًا وإقليميًا إلى تحويل الكلام إلى إجراءات حقيقية تحمي المدنيين وتمنع تكرار الكوارث الإنسانية».
وحذر من أن استمرار المماطلة في فتح المعابر وإدخال المساعدات ورفع القيود سيقود إلى تآكل الاتفاق وإعادة إنتاج حلقات من العنف تصعب السيطرة عليها.