لبنان في مواجهة الضغوط الأمريكية والسعودية.. المقاومة وسلاحها الوطني ضمان السيادة واستقرار الداخل
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
22 أكتوبر 2025مـ 30 ربيع الثاني 1447هـ
تشهد الساحة اللبنانية في هذه المرحلة تحركات وضغوطات إقليمية ودولية غير مسبوقة، تهدف إلى استغلال حالة الضعف التي تشهدها الدولة اللبنانية، لدفعها نحو سياسات تتماشى مع مصالح الإدارة الأمريكية والسعودية، بما يشمل مسألة التطبيع مع كيان الاحتلال، ونزع سلاح المقاومة، والتأثير على سيادة لبنان الداخلية والخارجية.
المحلل السياسي اللبناني علي مراد اعتبر أن كل الخطابات التي ألقاها سماحة الشيخ نعيم قاسم في الأشهر الماضية تؤكد استمرار موقف المقاومة الواضح في الدفاع عن السيادة الوطنية.
وأضاف في مداخلة خاصة على قناة المسيرة، أن أي محاولات للضغط على لبنان لإجباره على قبول التطبيع أو التراجع عن موقفه الثابت تجاه سلاح المقاومة أو حقوق الشعب الفلسطيني ستبوء بالفشل، معتبرًا أن الشعب المقاوم قدم تضحيات على الأرض لأكثر من أربعين عامًا لحماية لبنان من الانبطاح أمام إسرائيل والعدوان الخارجي.
وأوضح مراد أن الإدارة الأمريكية تحاول التسلل إلى الشأن اللبناني من خلال الضغوط الاقتصادية والسياسية، بالتنسيق مع السعودية، بهدف جر لبنان وسوريا إلى اتفاقات سياسية وأمنية تخدم مصالح الكيان الصهيوني، خاصة مع اقتراب الانتخابات المبكرة في كيان الاحتلال، والمزمع عقدها في يونيو 2026.
ولفت إلى أن السعودية تدخلت مباشرة في بعض الملفات، مثل مؤتمر دعم الجيش اللبناني، حيث رفضت عقد المؤتمر على خلفية محتوى خطة قائد الجيش، التي اعتبرتها تهدد السلم الأهلي، مؤكدًا أن هذه التحركات تهدف إلى فرض مشاريع خارجية على الدولة اللبنانية.
وأشار مراد إلى أن المقاومة، رغم الحملة الإعلامية والسياسية والمالية، لا تزال ملتفة حول نفسها، وجمهورها في مختلف الطوائف اللبنانية، لا سيما البيئة الصلبة للمقاومة، يرفع من مستوى التماسك الداخلي، ويؤكد على عدم التراجع أمام أي تهديد خارجي.
كما أشار إلى أن أي محاولة لتقليص قوة المقاومة أو التحكم في سلاحها الوطني ستبوء بالفشل، لأن هذا السلاح هو الضامن الأساسي لحماية لبنان من الأخطار الخارجية، بما في ذلك مشاريع التوطين ومحاولات السيطرة على نصف مليون فلسطيني على الأراضي اللبنانية.
من جهته، المحلل السياسي خليل نصر الله أكد للمسيرة، أن الإدارة الأمريكية ليست وسيطًا في لبنان، بل طرف يسعى لفرض إرادته، مستغلة ضعف الدولة اللبنانية في الوقت الراهن.
وأوضح أن الضغوط على حزب الله وسلاحه تأتي ضمن محاولات لإضعاف القوة الوطنية، لكنها غير مجدية، لأن سلاح المقاومة يشكل ضمانًا للوجود الوطني وحماية سيادة لبنان.
وقال إن أي محاولة لتقليص قدرة المقاومة أو السيطرة على سلاحها تهدد مباشرة الأمن القومي اللبناني، مشيرًا إلى أن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية تأتي ضمن محاولات لإعادة ترتيب القوى الداخلية في لبنان، واستغلال الفئات الضعيفة داخليًا.
وأشار نصر الله إلى أن المقاومة اللبنانية تمتلك القدرة على خوض المعركة والدفاع عن لبنان، وأن التماسك بين الشعب والمقاومة، خاصة في البيئة الصلبة للمقاومة، يشكل درعًا ضد أي مخطط خارجي، بما في ذلك محاولات استغلال المرحلة الدبلوماسية أو الضغوط الخليجية.
وأضاف أن أي استغلال أمريكي لمحاولة الضغط على لبنان أو حزب الله سيبوء بالفشل، وأن الظروف الميدانية والسياسية يمكن أن تتغير في أي لحظة، بما يعكس قدرة المقاومة على مواجهة التحديات الإقليمية المباشرة وغير المباشرة.
وشدد نصر الله على أن الإدارة الأمريكية والسعودية تحاول إخضاع لبنان لمشروع سياسي وأمني يستهدف نزع سلاح المقاومة، والضغط على الحكومة اللبنانية لتنفيذ سياسات تتماشى مع مصالح الكيان الصهيوني، لكنها تواجه حقيقة ثابتة: المقاومة اللبنانية وجمهورها ملتفون حول الثوابت الوطنية، ولن يتراجعوا أمام أي تهديدات، سلاح المقاومة يمثل خط الدفاع الأول والأخير للبنان.
وأكد نصر الله أن أي خطوة للتدخل الخارجي في لبنان، سواء عبر الضغوط الأمريكية أو السعودية أو محاولات التطبيع، لن تنجح، لأن الشعب اللبناني والمقاومة في بيئتهم الصلبة يرفعون التحدي بكل ثقة، ويؤكدون أن أي اعتداء خارجي سيواجه برد حاسم، وأن السلاح الوطني ليس مجرد أداة قتالية، بل هو ضمانة الوجود والحماية الوطنية.
وأوضح أن الضغوط الأمريكية والسعودية تشمل أيضًا ملفات إعادة إعمار لبنان وترسيم الحدود، حيث تحاول الإدارة الأمريكية وكيانات خليجية التأثير على القرار اللبناني لصالح سياسات خارجية، لكن المقاومة وجمهورها الملتف حولها يعيان تمامًا مخاطر هذه الضغوط، ويعملان على تفويت أي فرصة للخصوم للتمدد أو التأثير على القرار الوطني.
المحللان مراد ونصر الله، خلصا إل أن لبنان يمتلك قوة مقاومة وطنية راسخة، وأن أي محاولات ضغط خارجية ستقوي من التلاحم بين الشعب والمقاومة، وستجعل أي تدخل خارجي في شؤون لبنان خاضعًا لفشل محتوم، وأن لبنان قادر على حماية سيادته، والحفاظ على أمنه الوطني، ومواجهة أي مخاطر إقليمية، بما في ذلك الضغوط الأمريكية والسعودية والإسرائيلية، مؤكدين أن المستقبل السياسي والعسكري للبنان مرتبط بثبات المقاومة وتلاحم الشعب معها، وأن أي مشاريع خارجية للتدخل ستظل عاجزة أمام إرادة الشعب اللبناني.