فرحات يكشف للمسيرة: استراتيجية “الفوضى ثم الخضوع” الأمريكية في لبنان والمنطقة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
9 أكتوبر 2025مـ 17 ربيع الثاني 1447هـ
أكّد الكاتب والمحلل السياسي “فراس فرحات” أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم استراتيجية منظمة لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي، واصفًا إياها بـ “سياسة الفوضى ثم الخضوع”.
وخلال مداخلةٍ خاصة مع قناة “المسيرة” صباح الخميس، وفي تحليلٍ سياسي شامل، كشف فرحات أنَّ السياسة والاستراتيجية الأمريكية تهدف إلى فرض هيمنة اقتصادية وسياسية كاملة على لبنان والمنطقة.
ورأى أنَّ السيناريو اليوم أصبح واضحًا، حيث يتمثل المخطط في الانتقال بمرحلية الحرب، بدءًا من احتمال إيقاف القتال في غزة وتحويل الصراع إلى جبهات أخرى أو أدوات سياسية.
وأكّد أنَّ القرارات تُنفذ عبر “حكومات فُرضت بأمر واقع أمريكي” وبتدخل إقليمي عربي، هدفها الأساسي تمرير بنود وأحكام تتعلق بترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا أو لبنان وقبرص.
وحذّر فرحات من أنَّ واشنطن على دراية بمفاعيل السياسة اللبنانية، وتعمل على إغراق المنطقة بسياسة الفوضى والحروب، لكي تنتقل بعدها إلى سياسة الاستثمار والخضوع عبر مندرجات وبنود أمريكية تُفرض على طاولة النقاش الداخلي اللبناني.
شدّد على أنَّ الرسائل الأمريكية أصبحت واضحة حول تجهيز “ملفات نائمة أمريكية” في المنطقة، لا سيما في لبنان، منتقدًا الحكومة الحالية “حكومة نواف سلام” التي وصفها بأنّها سقطت بفعل مفعول أمريكي واضح المعالم.
واعتبر أنّ مرجعية الحكومة اللبنانية ليست نابعة من أوراق نقاش داخلية؛ بل هي “إملاءات أمريكية موضوعة للتنفيذ”، لافتًا إلى أنَّ الشرط الأمريكي الأساسي، الذي يربط به أي تحسن للواقع الاقتصادي في لبنان، هو سحب سلاح المقاومة وإستراتيجية تفعيل ما يُسمى “دور الدولة القوية”.
أشار التحليل إلى أنَّ عملية تقارب الملفات الجارية حاليًّا، بما فيها التقارب بين الحكومة اللبنانية وسوريا، توضح وجود “مقصد أمريكي لتقسيم المنطقة” عبر سياسات الاقتصاد والنفوذ، حيث يتحكم في هذا التقسيم صراعات متعددة، تشمل الصراع الإسرائيلي والصراع الإرهابي، بالإضافة إلى التدخل العربي الذي أظهرته “يد سعودية” تعمل في الدوائر الحكومية اللبنانية.
وأوضح فرحات أن الخرائط التي تُرسَم أمريكيًّا لها دلالات واضحة، حيث يتم استغلال “الهمجية الإسرائيلية” والتسويات السياسية لتمرير بنود ترسيم الحدود وملفات النفط والغاز، بهدف “أخذ الجنوب كقطعة أرض أمريكية اقتصادية”.
خلص فراس فرحات إلى أنَّ السيناريو اليوم واضح، وهو “نموذج أمريكي” يُنفذ في كافة المناطق، مبيّنًا أنَّ هذه المناورات الأمريكية الصهيونية تهدف إلى تحقيق “علو إسرائيلي في المنطقة” عبر سياسات الترغيب (كـ “أمنية وتطبيع وسلام مشبوه”)، وسياسات الترهيب (لـ “تفعيل دور الكيان” في غزة أو لبنان أو سوريا)، وكل ذلك يأتي لضمان تسلط أمريكي يتفق مع المتغيرات الإقليمية.
خلاصة ما يحصل حاليًّا، من سياسة تهدئة ووقف نار في لبنان وغزة تحت شروط صهيونية أمريكية، هو جزء من خطة كبرى لترسيم حدود وتثبيت نفوذ، مدعومة بـ تفعيل القضاء لإتمام تسويات سياسية تحت إيعاز خارجي.