الخبر وما وراء الخبر

العميد أبي رعد: المعارك اللبنانية واليمنية رسمت ردعًا حطّم مشاريع الكيان الصهيوني ورعاته

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

8 أكتوبر 2025مـ 16 ربيع الثاني 1447هـ

في قراءة تحليلية لمجمل المواقف الميدانية والاستراتيجية، قدّم العميد علي أبي رعد تفصيلاُ لوقائع ساحة المواجهة، مركّزًا على الفروقات التكتيكية واللوجستية بين معركة وادي الحجير عام 2006، والمعركة التي جرت عام 2024، ومبرزًا دور الجبهات اللبنانية واليمنية في إحداث توازن قوى جديدٍ على مستوى الإقليم.

العميد أبي رعدأوضح في مداخلة على قناة المسيرة، أن كمين وادي الحجير (2006) يختلف اختلافًا جوهريًا عن معارك 2024 على مستويين رئيسيين: التجهيزات والتكتيكات.

ففي 2006 كانت المواجهة تجري بعتاد وطريقة تكتيكية مختلفة، حيث قادت المقاومة العدو إلى كمين مركّب في وادي الحجير نتج عنه أضرار جسيمة في صفوف القوات المهاجمة؛ إذ لجأ العدو لسير كتيبة دبابات كاملة في مسلك وعر جدًا على خط واحد بين انحدارات وتلال، وتمتكن المقاومة من تنفيذ كمين محكم أسفر عن خسائر كبيرة بلغت 21 دبابة في المكان نفسه.

أما عام 2024 فشهد اختلافًا كليًا: المقاومة لم تكتفِ بالتكتيك والكمائن، بل نفّذت إسنادًا متقدمًا استهدف تجهيزات الرصد والاستشعار والمراقبة الموضوعة على طول الحدود، ما حوّل سياق المواجهة إلى حالة “سدّ وقْف” تهدف إلى منع دخول العدو إلى الأرض اللبنانية ولو بمتر واحد.

نتائجميدانيةبالأرقام..استنزافواضحوخسائرفادحةللعدو:

بحسب أبي رعد، فقد حشدت الجهة المعادية خمس فرق بما يقارب 70,000 عسكري، وخلال فترة الاشتباك التي امتدت 66 يومًا لم يتمكّن العدو الإسرائيلي من تجاوز الأرض اللبنانية بأكثر من 500 متر.

وأكد أن المقاومة ألحقَت خسائر كبيرة في الآليات العسكرية، وصلت إلى 76 آلية مجنزرة ومصفّحة، لا سيما دبابات، واستهداف البقع اللوجستية والكمائن على الخط الأمامي حدّ من قدرات الدعم لدى القوات المعادية.

هذا الانشغال اللافت للعدو دفعه إلى تركيز قُوّاته: وضع نحو 40% من قوّته العسكرية الخاصة على الحدود اللبنانية في معارك شمال فلسطين، ما أسهم في تخفيف الضغط عن قطاع غزة ومنحه إسنادًا غير مباشر.

الجبهةاليمنية.. إنجازات مركّبة:

وفي حديثه، انتقل العميد أبي رعد للحديث عن الجبهة اليمنية التي لم تكن بحسبان العدو الإسرائيلي ولا مخابراته.

وذكر أن تأثيرها استمر سنتين في استنزاف العدو، وعلى مستوى الاستراتيجية البحرية والاقتصادية أدت إلى إغلاق مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وإلحاق خسائر جسيمة بسلاسل الإمداد الإسرائيلية.

ومن النتائج التي أشار إليها: تراجع القدرة الصاروخية لدى العدو من نحو 470 صاروخًا قبل تفعيل بعض الجبهات إلى نحو 60 صاروخًا حالياً وهو رقم ورد على لسان قيادات إسرائيلية بحسب العميد، وكذلك إلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بميناء أم الرشراش (إيلات)، حيث قدّرت الخسائر حتى ذلك الحين بأكثر من 37 مليون دولار، إضافة إلى إغلاق المرفأ وتحويل خطوط التوريد، وما تلاه من تبعات اقتصادية.

ولفت إلى أن بعض الدول المطبّعة أو التي سمّاها المتحدث “تدّعي الإسلام” أوّرت خط إمداد بري للكيان الصهيوني، وهو ما اعتبره جزءًا من المشهد الذي تغيّر بفعل العمليات البحرية والجوية اليمنية.

وعن تصاعد القدرات اليمنية وما أحدثته من ثغرات في منظومة العدو العسكرية بشكل عام، أكد العميد أبي رعد أن الإشكالية لم تقتصر على كشف ثغرات في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بل شملت تطوير قدرات فعلية؛ فاليمنيون لم يكتفوا بالاختراق، بل عملوا على تحسين وتصنيع الطائرات المسيّرة وتطوير الصواريخ المجنحة (كروز) بخصائص تقنية متقدمة.

وأشار إلى أن تجربة إصابة أهداف بحرية بصواريخ كروز محوّلة من أنظمة أرضية تُعدّ إنجازًا لوجستيًا وتقنيًا كبيرًا، لأن إصابة هدف بحري متحرك تندرج ضمن صعوبات فنية متقدمة.

وأوضح أن التعديلات التقنية التي أُضيفت على هذه الصواريخ (حوالي أربعة عناصر تحكّم إضافية بحسبه) سمحت بانحناء المسارات وتغييرها بحسب الجغرافيا، وزيادة الحمولة ومدى الإصابة، ما فاجأ تصور منظومات الدفاع الإسرائيلية.

 

آثارنفسيةوحركية..هجرةعكسيةوتوجيهرسائلردع:

ولفت العميد أيضًا إلى أن تأثير هذه العمليات امتدّ إلى مستوى نفسي وسكاني داخل الكيان؛ حيث تسبّبت الضربات وعمليات الاستهداف في موجات “هجرة عكسية” من مناطق مثل إيلات، وذكر نسبة هجرة عكسية بلغت 38.1%، ما اعتبره مؤشراً على هشاشة الوضع وانكسار عنصر الطمأنينة لدى السكان والمستوطنين.

وحيا قدرة المهندسين والفرق التقنية اليمنية على تطوير الطائرات والصواريخ، مبرزًا أن التصريحات الإسرائيلية والأمريكية اعترفت ببعض هذه التطورات وقدرات التصميم المحلية.

وفي ختام حديثه للمسيرة، عرّج العميد علي أبي رعد على ما أنجزته وحدة الساحات، مؤكداً أن ظهور جبهة يمنية فعّالة ومستمرة على مدى سنتين أحدثت ضغطًا مزدوجًا: ميدانيًا على الحدود اللبنانية ونحو سواحل البحر الأحمر، واقتصاديًا عبر تعطيل مسارات التجارة الإسرائيلية.