الخبر وما وراء الخبر

عمليات المقاومة تطارد العدو جوًا وبرًّا.. رسائل القدرة على الرد والحرص على الحل العادل

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

4 أكتوبر 2025مـ 12 ربيع الثاني 1447هـ

تقارير|| نوح جلّاس

واصلت المقاومة الفلسطينية خلال اليومين الماضيين تنفيذ سلسلة من العمليات النوعية ضد مواقع وآليات العدو الصهيوني في قطاع غزة، بين هجمات دقيقة على المروحيات والآليات العسكرية، واستهداف نقاط تمركز قوات العدو داخل المدن، في رسائل واضحة تؤكد قدرة الفصائل على الردع وحماية المدنيين، مع إبراز حرصها على الحل العادل وإرسال إشارات قوية للوسطاء والدول العربية والأطراف الدولية بأن العدوان لن يمر دون رد فعّال، إذا أصر على الإجرام.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عملية استهداف مروحية أباتشي للعدو بصاروخ “سام 7” شمال مدينة غزة الخميس قبل الماضي، بالتعاون مع مجاهدي ألوية صلاح الدين، في إطار سلسلة الردود المتواصلة على اعتداءات العدو.

وقالت القسام في بيان: “استهدفنا مروحية أباتشي للعدو الصهيوني بصاروخ ‘سام 7’ شمال مدينة غزة الخميس قبل الماضي بالاشتراك مع مجاهدي ألوية صلاح الدين”.

ونفذت الكتائب هجمات على “نقطة تمركز لجيش العدو داخل استراحة مسك الجراح شمال غرب مدينة غزة بدفعتين من قذائف الهاون يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين”.

في السياق ذاته، قصفت سرايا القدس صباح اليوم بقذائف الهاون عيار 60 تمركزًا لجنود وآليات العدو أعلى تلة المنطار شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، فيما استعرضت هجماتها السابقة، مشيرة إلى تفجير عبوة مضادة للدروع على آلية عسكرية صهيونية في محيط مسجد العزيز بمنطقة النفق بمدينة غزة، والاشتباك المباشر مع قوة صهيونية خاصة بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية في شارع الجلاء، ما أسفر عن إصابات مباشرة، في مؤشرات على تكامل العمليات بين الفصائل المختلفة وارتفاع مستوى الاستهداف الدقيق للعدو.

 

دلالات العمليات وتقدير الاستراتيجية العسكرية:

تعكس هذه العمليات قدرة المقاومة على إدارة معركة الردع بشكل متوازن، ما يفرض على العدو الصهيوني إعادة حساباته حول تحركاته البرية والجوية في القطاع.

كما أن استهداف المروحيات والآليات العسكرية يمثل تهديدًا مباشرًا لقدرات العدو الجوية والبرية، ويظهر أن الفصائل تمتلك صواريخ وأنظمة دقيقة يمكنها تصعيب مهمة الكيان المجرم في تنفيذ اعتداءاته.

المعطيات تؤكد أيضًا أن مشاركة مختلف فصائل الجهاد والمقاومة يدل على وجود تنسيق عالٍ واستراتيجية مشتركة، ما يعزز الردع ويزيد من كفاءة الاستهداف، ويحول كل المناطق المحتلة في غزة إلى حقل مواجهة متكامل لا يمكن ابتلاعه من قبل الاحتلال.

 

انعكاسات سياسية وإقليمية:

تأتي هذه العمليات في وقت حساس سياسيًا، حيث تعكس أن المقاومة حريصة على حماية المدنيين في غزة، وتعمل ضمن إطار مسؤول يوازن بين الدفاع عن الأرض والقدرة على الرد، بما يعكس جدية الفصائل في توجيه رسائل للوسطاء والدول العربية والأطراف الدولية بأن استمرار العدوان لن يبقى بلا رد.

كما تعزز هذه الضربات من موقف المقاومة الفلسطينية، وتظهر للعالم أن غزة لن تكون هدفًا سهلاً لأي تصعيد عسكري، وأن الفصائل مستعدة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وضمان ردع الاحتلال بأي شكل من أشكال الرد الفعّال، بما في ذلك العمليات الدقيقة داخل المدن أو ضد الطيران الحربي، حال أصر على الإجرام وتجاهل الردود السياسية التي طرحتها حماس وبقية الفصائل.