خدير بتعز: كنز أخضر بين الإهمال وخطط الإنقاذ الحكومية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
4 أكتوبر 2025مـ 12 ربيع الثاني 1447هـ
سلَّط برنامج “نافذة العطاء المجتمعي” الصباحي، على قناة المسيرة، اليوم، الضوء على مديرية خدير بمحافظة تعز، مؤكدًا أنها كنز أخضر يروي حكايات البذل والعطاء، لكنه يواجه تحديات كبرى تهدد مقدراته الزراعية والحيوانية.
التقرير الميداني، الذي أعده الزميل الجميل المقرمي ، نقل مشاهد آسرة من السهول والجبال في خدير، والتي تتوشح باللون الأخضر وتتنفس عبير العطاء، حيث يواصل الفلاحون حكاية الكفاح والصمود، يزرعون ويسقون ويعطون بلا كلل، ولا ملل.
وبيَّن وجود سيول متدفقة وأودية غناء تشكل لوحة بديعة، وهي ثروة مائية نادرة لكنها لا تزال “بعيدة عن الأضواء وغائبة عن الرعاية”.
وأكد أن خدير جامعة بين الخصب الزراعي والثروة الحيوانية الغنية، حيث تمتاز بتربية الإبل والأبقار والأغنام والماعز، ما يجعلها رافدًا مهمًا نحو الاكتفاء الذاتي.
لكن هذه المقدرات تواجه تحديات كبرى، أبرزها: منها هدر المياه وضعف الاستغلال: رغم وجود مياه وفيرة في سدود وأودية، فإن عدم استغلال هذه السيول المهدرة عبر السدود والحواجز المائية يحولها من ثروة إلى “خطر يهدد القرى والمزارع”.
وسبق أن أُجريت دراسة لشبكة رفع المياه من أحد السدود وهي الآن في “مرحلة التمويل” لتنفيذها قريباً.
غياب الرعاية البيطرية: تحدث المزارعون عن غياب الرعاية البيطرية والدعم اللازم، مؤكدين أنهم بحاجة إلى الإسراع في تنفيذ حملة تحصين للحيوانات في تعز، والتي لم تُنفذ أي حملة منها منذ سنوات.
سوء تخطيط المشاريع السابقة: أشار التقرير إلى أن بعض السدود والحواجز المائية السابقة تم وضعها في أسفل الأراضي الزراعية، ما جعلها “عديمة الجدوى” وتتطلب مضخات وشبكات ري مكلفة.
وحدة التمويل تعلن عن خطة عمل شاملة لخدير
للتعليق على هذه التحديات، استضاف البرنامج عبر الهاتف مدير وحدة التمويل للمشاريع عن المبادرة الزراعية والسمكية، المهندس حسن عبد السلام، الذي عُيِّن حديثًا في منصبه، وأقر بوجود إهمال سابق بسبب المنهجية التي كان يتبعها “النظام السابق” في بناء السدود، والتي أدت في بعض الأحيان إلى كوارث كـانفجار أحد الحواجز المائية في شهر ربيع الأول الماضي.
وأكد أن القيادة العليا تولي مديرية خدير اهتماماً كبيراً، كشخصية محمد أصناف والمداني، لتقديم كافة الخدمات والتسهيلات لها.
مشاريع وتدخلات فورية:
الرعاية البيطرية والخدمات: تم تنفيذ مشروع العيادة البيطرية في المديرية، وتم افتتاح مركز الخدمات الزراعية بدعم 6 ملايين ريال من وحدة التمويل، وذلك لتسهيل حصول المواطنين على الخدمات بسعر وتكلفة أقل.
كما أشار إلى التوقيع المرتقب لاتفاقية مع جمعية خدير التعاونية الزراعية لتنفيذ منظومة طاقة شمسية.
خطة عمل موحدة (1447هـ): أعلن المهندس عن تبني استراتيجية جديدة تقوم على الشراكة والتنسيق الكامل بين كافة الجهات المعنية على المستويين المركزي والمحلي، من الهيئة العامة للزكاة إلى وحدة التمويل ومكتب الزراعة والاتحاد التعاوني الزراعي، سيتم العمل وفق “غرفة عمليات واحدة” بتوجيه من وكيل وزارة الزراعة، لضمان استغلال السيول وبناء السدود بشكل هندسي سليم، وتغيير المنهجية السابقة التي كانت تسبب الكوارث.
وعن تفعيل الإرشاد والتحصين، أكد أنه سيتم تفعيل دور الإرشاد الزراعي الذي كان مُغيبًا، عبر تدريب المنتشرين ليكونوا “حلقة الوصل” بين المزارعين والجمعية.
وأشار إلى خطة لوزارة الزراعة للعمل في 56 مديرية نموذجية، ومن ضمنها خدير، لتنفيذ حملات التحصين والتمكين الاقتصادي للمربين، وذلك في إطار استراتيجية تعزيز الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
ولفت إلى جهود لوقف ظاهرة ذبح صغار وإناث المواشي التي أثرت على الثروة الحيوانية.
مديرية خدير ما زالت تنتظر اليد التي تلتقط هذا الكنز، بتنفيذ الوعود الحكومية الطموحة التي أعلنت عنها وحدة التمويل، لتحويل السيول المهدرة إلى رافد للحياة، وتوفير الرعاية البيطرية اللازمة لثروتها الحيوانية، بما يحقق العطاء المستدام لأرضها الطيبة.