الخبر وما وراء الخبر

المرأة اليمنية في ثورة 21 سبتمبر… شريك النصر ورافد الصمود

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

24 سبتمبر 2025مـ 2 ربيع الثاني 1447هـ

في ذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، يقف الشعب اليمني وقفة إجلال واحترام أمام المرأة اليمنية التي لعبت دوراً بارزاً ومتميزاً في صناعة النصر وتحقيق أهداف الثورة.

فالمرأة اليمنية لم تكن مجرد متفرجة على مجريات الأحداث، بل كانت أم الشهيد، وأخت المجاهد، وزوجة البطل الذي قدم روحه في سبيل الله ونصره للحق، وشريكة حقيقية في كل الميادين، في مواجهة العدوان، وفي تعزيز الصمود الوطني، وفي ترسيخ قيم الثقافة القرآنية في البيت والمجتمع.

المرأة في هذه الثورة كانت رمزاً للعطاء والتضحية والفداء، فقد كانت هي التي تواجه الحرب الناعمة وتربي الأجيال على القيم القرآنية، وتعمل على تعزيز الصمود الاجتماعي والثقافي، بينما كانت تدعم الرجال الأبطال في ميادين النضال المختلفة، وتشارك في إعداد القوافل وتوفير الغذاء والخبز والكعك، بل وتواصل البذل والعطاء في مختلف مجالات الحياة، لتظل دعامة حقيقية للثورة وصمام أمان لاستمراريتها.

وفي هذا السياق، تؤكد مديرة مركز التنمية الشاملة بجامعة صنعاء الدكتورة حليمة جحاف، في حديثها لقناة المسيرة عبر برنامج نوافذ الصباحي: ” أن المرأة اليمنية كانت منذ اليوم الأول شريكاً أساسياً في ثورة 21 سبتمبر، حضورها لم يكن فقط في الميادين، بل كان مؤثراً في المجتمع بأسره، عبر دعمها للثورة والمجتمع، وتثبيت قيم الصمود والوعي الوطني، وتأصيل المبادئ القرآنية التي قامت عليها الثورة”.

وتضيف الدكتورة جحاف: “المشاركة لم تقتصر على النخبة أو المتعلمات، بل شملت جميع الفئات، من ربات البيوت إلى الأكاديميات، الإعلاميات والناشطات الاجتماعيّات، وقدمت كل هذه الفئات مساهمة حقيقية في نجاح الثورة وضمان استمرارها، فالثورة ليست بالضرورة أن تظهر فقط عبر المظاهرات أو خروج الجماهير، بل المشاركة الحقيقية تتجلى في الالتفاف الشعبي الشامل حول الهدف الوطني، وهو ما أتاح للثورة البقاء والاستمرارية حتى يومنا هذا”.

وتقول : أن المرأة اليمنية كانت دائماً داعمة للحق، متمسكة بمبادئها الوطنية والدينية، وأن مواقفها في مختلف القضايا العربية والإسلامية، ومنها القضية الفلسطينية، هي امتداد طبيعي لما جسدته الثورة من قيم العدالة والكرامة، ورفض التبعية والوصايا الخارجية.

وتتابع : “المرأة اليمنية سجلت مواقف ثابتة ومؤيدة، سواء في دعم المجاهدين أو في العمل المجتمعي والتربوي والثقافي والاقتصادي، لتظل مثالاً للعطاء المتواصل والمساندة غير المحدودة للثورة وللقضايا العادلة”.

وتشير إلى أن المرأة اليمنية كانت في طليعة الحاضرات في كل مرحلة من مراحل الثورة، بداية من الانطلاقة وحتى مواجهة العدوان بعد ستة أشهر تقريباً من اندلاعها. فهي لم تقتصر مشاركتها على المرأة المتعلمة فقط، بل شملت جميع النساء، ربات البيوت، زوجات الشهداء، أمهات الشهداء، اللواتي كنّ سنداً ومساندة حقيقية، مؤكدات على ضرورة المساهمة والدعم والإسناد للثورة، ومواصلة بناء الوعي المجتمعي الذي أصبح جزءاً أساسياً من صمود المجتمع اليمني.

وعن انعكاسات مشاركة المرأة على طبيعة المجتمع اليمني آنذاك، تقول جحاف: “وجود المرأة ومشاركتها في ثورة 21 سبتمبر يعكس المجتمع اليمني بكل قيمه وثوابته، مجتمع يمتلك العزة والكرامة، لا يخضع للإملاءات أو الوصايا الخارجية، قادر على التعايش الداخلي والتوافق المجتمعي، لكنه يرفض التبعية والخضوع. المرأة اليمنية كانت تعبيراً حقيقياً عن هذه الثوابت، ووجودها ومساندتها شكل امتداداً طبيعيًا لهذا الواقع الثقافي والاجتماعي”.

وتستمر المرأة اليمنية في دعم ثورة سبتمبر حتى اليوم، فهي تقدم الدعم والمساندة في مواجهة العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، وتشترك في حمل قضايا الأمة العربية والإسلامية، مثل القضية الفلسطينية، حيث يظهر موقف اليمنيات في دعم غزة وفلسطين استمراراً لمبادئ الثورة ومشروعها القرآني والأخلاقي. هذه الرحلة الطويلة من العطاء والدعم والإسناد المستمر تؤكد أن المرأة اليمنية كانت وستظل رمزاً للبطولة والفخر والكرامة، أيقونة للصمود ومصدر إلهام للأجيال القادمة.

وتبقى المرأة اليمنية العمود الفقري لثورة 21 سبتمبر، شريك النصر وصانعة العهد الجديد، رمز البطولة والفداء والتضحية، أيقونة صمود ووفاء، رافدة لكل الجهود الوطنية، ومصدر إلهام لكل اليمنيين، لتظل ذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مناسبة وطنية تحتفل بها الأمة، وتستذكر فيها دور المرأة البطولي في الدفاع عن الوطن، وصون قيمه، وصناعة مستقبله المشرف والمشرق.