صمود أسطوري في غزة: عائلة مراسلة المسيرة ترفض النزوح رغم القصف
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
16 سبتمبر 2025مـ 24 ربيع الأول 1447هـ
تقرير || هاني أحمد علي
أكدت مراسلة قناة المسيرة في غزة، دعاء روقة، على الصمود الأسطوري الذي يعيشه سكان القطاع، مشيرة إلى قصة عائلتها التي بقيت في مدينة غزة رغم نزوحها هي شخصيًا إلى الجنوب لتغطية الأحداث، مبينة أن والدتها، ومعها الآلاف من سكان غزة، يرفضون مغادرة المدينة، مرددين شعار “الموت ولا النزوح”.
وأوضحت روقة في مداخلة مع القناة ضمن برنامج نوافذ، أن آلة الحرب الصهيونية تواصل قصفها العنيف على قطاع غزة، مخلفةً وراءها دماراً واسعاً وأعداداً متزايدة من الشهداء والمفقودين، واصفة الوضع الميداني بالصعب جداً، مؤكدة أن أعداد الشهداء ليست نهائية بسبب وجود مفقودين تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن كيان العدو كثف من عملياته العسكرية في مدينة غزة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء بشكل يومي، ففي الساعات الأولى من اليوم وحده، وصل عدد الشهداء إلى 41، من بينهم 37 في مدينة غزة فقط، وهو رقم مرشح للزيادة مع استمرار فرق الدفاع المدني في البحث عن المفقودين تحت ركام المنازل المدمرة.
وأضافت مراسلتنا في غزة، أن القصف المدفعي والجوي يستمر بشكل متواصل، فيما تحلق طائرات الاستطلاع والحربية على ارتفاعات منخفضة فوق المناطق المأهولة بالسكان، خاصة في الأحياء الشمالية والغربية والجنوبية الغربية مثل تل الهوى، حيث وهذه المناطق، التي تؤوي أعداداً كبيرة من السكان والنازحين، أصبحت اليوم “مناطق قتال حمراء” بهدف الضغط على السكان لإجبارهم على النزوح قسرًا إلى جنوب القطاع.
ولفتت إلى أنه ورغم القصف الكثيف، ترفض غالبية كبيرة من السكان النزوح من مدينة غزة، مفضلين الموت على تكرار مشهد النزوح الذي حدث في أكتوبر 2023، مؤكدة أن هناك فئة كبيرة اضطرت للنزوح تحت وطأة القصف، لكن هناك عائلات ما زالت متمسكة بأرضها.
ولفتت روقة أن الفلسطينيون أظهروا في غزة صمودًا فريدًا من نوعه، لا يعتمدون على أي جهة خارجية، فبعد أن شهدوا مخرجات القمم العربية التي لم تقدم لهم سوى البيانات الإنشائية، أصبحوا لا يعولون على شيء، مبينة أن أهل غزة “لا يعولون على شيء، لا قمم عربية، لا أي شيء”، بل يتوكلون على الله وحده ويتمسكون بأرضهم.
وفي ختام حديثها، أفادت مراسلتنا في غزة، أن سكان القطاع يمثلون نموذجًا للتمسك بالأرض والصمود في وجه “أعتى آلة قاتلة عرفها التاريخ”، وأنهم يواجهون كل أنواع المعاناة، من القصف والإهلاك والتجويع، بصلابة لا مثيل لها.