إدانة هزيلة في مجلس الأمن للعدوان على الدوحة.. تواطؤ فاضح وإفلات من العقاب
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
12 سبتمبر 2025مـ 20 ربيع الأول 1447هـ
في مشهد يكشف عمق التواطؤ الدولي، أصدر مجلس الأمن الدولي، في بداية جلسته الطارئة مساء الخميس، بياناً أدان فيه العدوان الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، مؤكداً دعم سيادة قطر ودورها في الوساطة.
لكن البيان تجنّب ذكر العدو الإسرائيلي بالاسم، رغم أن وقائع الجلسة ومداخلات معظم الأعضاء حملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجريمة.
وكشفت صحيفة “واللا” العبرية أن البيت الأبيض تدخل بشكل مباشر لفرض تعديل على الصياغة، بما أدى إلى حذف اسم العدو الإسرائيلي، وذكر حماس بالاسم، ومحاولة تحميلها المسؤولية، ما مكّن واشنطن من الانضمام إلى البيان بعد أن نزعت منه الحقيقة.
وهكذا كررت الولايات المتحدة دورها التاريخي كدرع واقٍ للكيان الصهيوني، وضمانة لاستمراره في ارتكاب جرائمه دون رادع.
مندوب الجزائر شدد على أن العدو الإسرائيلي يتصرف كقوة فوق القانون، مذكّراً بعدوانه المتزامن على سوريا ولبنان واليمن وقطر، ومعبراً عن استهجان بلاده لعجز المجلس حتى عن توصيف المعتدي.
مندوب روسيا أدان العدوان على الدوحة بشكل لا لبس فيه، محذراً من أن استهداف عاصمة عربية بهذا الشكل يفتح الباب أمام سيناريو خطير، حيث قد يجرؤ العدو – في ظل الحصانة الأمريكية – على مهاجمة أي عاصمة في العالم.
أما مندوب الصين فعبّر عن إدانة بلاده بأشد العبارات، مؤكداً أن استهداف وفد حماس في الدوحة يكشف سوء النية ومحاولة متعمدة لتخريب المفاوضات، ويؤكد أن العدو لا يريد سلاماً بل توسعاً وعدواناً مستمراً.
وزير خارجية الأردن وصف حكومة العدو بأنها مارقة توسعية تهدد السلم والأمن الدوليين، ودعا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لجم غطرستها، كاشفاً أن كل تبريراتها كاذبة.
أما قطر، على لسان رئيس وزرائها وزير خارجيتها، فقد أكدت أن قادة العدو مصابون بسكرة القوة وضمان الإفلات من العقاب، وهو ما يدفعهم إلى المزيد من الجرائم.
مندوب الكويت شدد على أن أمن الخليج خط أحمر، وأن الاعتداء على قطر انتهاك صارخ للقانون الدولي، مؤكداً أن دول المجلس لن تتهاون، وأن تكرار هذه الأفعال سيواجه بمواقف جماعية أشد.
مندوب مصر أشار بوضوح إلى أن العدو الإسرائيلي هو الطرف المعرقل للتوصل إلى اتفاق وقف الحرب، مطالباً المجلس بردع سياساته العدوانية المتطرفة، ومشدداً على خطورة انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية مدمرة.
أما مندوب باكستان، فاتهم العدو بارتكاب أبشع أشكال إرهاب الدولة، مندداً بجرأته على نشر الأكاذيب داخل أروقة الأمم المتحدة وتهديد قادة المنظمة.
على النقيض من هذه المواقف، جاءت بيانات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني خارج السياق. واشنطن مارست ضغوطها المعهودة لحماية الاحتلال، فيما حاولت تل أبيب تبرير عدوانها بذريعة “الدفاع عن النفس”، في خطاب مفضوح أثار رفض غالبية الأعضاء.
تظهر الجلسة أن العدو الإسرائيلي بات معزولاً أخلاقياً وسياسياً، لكن استمرار الحماية الأمريكية يحوله إلى قوة عدوانية تفلت من العقاب.
إن البيان الباهت لمجلس الأمن – الخالي من تسمية المعتدي – يكشف أن المنظمة الدولية واقعة تحت هيمنة الإمبريالية الأمريكية، وأن دماء الشهداء لا تجد عدالة في مؤسسات تُدار بميزان المصالح الاستعمارية.
وبينما تتصاعد إدانات الدول الحرة، يبقى الرهان الحقيقي على إرادة الشعوب وقوى المقاومة التي أثبتت أنها وحدها القادرة على مواجهة غطرسة العدو الإسرائيلي وأسياده في واشنطن، وصون كرامة الأمة في وجه العدوان.
وهنا نستحضر ما ورد في خطاب السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي _ يحفظه الله_ الذي استهجن اكتفاء الامة بالتنديد والشجب وإصدار البيانات، ببعض عبارات من الحبر على ورق، لا تقدم ولا تأخر.