الباحث جهاد سعد: الصهاينة يسعون للسيطرة على المنطقة لتهيئتها للاستثمار الغربي في الصراع القادم مع الصين
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
6 سبتمبر 2025مـ 14 ربيع الأول 1447هـ
تقرير || محمد الكامل
أكد الباحث والمفكر السياسي الدكتور جهاد سعد أن ما يشهده اليمن من وعي شعبي وثقافة قرآنية متجذرة، يجعله اليوم أكثر وضوحًا في الرؤية السياسية والمصيرية من كثير من الأنظمة والنخب في العالم العربي والإسلامي، مشددًا على أن القيادة اليمنية استطاعت أن تبني موقفها السياسي على أساس إيماني قرآني، يستلهم من سيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ويواجه التحديات المعاصرة دون انبهار أو تبعية للغرب.
وأكد سعد في مداخلة على قناة ” المسيرة”: “أن هذا الوضوح اليمني ناتج عن بصيرة قرآنية أصيلة حررت العقل اليمني من شبكات الإعلام وغسيل الوعي ومنصات التوجيه المشبوهة، وأعادت ربط الدين بمسؤوليات الواقع، ربطًا صادقًا وعميقًا، دون فصام بين العقيدة والسياسة.
وأضاف: “اليمن اليوم يمثّل حجّة على العرب والمسلمين؛ لأنه قدّم نموذجًا نقيًا في فهم الدين، قائمًا على مقاومة الاستكبار، وعلى عدم الانبهار بما يقدّمه الغرب من شعارات خادعة والانتقال من حالة الانبهار إلى التحقير الواعي لهذا المشروع التوحشي الذي يرتدي ثوب الحضارة، فيما هو في جوهره مجرّد استعباد وهيمنة.
واعتبر أن الغرب الذي أنشأ “داعش” ومول الحروب والصراعات في المنطقة، هو النسخة الحديثة من التوحش، وأن من العار أن نستلهم منه أو ننتظر منه حلولًا أو وساطات، خصوصًا في ظل ما يجري اليوم في غزة من مجازر وجرائم إبادة يرتكبها الكيان الصهيوني بغطاء أمريكي وغربي كامل.
وفي معرض حديثه عن الصراع مع الكيان الصهيوني، شدد الدكتور سعد على أن العدو الإسرائيلي لا يمكن مواجهته إلا بمنطق القوة والمواجهة المباشرة، لأن هذا الكيان لا يفهم إلا منطق القوة، وهو امتداد لمدرسة دينية محرّفة تؤمن بألوهية العِجل، وتعبد المال والسلطة والشهوة، لا الله سبحانه وتعالى.
وقال: “اليهودي الصهيوني خلق إلهاً يشبهه، إلهاً عنصريًا غاضبًا متوحشًا، يبرّر له القتل والسبي وسرقة الأرض. وهذه عقيدة استكبار لا يمكن محاورتها، بل لا بد من مواجهتها كما واجهها رسول الله (ص)، الذي لم يتسامح مع خيانات بني قريظة وغيرها من القبائل اليهودية التي تآمرت عليه”.
وأكد أن الصهيونية الحديثة ما هي إلا وظيفة غربية تستهدف إنهاك الشرق، وتمزيق الأمة، ومنع التنمية، وأن الغرب أعطى الصهاينة دورًا واضحًا يتمثل في زرع الفتن، واستنزاف مقدرات الأمة، وشق صفوفها، ومنع أي مشروع نهضوي مستقل.
واستحضر سعد في حديثه آيات قرآنية صريحة تكشف سلوك اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه، والغدر، ودعم المشركين، والتآمر على الرسالات الإلهية، مشيرًا إلى أن القرآن خاض أول معركة ثقافية ضد الغزو اليهودي للغة، وضد محاولاتهم تشويه الوعي الإسلامي من الداخل.
وقال: “اليهود بدأوا حربهم من خلال التلاعب بالمفردات، وها نحن اليوم نراهم يفرضون مفردات مثل ‘السلام’ و’التطبيع’، كجزء من عملية غسل الوعي العربي، تمامًا كما حاولوا تمرير كلمة ‘راعنا’ في عهد النبي، ليخفوا سبّةً بالعبرية خلف كلمة عربية، مؤكداً إنها ذات المعركة تتكرر، ولكن بمنصات وأدوات إعلامية حديثة”.
خطاب السيد القائد
وفي إشارة إلى تصريحات السفير الأمريكي في كيان العدو، الذي قال إن الحرب في غزة “دينية” ولا مجال للحياد فيها، معتبراً أن هذا الخطاب هو محاولة لشدّ الصف اليهودي داخليًا، وتجنيد مزيد من المتدينين في جيش الاحتلال الذي يعاني من الانهاك والهزائم.
وقال: “هذا الخطاب الديني الذي يتحدث به الصهاينة ليس إيمانًا حقيقيًا، بل توظيف انتهازي للدين من أجل أهداف دنيوية محضة، مضيفاً “هم يوظّفون الله لخدمة السلطة، لا العكس” مؤكداً أن خطاب السيد القائد في المولد النبوي هو خطاب قرآني أصيل، يُحاكي البُعد الإيماني في الصراع، ويضع الأمة أمام مسؤوليتها الدينية والتاريخية.
ولفت إلى أن المعركة الدائرة اليوم في غزة تتجاوز الطابع العسكري، وتُخفي خلفها صراعًا استراتيجيًا حول ثروات البحر المتوسط، مؤكدًا أن المشروع الغربي الصهيوني يسعى لنهب الغاز والنفط في تلك المنطقة، تمامًا كما أشار المجرم ترامب سابقًا عندما قال إنه سيحوّل غزة إلى “ريفييرا” منزوعة السلاح والسيادة.
وأضاف: “الصهاينة يريدون تطهير الأرض من أهلها، لتهيئتها للاستثمار الغربي، وتوظيف ثرواتها في الصراع القادم مع الصين ومحور الشرق، موضحاً أنها حرب موارد، تُدار تحت غطاء ديني، ولكن أهدافها استعمارية بامتياز.
وجدد التأكيد على أن كل من يرفض المقاومة أو يروّج للسلام مع الكيان الصهيوني لا يفهم طبيعة هذا الكيان، ولا يعلم حجم التهديد الذي يشكله على الأمة، داعيًا إلى تحرير الخطاب الديني من الخضوع السياسي، والانتصار للقرآن والسيرة النبوية كمصادر وعي ومقاومة حقيقية.
وأضاف أنالمعركة معركة وجود، وليست مجرد أزمة حدود، والصمت عنها أو تبنّي الحياد، هو خيانة للرسالة المحمدية، مؤكداً أن القرآن رسم لنا خارطة المواجهة، وعلينا أن نختار: إما أن ننصر الله، أو ننصر أمريكا و”إسرائيل”.