عضو في كتلة الوفاء يكشف أبعاد ودلالات الزيارة الإيرانية إلى لبنان
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
14 أغسطس 2025مـ 20 صفر 1447هـ
في سياق التغطية الخاصة لزيارة الوفد الإيراني الرفيع إلى لبنان، أكد العضو السابق في كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور نزيه منصور أن زيارة الوفد الإيراني برئاسة الدكتور علي لاريجاني حملت أبعادًا استراتيجية متعددة، عكست رسائل مباشرة إلى الداخل اللبناني والإقليم والعالم، أبرزها تأكيد طهران على حضورها الفاعل في قضايا الأمة الإسلامية، وعلى رأسها دعم محور المقاومة ومواجهة مشاريع الهيمنة.
وأوضح الدكتور منصور، في حديثه لقناة “المسيرة” اليوم الخميس، أن أهمية الزيارة تكمن في الرسائل السياسية التي حملتها، أولها توجيه موقف واضح وصريح إلى الداخل اللبناني، سواء لمن يعارض المقاومة أو من يؤيدها، مفادها أن الدعم الإيراني للمقاومة مستمر وثابت.
وأضاف أن البعض في المنطقة توهم أن دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تراجع بعد الحرب الأخيرة في المنطقة وتغيير النظام في بعض الدول، وتحديدًا في سوريا، إلا أن الزيارة أثبتت أن إيران ما زالت لاعبًا أساسيًا لا غنى عنه في كل الملفات الإقليمية.
وأكد أن الرسالة الثانية التي حملتها الزيارة كانت إقليمية بامتياز، حيث شددت على أن الجمهورية الإسلامية ليست غائبة عن المشهد، بل حاضرة ومؤثرة وذات ثقل استراتيجي لا يمكن تجاهله.
أما الرسالة الثالثة، فقد وُجّهت مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى بكل جهدها لإسقاط قوى النهوض في المنطقة، وخاصة القوى المنضوية ضمن محور المقاومة.
واعتبر أن الحضور الشخصي لعدد من كبار الشخصيات الإيرانية، وفي مقدمتهم السيد علي خان، أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، شكّل دلالة واضحة على الجهوزية والاستعداد لمواجهة التحديات مهما طال أمدها.
وفي هذا السياق، لفت إلى أن مشروع ما يسمى بـ”دولة كيان العدو الصهيوني الكبرى”، بدعم أمريكي مطلق، ليس سوى أوهام وأحلام تراود قيادة الكيان، التي لم تشهد في تاريخها دعماً أمريكياً بهذا الحجم وبهذه الفجاجة كما يحدث اليوم، مشيرًا إلى أن هذه الأحلام تصطدم بواقع مقاوم راسخ في لبنان وفلسطين واليمن وكل ساحات المواجهة.
وانتقد الدكتور منصور بشدة الخضوع العربي المميت، في إشارة إلى بعض الأنظمة الخليجية التي غرقت في مستنقع الهيمنة الأمريكية، مؤكدًا أن مواقفها لا تخدم الأمة، بل تقوّض السيادة الوطنية وتسهم في تمرير المشاريع الصهيونية والأمريكية في المنطقة.
وفي ختام حديثه، ذكّر بمواقف الرئيس الأمريكي نفسه خلال فترات التفاوض مع طهران، حين عبّر عن رغبة بلاده في إقامة علاقات تاريخية مع إيران، مشددًا على ضرورة بناء أمن جماعي في المنطقة والتعاون الاقتصادي والسياسي.
وأضاف: “نحن نمر اليوم بمرحلة جديدة تتطلب إعادة التوازن أمام هذا المشهد المأساوي في الإقليم”.