الخبر وما وراء الخبر

باحث عربي: زيارة لاريجاني إلى لبنان انتصار دبلوماسي للمقاومة

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

14 أغسطس 2025مـ 20 صفر 1447هـ

أكد الكاتب والباحث الدكتور حسن إبراهيم أن زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني، الدكتور علي لاريجاني، إلى لبنان شكّلت نجاحًا دبلوماسيًا كبيرًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم محاولات الولايات المتحدة والسعودية إفشال الزيارة أو التقليل من أهميتها.

وردًا على ما أُشيع عن “برود” في الاستقبال الرسمي للزيارة، أوضح الدكتور إبراهيم في حديثه لـ”المسيرة” اليوم الخميس أن العلاقة بين لبنان والجمهورية الإسلامية قائمة على مستويين: شعبي ورسمي، وأن زيارة الدكتور لاريجاني جرت وفق البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة، ولم يُطلب أصلاً لقاء مع وزير الخارجية المحسوب على حزب القوات اللبنانية، مضيفًا: “هذا الوزير حاول تصوير عدم لقائه بالدكتور لاريجاني كموقف، بينما الحقيقة أن الزيارة لم تُدرج أصلاً على جدول لقاءاته، ولم نطلب منه مقابلة”.

وبالحديث عن نجاح الزيارة رغم الضغوط، وصفها الباحث إبراهيم بأنها “انتصار دبلوماسي للجمهورية الإسلامية”.

وأشار إلى أن واشنطن والرياض مارستا ضغوطًا مكثفة لمنع أو تقليص أثر الزيارة، ولكن دون جدوى، مؤكدًا أن “هذه الدول لا تستطيع ولن تستطيع مستقبلاً قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

كما لفت إلى الحفاوة الشعبية الكبيرة التي حظي بها الدكتور لاريجاني منذ لحظة وصوله إلى بيروت، وقال: “عندما ترجل من سيارته ورافقه الجمهور على طول طريق المطار، تعززت العلاقة الشعبية المتينة مع الجمهورية الإسلامية”.

وعن العلاقة التي تتجاوز الطوائف شدد الدكتور على أن العلاقة بين لبنان وطهران: “لا تقتصر على الطائفة الشيعية كما يروج البعض، بل تشمل أطيافًا واسعة من المجتمع اللبناني، بمن فيهم أبناء الطائفة السنية الكريمة، بل وحتى بعض المسيحيين الذين تربطهم علاقات تجارية واقتصادية وثقافية مع إيران”.

وأشار إلى أن هذه العلاقة تستند إلى احترام متبادل، وليس تدخلًا كما تفعل السعودية والولايات المتحدة، متهمًا واشنطن والرياض بأنهما: “تتدخلان في أدق تفاصيل الشأن اللبناني، تعزلان موظفين وتعينان آخرين، وتفرضان شروطًا على الوزارات اللبنانية”.

وأضاف: “لو كانت إيران تتدخل في الشأن اللبناني كما تفعل السفارة الأمريكية، لرأينا بيانات استنكار وتهجّم من السياسيين اللبنانيين، ولكن الحقيقة أن طهران تلتزم بعدم التدخل، وهذا ما أكد عليه الدكتور لاريجاني بوضوح خلال زيارته”.

وحول غياب السيادة وتحذير من التدخل الأمريكي، حذر إبراهيم من حالة فقدان مناعة السيادة اللبنانية، قائلًا: “الأمريكيون وضعوا ورقة لتنفيذها حرفيًا في الانتخابات النيابية والبلدية وحتى في اللقاءات بين الأحزاب، إلى هذا الحد باتت التدخلات فاضحة وسافرة”.

وأشاد برد الدكتور لاريجاني الذي: “كان واضحًا وقويًا، وأكد أن طهران لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، بعكس الإدارة الأمريكية التي تفرض أجنداتها على الحياة السياسية اللبنانية”.

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في الاستهداف الأمريكي للمقاومة في لبنان واليمن وفلسطين والعراق، في حين تُثبّت إيران مكانتها كحليف ثابت وصادق، مدعومًا بإجماع شعبي واسع داخل محور المقاومة، وفي مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية ومخططات كيان العدو الصهيوني.